الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة الشهادات الجامعية في العراق.....يزحمون الشوارع والأسواق

امنة الذهبي

2006 / 2 / 5
الصحافة والاعلام


تستعد مراكز توزيع زي التخرج التابعة للجامعات العراقية في بغداد والمحافظات لتجهيز خريجيها لهذا العام بالزي الرسمي الذي يحمل شارة الجامعة من اجل ارتدائه في الحفل الرسمي الذي يستعرض فيه الطلبة أمام ممثلين من رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي وربما من الحكومة بعد اشهر . ومثلما يبقى اليوم الأول في الجامعة عالقا في أذهان الطلبة يبقى يوم التخرج كذلك , لكنه يحمل معه هما جديدا .
فالشهادة العلمية الجامعية لم تعد كافية للفرحة مهما كان تقييم نتيجة الامتحان أو سنوات الدراسة الجامعية بالأجمال فالبكالوريوس على سبيل المثال لم تعد تعطي لحاملها في العراق فرصة الوظيفة المحترمة وغالبا ما تجر له الويل والثبور بعد أربعة أعوام من الجد والاجتهاد فلا درجات وظيفية تحفظ للمتخرج تعبه وتعوضه سهر الدراسة ولا راتب مجزي يكفيه السؤال من أهله وذي القربى.
وإذا كانت الإناث اقل حنقا على الوضع من الذكور بسبب الظرف الاجتماعي الشرقي البحت الذي نحيا فيه فأن الذكور يواجهون حالا اشد للسبب ذاته الذي يوجب عليهم العمل وتولي مسؤولية مادية اكبر من تلك الملقاة على عاتقهم أيام الدراسة .
لذلك فالعديد من الخريجين يكتفون بتعليق الشهادة على جدار ما في البيت ويتجهون إلى عمل لا علاقة له بالاختصاص كما يروي لنا ما سيفعله احمد عبد الله الذي أنهى دراسته في كلية الآداب وكأن سنوات الدراسة مجرد وقت ضاع من اجل لا شيء ,لذلك سيجد احمد نفسه بائعا للبلاستك المفرد في أحد أرصفة شوارع بغداد وبالتأكيد مطاردا من قبل أمانة بغداد بعد أيام لان افتراش الأرصفة آمر يسيء إلى منظر الشارع في عاصمتنا الحبيبة .
ونعود إلى الإناث حيث تؤكد لمياء محمد التي أنهت دراسة إدارة الأعمال منذ عام أنها والعديد من زميلاتها يعانين من مشاكل نفسية بسبب الإحباط الناجم عن ضياع أحلام الدراسة وما بعد التخرج ففكرة السجن بين جدران المطبخ وحوض الغسيل لم تكن تتبادر إلى أذهاننا أبدا .
لكن لمياء تشير إلى أن الحل لا يمكن أن يكون صعبا ولا يحتاج إلا لالتفاته حقيقية في التخطيط من الجهات المسؤولة سواء كانت في الحكومة إن الجامعة أو على مستوى الكلية الواحدة وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه فالحل الحقيقي في إغلاق الجامعات !!!
بينما يرى احمد المتشائم جدا من الوضع أن حال المتخرج لم يتغير بل زاد سوءا عن ما كان عليه سابقا فلا فرق أن يحمل المتخرج شهادته مع الزي العسكري ويتوجه إلى الجبهة وبين أن يحمل شهادته وزي التخرج ويتوجه إلى الأرصفة !!!
وربما كان الطرح متشائما إلا أن الواقع اشد مما ينقله القلم في بلد اصبح كل ما فيه يشير إلى بؤس قادم فلا المثقف يغفو مرتاحا ولا المتخلف ولا حتى أنصاف المتعلمين وجامعاتنا ما زالت تورد إلى الأرصفة كل عام آلاف الخريجين تاركة إياهم لريح القدر تلهو بهم كيفما تشاء عملا بـــــــــ( اذهب وقاتل أنت وربك يا موسى )لتزيد حال المواطن سوءا على سوء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا