الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل ليس بالضجيج، وانما بالنضيج وإصرار الحجيج.

محمد جابر الجنابي

2017 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الأواني الفارغة تـحدث ضجيجا أكثر من الأواني الممتلئة!! ، فكذلك البشر لا يحدث ضجيجا إلا ذوي العقول الفارغة، ما يحدث في المشهد العراقي المؤلم يدفعنا إلى القول أن ثمة أواني فارغة تحدث ضجيجًا عاليًا وثرثرةً سمجةً ونغمةً نشاز سئم من سماعها شعب مسحوق يدفع ثمن اختياره الخاطئ لشخوص منها من تستر بالدين وأخرى رفعت شعارات براقة ظن الناس أنها ستوفر لها حياة نرجسية، ضجيج تتصدع من عوائه وفحيحه أفاق وطن محتل تكالبت عليه قوى الشر والظلام وخانه الوضيع والوثن.
الأواني الفارغة مختلفة متصارعة حتى في فراغها وضجيجها، وكل منها ترمي اللوم على نظيراتها، لتظهر بمظهر البريء وكأنها ليست جزءًا من منظومة الفساد والمشكلة، وما يظهر في الإعلام ليس بأسوأ مما يجري خلف الكواليس وعلى وتحت الطاولة المستديرة التي تضطجع عليها تلك الأواني، وفي خِضَّم هذا المشهد المضطرب، صار الشعب (بين حانة ومانة ضاعت لحايانه)، لأن النتيجة التي يفرضها الواقع وأثبتتها التجارب : أن لا حلول من العقول الفارغة من أي حلول تخدم الوطن والمواطن ، لا حلول من العقول التي أنتجت الفساد والمفسدين وساقت العراق إلى واقع مظلم ومستقبل مهول، نعم لا حلول من العقول التي ترفع مظلة المصالح الشخصية والأجندات الخارجية...
الحلول الواقعية الجذرية لا تحدث ضجيجا ولا ثرثرة لأنها كالأواني الممتلئة بالعلاج الناجع لكل المشاكل والأزمات التي يعاني منها العراق، لأنها تصدر من عقول تمتلك القدرة على القراءة الدقيقة والتشخيص السليم والتفكير الموضوعي المجرد من أي ميول أو رغبات شخصية، تصدر من عقول وقلوب تعشق وتوالي العراق وشعبه بالقول والعمل الصادق ولا تريد مقابله سوى أن يعيش العراقيون بخير وسلام، وإذا ما أراد الشعب النجاة عليه أن يصغي إلى تلك العقول المخلصة الواعية المهنية مهما كان انتماؤها ولينزع جلباب الطائفية والحزبية والجهوية التي أهلكته!!! ،
نعم تلك العقول ترى التضحية في سبيل الوطن والمواطن خلودا في موت رائع، ، ترى الوطن في وجه كل مظلوم ومُهجَّر ومُشرَّد ومحروم على هذه المعمورة، عقيدتها أن دماء التضحيات هي التي ترسم حدود الوطن ولوحات الحرية، وتصنع مشاعل الإصلاح والسلام، نذرت نفسها شهبًا تحترق لتنير الدرب، فهي قدوة المضحين والمحترقين من أجل العراق والسلام والإنسانية، ولا زال صوتها المعهود يصدح :
وأما رَفْعُ الظُلْمِ والحَيْفِ والقَهْرِ فإننا لا نَفتُرُ ولا نَكسَلُ عنه بل نبقى نُحاولُ ونعملُ ونُجهِدُ أنفسنا من أجلِ تحقيقِه، وليس الغرضُ منْهُ المصلحةَ الشخصية والفئوية بل من أجلِ كل العراقيين وكل المظلوميات وكل المظلومين، فمظلوميتُنا واحدة وقضيتُنا واحدةٌ ووطنُنا واحدٌ، فإننا شعبٌ واحدٌ، وسنبقى على العهد بعون الله تعالى وسنسعى إلى إرجاع كل الأمور إلى ما كانت عليه قَبْلَ اَنْ تَدْخُلَ بيننا ضباعُ الليلِ وخفافيشُ الظلامِ وشياطينُ الإنس وقوى الشرِّ والتسلُّطِ والفَسادِ والعملاءِ والسُرّاق.
والعراق لا يخلو منها فهل يسمح المتصدون لتلك العقول بممارسة دورها والقيام بمسؤوليتها لتعالج ما فشل عن معالجته السابقون ؟؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع