الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا جنينا من الاستقلال ...ماذا جنينا من السيادة الوطنية

رشيد الفهد

2017 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


من الصعب الجهر بالقول المناهض للاستقلال , قول ربما يعرض صاحبه لشتى أنواع الاتهامات أخطرها الاتهام بالعمالة أو النقص الحاد بالوطنية.
من حقنا أن نفكك التاريخ الحديث لنظهر الحقائق المسكوت عنها أهما فيما إذا كان الاستعمار سيئا بما يكفي أم لا .
بدأ الاستعمار بعد جلاء العثمانيين الذين جثموا و أثقلوا على صدورنا منذ عام 1534 م حتى عام 1920م أي ما يزيد على ثلاثمائة وستة وثمانين عام .
مع العثمانيين خرسنا والخرس أعلى مراحل السكوت وانعقد لساننا أحايين من الدهر حتى إذا حل الاستعمار محل العثمانيين هب الجميع رافعين شعار ما يسمى بالاستقلال وبذلك فوتوا على العراقيين فرصة الالتحام بالعالم بعد ظلام العثمانيين الذين لم يخلفوا لنا سوى مجموعة ملالي ولا أثر لأي شيء سواهم .
في عقد الثمانينات كان عندي صديق جزائري همس في أذني بعد أن التفت يمينا وشمالا قال :نحن أعطينا مليون شهيد من اجل الاستقلال عن فرنسا وبعد حكم الجزائريين للبلاد صار أمل الجزائري الإقامة والعيش في فرنسا بينما هي كانت عندنا .
الليبيون قدموا تضحيات جسام من اجل الاستقلال عن ايطاليا واليوم يركبون البحر المتوسط قاصدين إياها للعيش فيها.. منهم من قضى نحبه في البحر ومنهم من وجد نفسه في معسكرات أعدها الايطاليون للمهاجرين غير الشرعيين ..هجرة كانت هي الخلاصة لتسلط الليبيين على الليبيين جاءت بعد الاستقلال دامت عقودا من الزمن .
هذه الدكتورة (أحلام حسب الرسول ) أستاذة التاريخ في إحدى الجامعات السودانية بعدما طالبت بعودة الاستعمار البريطاني لبلادها ... أودعتها السلطات في مصحة للأمراض النفسية بعد اتهامها بالجنون وهناك تم العثور عليها مقتولة بعد أيام من لقاء معها أجرته صحيفة الشرق الأوسط التي وجهت لها السؤال التالي : تطالبين يا دكتورة بعودة الاستعمار لبلادك هل هذا حديث إنسان عاقل ؟ أجابت : وهل ما حدث في هذا البلد منذ الاستقلال حتى الآن من فعل إنسان عاقل ؟.
كان سؤال الصحيفة بمثابة التسليم بجنونها ...كان سؤالا استفزازيا بالنسبة لها وسخيفا بالنسبة لي .
على يد الاستعمار رأى العراقيون أول مرة : الطائرة ,الميناء ,دور العرض السينمائية . المسرح ,الكاميرا ,القطار, المحكمة المدنية والمدارس الحديثة وأمور أخرى كثيرة وكانت لديه الرغبة بالاستمرار في تقديم هذه الأشياء وأشياء أخرى لولا المعارضة بعد أن وحد العراق المقسم إلى ثلاثة أوصال بدولة واحدة حديثة اسمها العراق كانت في زمن الخلافة العثمانية لا دولة .
المعارضة المنددة بالاستعمار فوتت على العراقيين فرصة الرخاء والازدهار حتى إذا وصلت بعض فصائلها إلى السلطة فعلت بهذا الشعب ظلما وعدوانا لا يتجرأ على فعله إنسان عاقل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد