الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترحيل عوائل الإيزيديين الملتحقين بالحشد الشعبي وقوات البككا

علي سيدو رشو

2017 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت ظاهرة غريبة وتصرف غير مسبوق من قبل حكومة اقليم كردستان العراق تجاه عوائل بعض الافراد من الإيزيديين الذين التحقوا بالحشد الشعبي أو البككا في المناطق الايزيدية التي تم تحريرها على أيديهم. وإن أقل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع هو أنه وصل حداً مشبعاً باستخدام القهر وتوجيه الأمور إلى التصعيد المتعمد للتغطية على الفشل في حماية المدنيين في سنجار. كما ويبدو بأنه لو كان الأمر بأيديهم لسحبوا الجنسية العراقية من الايزيديين الملتحقين بالحشد والبككا أيضاً وبالتالي فلا نتمنى لتجربة كردستان الفتية في أن تٌقارن بالانظمة الدكتاتورية.
السؤال هنا: اليس هنالك 40 عضو مجلس نواب كردي في مجلس النواب العراقي موافقين على تشكيل الحشد الشعبي كقوة قتالية عراقية؟ اليس هناك رئيسا لجمهورية العراق وهو كردي موافق على تشكيل قوات الحشد الشعبي بقرار من الدولة وبمباركة المرجعيات الدينية في العراق؟ أليس هنالك وزراء ووكلاء وزراء ومدراء عامين من الكرد في بغداد؟ وبالمقابل أليس هنالك في كردستان العشرات من الذين شاركوا وساهموا ودعموا داعش والذين سبوا نساء الايزيديين بمن فيهم من كرمانج سنجار ويتمتعون بكامل الرعاية والاحترام والعيش الرغيد بعد أن عاثوا من الفساد ما طاب لهم.
إن طرد العوائل الإيزيدية ممن التحق ابنائهم بالحشد الشعبي لهو دليل واضح، إضافة لما سبق من تصرفات، أقل ما يقال بانها دكتاتورية، بدءاً بكبت الاصوات المنادية بالاصلاح وقمع المظاهرات وحبس النشطاء وفرض الحصار ومنع مرور المواد والاشخاص، على أن القادم سيكون أسوأ وأن العيش في كردستان لا يبشر بالخير في قادم الايام. ولو دققنا عن الأسباب التي استوجبت تدخل الحشد الشعبي في تحرير القرى الايزيدية جنوب سنجار. أو تدخل قوات البككة في سنجار. أو السبب الحقيقي لقصف الطائرات التركية لناحية سنوني. أو تشكيل القوات الايزيدية أو شكاوى الايزيديين المستمرة واللقاءات التي يجريها السيد مسعود برزاني مع الايزيديين باستمرار دون أن تتم عن بناء وتقوية حبل المودة جميعها إضافةً إلى ما تشكل في مخيلتهم الجمعية من تاريخ حافل بالاعتداءات والتهميش والتحقير وفقدان الامل في المستقبل وممارسة سياسات خاطئة دون محاسبة المسببن عن محنتهم، وغيرها الكثير الكثير من الاسباب دعتهم بالبحث عن أية وسيلة يتشبثوا بها حتى ولو كانت فيها من المخاطرـ لوجدنا بأنهم هم الذين فتحوا الباب على مصراعية لجميع هذه التدخلات الاقليمية والمحلية وليس السبب هم الايزيديون لكي تتم معاقبتهم على كل صغيرة وكبيرة دون وجه حق.
لذلك نقول بأن هذه التصرفات من قبل حكومة الاقليم سوف تزيد من مسافة التباعد مع الإيزيديين وتٌكبّر من حجم الهوة دون مراعاتهم لمأساة الايزيديين في الخيم والمخيمات وفقدان الامل في أن الساسة الكرد سيقومون بواجبهم الاخلاقي بعد أن بان لهم بأن العيش في هذا الوسط أصبح شبه مستحيل. فنتمنى أن تتراجع السياسة الكردية عن ممارسة هذه الاخطاء الكبيرة وتتفهم معاناة غيرهم ويتذكروا حال الكرد عندما تشردوا ايام الانفال. وعليهم أن يتيقنوا بأن الشعوب لا تنخضع بالقهر وانما بممارسة سياسة الحكمة والعقلانية.
علي سيدو رشو
المانيا في 8/7/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهما ضربت الماء يبقى ماءٱ-;-.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 7 / 9 - 00:30 )
عزيزي حسنٱ-;- فعلت عندما قلت حكومة الأقليم ولم تقل الكرد أو الأكراد مثل بعض الناس الذين يحملون الأكراد المسؤولية وشتان ما بين الكرد كشعب وبين حكومة الأقليم الأكراد فتحوا بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم لإيواء الأيزيديين وحكومة إقليم كردستان حارب الأيزيدية بكل شيء وخاصة الحزب الديموقراطي الكردستاني لأنه الحاكم الفعلي لمناطق الأيزيدية وهم غير قادرين الإعتراف بالحقيقة وهم يستخدمون نفس أساليب البعث في التهديد والترغيب والإغراء وقد فاقوا على البعث بجدارة.

اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية