الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للسنة في العراق مرجعية موحدة واهلة حقاً ؟

سلام فواز العبيدي

2017 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يتأكد المتابع الدقيق لأوضاع بلادنا أن مفاتيح الحلول لأزماتها ليست على الأرض العراقية وان كانت أجوائها ملتهبة وتنتابها الكوارث والخروقات وسيل من الدماء البشرية، والدلائل على هذا القول كثرة التواصل خارج الحدود، زيارات إلى تركيا غالباً والى دول الخليج عموماً، فالمحور التركي يلف اهتمام رئيس برلمان العراق كثيراً، وحين يحل ضيفاً للرئيس التركي هناك ينفتح الخاطر وتزدان الملامح وتبادل القبلات الحارة وكأن في الأمر تحدي وتأكيد تضامن داخلي لموقف تركيا في دعمها العملي لدولة قطر المدانة واتهامها بدعم ومساندة الإرهاب، هذا محور للتحركات المكرسة، ومحور النشاط الآخر إلى الكويت وسواها لغرض الاستجداء المالي وكأن الكويت مرتع متاح لكل ما هب ودب، هكذا نشاطات أراها مريبة، هي ليست سلوك عفوي بلا معنى، هناك تكمن غايات وأطماع نفعية مخجلة، فقضية الأزمة القطرية لم تزل قائمة وتبدو هناك نوايا لعقد صفقات مشبوهة وتمرير مشاريع متفق عليها سياسياً وتصب بالضد من معاناة شعبنا الذي يإن من عمق جراحه وجرائم عصابات داعش الكارثية، ثم هل من مهمات برلمان العراق مثل هذا النشاط المفعم بالسموم؟ ومن حيثيات هذه الحركة والمساعي هناك من يسعى لأحياء وتفعيل مشروع جو بايدن الهادف إلى تفتيت بلادنا أرضاً وشعباً، وهناك أسماء معلومة ترى نفسها بالإكراه مرجعية للسنة قوامها الإخوان المسلمين وهذا الحلم أراه أيضاً سيرتطم بالصخر، أما لدول الخليج قاطبة إلى هناك تتجه الأنظار ويسيل اللعاب حيث الدبق والهبات المجانية، أن من بين الأسماء المدعوة لمؤتمر بغداد متهمة بأفعال فساد وتدمير مدن وتأمين حواضن وتوجيه خلايا كانت نائمة وغيرها في حين كان ينبغي لهذه التحركات أن تلجم، ومن بين هذا النشاط محاولة إعادة البعث بطرق ملتوية وسراق للمال العام والوجوه المدانة من هيئات النزاهة ومحاولة إعادة هؤلاء إلى واجهة المشهد لعمليات انتخابية قادمة والتعويل بذلك على دول محيطة في تمويل برامج غامضة وتمرير عناصر مارقة هي من أذاقت الجماهير السنية الويل والثبور، في حين جماهير السنة أصابهم القتل والتشريد وهدم المنازل وتشديد الخوف ودفعوا من الأبناء قوائم فاقت المئات، أن الذي حصل لأهل الانبار مثلاً وأنا من هناك شاهد عيان فوق التصور، فماذا فعل لهم (الطرموزي، الفرطوسي، الكرحوتي والكربولي...الخ)، ما هو السر وراء دفاع رئيس برلمان العراق عن محافظ الانبار تلك الشخصية الهزيلة المنبوذة من أهل الانبار ذاتهم وتمت محاولة أقالته مرتين من قبل مجلس المحافظة بالأكثرية وهو من المتهمين باختلاس مساعدات النازحين، في حين عصابات داعش تسرح وتقتل وتنسحب بلا رادع، لا قانون حكومي ولا أجراء ملموس وحالة الانفلات هي السائدة في الانبار وهذه الأحوال لا تختلف كثيراً عن الأوضاع في صلاح الدين، هناك فوضى وخلط أوراق ومزيد من الأزمات، هناك من يدافع عن جرائم داعش وتشتيت البحث عن القتلة وحواضنهم وخلاياهم التي هاجت إثباتاً للوجود.
وهنا يجدر القول إن من أهداف المؤتمر المزمع عقده في بغداد هو محاولة وكأن القائمين على عقده لهم الدور الفاعل في الانتصارات الجارية في الموصل وعليهم تحديد مصير العراق القادم، ومن بينهم من لا يريد أي تعديل للدستور وبعض فقراته، ففيه صياغات أقحمت عمداً لتمرير رغبات وتأمين مشاريع وخدعت الجماهير بشعارات غوغائية في الحديث عن وحدة العراق والفدرالية وغيرها، هؤلاء ينشطون في الخفاء والعلن للإبقاء على مفوضية الانتخابات غير المستقلة وقانونها الداعم لإرادة قوى هي بلاء للعراق وتعميق أزماته، ولا استثني أحداً ممن يشتركون في العملية السياسية وغنائمها، هنا بيت القصيد ومكمن العلل.
هناك أسئلة من الجماهير وجيهة:- لماذا إبقاء داعش في المناطق الغربية من الانبار؟ وماذا عن المماطلة في تحرير قضاء الحويجة وهي تتعرض لشبه إبادة؟ وهل صدفة أن تستهدف الكرادة بعمليات التفجير وسيل الدماء؟ أسئلة كثيرة لا جواب عليها للأسف سوى تصريحات فارغة تختلط بسموم الطائفية وتجاهل ما يجري في سيطرة الصقور التعسفية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل