الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرامة الجامعة

بهيجة حسين

2006 / 2 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كانت مصر محتلة من الإنجليز، ومحكومة بحكم ملكي وكانت لاتزال مربوطة ببقايا تبعية رسمية للإمبراطورية العثمانية، وأقدامها عالقة مازالت في مستنقع ووحل تخلف وجهل وظلامية الخلافة العثمانية.
ورغم هذا الوضع فقد أدرك مفكرو مصر في ذاك الوقت أهمية وضرورة فتح نوافذ لشمس الحرية والعلم والعقل، وكان أحد أهم تلك النوافذ الجامعة التي كانت عمودا من أعمدة ترقي المجتمع واستنارته، وقوة من قوي دفعه للأمام.
وفي تلك الأيام كانت الجامعة مستقلة استقلالا ليس مسموحا بالاقتراب منه حتي أننا نحفظ كالتميمة أو كالأيقونة الغالية المقدسة، موقف رئيسها أحمد لطفي السيد الذي قدم استقالته في 9 مارس عام 1932 احتجاجا علي نقل الدكتور طه حسين من الجامعة دونما الرجوع له أو للجامعة، واعتبر لطفي السيد أن هذا الإجراء اعتداء علي استقلال الجامعة لا يقبله.
بينما في عصرنا الجمهوري يدوس الأمن كرامة الجامعة والوطن باعتداءات لابد أن يخجل منها أي نظام حاكم إلا في بلدنا مصر فنظامها لا يعرف الخجل، وكانت آخر الاعتداءات التي وقعت منذ أكثر من عشرة أيام، منع الأمن عقد محاضرة حول حوار الأديان بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة نظمها مركز الدراسات السياسية بالجامعة في إطار برنامج حوار الحضارات.
وجاء المنع اعتراضا علي المتحدث بالمحاضرة وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي العميد الأسبق لكلية الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، وفي يوم الندوة فوجيء منظموها من أساتذة الجامعة بالمنع، وبقية الحدث الفضيحة أن الأمن لم يبلغ المركز بالمنع وإن كان هذا ليس من حقه بل تجاوز مرفوض وحضر أكثر من 400 من الأساتذة والمتخصصين في حوار الحضارات إلي قاعة المحاضرة ليفاجأوا بالمنع.
بالتأكيد أن ما حدث هو إهانة لوطن بأكلمه، وطن تحكمه دولة بوليسية بأمن لا يعرف أساسا معني الحوار ولا الحضارات، ولا يعرف سوي لغة القمع والمنع والبطش.
ورغم مرور أكثر من عشرة أيام علي الحدث الفاضح للنظام إلا أننا لم نسمع عن موقف ضده لا من وزير التعليم العالي ولا من رئيس الجامعة الجالس علي مقعد أحمد لطفي السيد.
ولم نسمع أيضا حتي الآن عن موقف من قيام الأمن بإلغاء مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس المنتخب بجامعة بني سويف، بل وصل الأمر إلي تعيين مجلس إدارة آخر للنادي، أي إهانة تلك التي تصيبنا جميعا من تلك الممارسات، التي لن يكون آخرها اعتراض الأمن علي تعيين ألفت نافع معيدة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية لأنها عضو بحزب التجمع.
لن نتصورأن يستقيل رؤساء الجامعات ومعهم وزير التعليم العالي كما فعل أحمد لطفي السيد ولن نيأس وأبناؤه وأحفاده في حركة 9 مارس لأساتذة الجامعات يحملون علي أكتافهم شرف الدفاع عن كرامة الجامعة التي هي في القلب من كرامة الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في