الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزت الدوري والرسوم المتحركة

عادل مرزوق الجمري

2006 / 2 / 5
كتابات ساخرة


"أما عن نفسي فقد إفتقرت إلى الله منذ زمن بعيد فتوكلت عليه وألجأت ظهري إليه إذ لا ملجأ ولا ملتجئاً منه إلا إليه فزادني قوة وغنى فأدخلني في زمرة أحبائه المجاهدين في سبيله وأعلاء كلمته، فأنا في بحبوحة الجهاد أقف بين الجنتين، وأخطب الحسنيين جنة الشهادة ثم الإلتحاق بركب المنعم عليهم عند مليك مقتدر، وجنة النصر العظيم الذي سيغير تفاصيل الحياة على كوكبنا ويؤمئد يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر الله من يشاء وهو العزيز الرحيم".
كانت تلك العبارات الإيمانية المخلصة أعلاه للمجاهد عزت الدوري القائد الميداني للمقاومة العراقية في مايو 2005، وهو القائد الميداني للمقاومة العراقية، فالقائد الرباني، والملهم من الله "صدام حسين"، هو الآن يجر نفسه، وأذياله/أعوانه السبعة في محاكمة تاريخية، يستعطف فيها القاضي للحصول تارة على قلم رصاص، أو على "ممحاة" أو "براية" تارة أخرى!!.
في نشرة لإحدى جمعياتنا السياسية في البحرين إختتمت النشرة بصورة لـ"عزت الدوري"، معنونة إسمه بالـ "المجاهد"!!، وبالنص الإسلامي أعلاه. ويتضح من السياق العام أنها محاولة للتبشير بالنصر الكبير الذي سيحققه الدوري .. ولكن –للأسف- اعتقد أن هذا النصر لن يتحقق!!، وسأدلي بإقتراح بسيط لتحقيقه، أملاً في مشاركة المحرومين والمساكين من بعض فئات الشعب العربي المستضعف احلامهم المسكينة.
بحسب التقارير الإستخباراتية، حتى المحايد منها، فإن المجاهد "الدوري" هو الآن "شهيد" تحت ما بين الأرض والأنقاض، يقطن بحبوحة من جنة الخلد، ولا أعتقد أن سيناريو النصر في الدعاء قد ذكر أن الإرادة الإلهية ستتدخل بفيلق نووي، أو جيش من الملائكة يقودهم "الدوري" إلى النصر المؤزر.
يحتاج البعث –ولا أريد أن يفهم أحدهم إقتراحاتي بأنها شماتة أو إستهزاء .. لا سمح الله- إلى أن يعمل قواه التخيلية إلى حدود أوسع وأكثر رحابة، فهذا النزوح للفلسفة الربانية والإسلامية في الجهاد والتبشير بالنصر قد لا يكون كافياً، فالإسلاميون أنفسهم لم يتحصلوا على شيء جراء هذه السلسلة الطويلة من الأدعية والتباشير.
قد يكون من المفيد توظيف "الأسطورة" في الخطاب البعثي الجديد، كأن نقول أن الدوري "رفع إلى الله"، أو أن "صدام حسين" المسجون هو مجرد "شبيه" صنعته القدرة الربانية لحكمة لا يعلمها إلا الراسخون في عفلق.
في المجمل العام، يحتاج هؤلاء مثلاً إلى البحث عن جسد "الدوري" الطاهر بين أنقاض "الفلوجة" أو "العمارة" أو في أي خربة من خربات الإرهابيين في العراق، والذهاب به إلى تلك العالمة الفرنسية التي تقوم بعمليات الإستنساخ السرية، ستكون أسطورة الرفع الإلهي مقبولة، إذا ما انتظرنا ثلاثين سنة قادمة، حتى موعد الرجوع بالنصر المؤزر.
قد يكون من المفيد للقوى البعثية العربية أن تحاول الرجوع بأعمار أفرادها المئوية إلى الوراء كثيراً، حيث أنني أنصح بمشاهدة برامج "الرسوم المتحركة" للأطفال!!، فالأحداث الغريبة التي قد تحتويها الرسوم المتحركة هي في الغالب ما قد يجدي في تخريج البعث من جديد بالنصر المرتقب/ المنتظر.
ولا ضرر من توظيف بعض العملاء الجدد بالتعاون مع شيخ الإسلام الجديد "بن لادن" في إختطاف أحد معدي برامج الرسوم المتحركة في هوليوود، بهدف إنتاج مسلسل جديد للأطفال، فلنسميه "دوري .. مان"، أو أي شيء خارق للعادة.
وسبحان من يحيي العظام وهي رميم. فقد تتحول عظام الدوري المحطمة إلى رجل جديد لا يموت، ولا تؤثر فيه الأسلحة، فيتجه إلى مقر محاكمة "الرئيس" فيخلي سبيله ويبث فيه من روحه البعثية الطاهرة.
ومن هنا يبدأ مسلسل الأطفال.. وأقسم أني سأستمتع للغاية بمشاهدته، اما إذا أصر البعض على أخذ إقتراحاتي بأنها مجرد محاولات للإستهزاء –لا سمح الله- فإن ما يحلم/ يتوهم به البعثيون لا يحصل إلا في برامج الأطفال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ