الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حنينٌ فيروزيٌّ جارفٌ .
يوسف حمك
2017 / 7 / 9الادب والفن
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/7.jpg)
صباحٌ فيروزيٌّ ليس ككل صباحٍ – و أنا أسير بخطواتٍ معتدلةٍ إلى مكان عملي – وكزت أسماعي أغنيةٌ رائعةٌ لفيروز .
أيقظت حنيناً راقداً في فراشه الوثير داخل أقبية متحف ذاكرتي من غفوةٍ ثقيلةٍ مرهقةٍ لأنين حرمانٍ مزقه صمت ليلٍ بهيمٍ ... و مطلعها : ( أنا عندي حنين ما بعرف لمين ...)
تمر الأيام بنا و الشهور ، و تعبر الأعوام و السنون ، فيضيق علينا الزمن بسرقة أجمل لحظاتنا ، و اختلاس أروع الأشياء التي تؤنسنا ....
إيذاناً بقرب أوان الوداع في زحمة متاهات الحياة .
تحت قبة سماءٍ مكفهرٍةٍ بسحابةٍ سوداء تمطر علينا بوابلٍ غزيرٍ من أوجاع الفراق .
و بدورنا نمضي نحن ... نسرع الخطا ... نهرول ... نركض ... فلا نلتفت للوراء ...
نترك خلفنا ملاعب طفولتنا على سهولنا الخضراء ،
و مراتع لهونا على قمم جبالنا ، و بداخل كهوفها ، و فوق صخورها الصماء .
فربيع صبانا بألوان أزاهيره الزاهية ، و عبقها المفعمة بالحب و العزيمة . مدارسنا التي منحتنا القوة و العزيمة فسحقنا بها الأمية و الجهل .
معاهدنا و جامعاتنا التي بها اكتسبنا العلم و المعرفة في مدننا الضاحكة قبل أن تحزن فتلبس ثوب السواد .
زملاؤنا على مقاعد الدراسة ، و في المؤسسات و التعليم و التدريس ...
ضجيج تلاميذنا ، همسات طلابنا و همهماتهم ...
مواويل فلاحينا و فلاحاتنا في مواسم الحصاد .
مجالسنا في الأفراح و حلقات الرقص في الأعراس ..
لم الشمل في خيم العزاء ...
مرابع قرانا الخلابة ... صراخ الباعة في أسواق مدننا الراقية قبل أن تثخن بالجراح ... نكهة القهوة و الشاي في مقاهينا بصحبة الأحباب .
أماكن منتزهاتنا ... و الجلوس على مقاعد الحدائق الجميلة ...
السهر و السمر في الليالي القمراء ...
التجمعات الغفيرة لمناسباتنا القومية و الدينية التي كانت تنزف الحماسة و السعادة ...
قهقهة أطفالنا التي كانت تملأ الدار علينا دفء الحياة ، براءتهم حولتها إلى روضةً من رياض الجنان .. قبل أن يخطفهم وجع الرحيل ، و تمتد إلينا جميعاً يد شبح التشتت و الضياع ... فبات الدار مهجوراً تلتهمه الأشباح ..
أحلامٌ نسجناها بخيوط البهجة و عبق الورود ...
أرواحٌ عشقناها دون غيرها .... أطيافها سكنت تجاويف قلوبنا ، لتسجل حضورها في كل جيبٍ من جيوب الخيال ...
أغنية فيروز أخذتني إلى أيامٍ كانت تعج بخبايا الماضي السعيدة .
و بها ثار الشوق في كل أرجاء الفؤاد ،
و أمواج الهيام تدفقت من الجوانح المتعبة لهمساتٍ نقيةٍ دافئةٍ ، تمنيت أن أحلق بها عالياً فأصل إلى كبد السماء .
كلماتها مع صفاء اللحن أجفلت حنيني صارخاً لكل ما كان جزءاً من أنفاسي في زمنٍ عذبٍ افتقدته ..
و الحيرة فتحت أبواب الذاكرة على مصراعيها ، فتدفقت خبايا الماضي كلها دفعةً واحدةً ،
لم أعد أعرف تأجج حنيني لمن ؟ و هياجه لأي شيءٍ ، أو لأي مكانٍ ؟
انسلخت من واقعي ، و انتشلني ذهني من الحاضر ...
اختفى كل ما حولي ، و بات زائلاً لم أشعر به .
فغرقت في لجة لذة الماضي ، و عذوبة لحظاته العابرة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات
![](https://i4.ytimg.com/vi/ssW9r4-GVLg/default.jpg)
.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية
![](https://i4.ytimg.com/vi/jAVSZKZ1xVw/default.jpg)
.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو
![](https://i4.ytimg.com/vi/poYK6ScXXmY/default.jpg)
.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية
![](https://i4.ytimg.com/vi/pa3cRJo8_k4/default.jpg)
.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم
![](https://i4.ytimg.com/vi/m5Z7AvyOtdo/default.jpg)