الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلط الأوراق بعد تحرير الموصل

زيد كامل الكوار

2017 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية




في وقت تتوالى فيه الانتصارات الكبيرة المذهلة لقواتنا المسلحة في حربها ضد الإرهاب، تلك المعركة المصيرية التي وقفت فيها ضد الشر والتطرف والتخلف والوحشية، كل تلك المسميات متمثلة في الإرهاب الأخطر والأبشع على مدى التاريخ، وفي هذا الوقت الذي باتت فيه هزيمة أولئك المتوحشين الكاملة وشيكة وأكيدة؛ ستظهر على المشهد الموصلي خاصة والعراقي عامة ادعاءات وأكاذيب وافتراءات تنسب الفضل في التحرير إلى هذا الطرف أو ذاك من أطراف ظلت بعيدة كل البعد في الواقع عن المعركة المصيرية .. لكن حضورها أكيد بعد انتهاء المعركة وزوال الخطر بحثا عن المجد والفخر، فتلك لحظة يقتسم فيها المجد وتوزع فيها الغنائم بين المنتصرين. وكلنا يعلم أن أضواء الإعلام لا تستطيع تغطية كل زوايا المشهد لاسيما أن ساحات المعارك لا يرخص لأي كان من وسائل الإعلام في دخولها، لكن أهل مكة أدرى بشعابها وأهل الموصل أعلم الناس بمن حرر مدينتهم وأعاد إليها كرامتها المسلوبة.
وكما سبق لنا ورأينا في مدن سابقة محررة عديدة كتكريت وبيجي والرمادي والفلوجة وغيرها من المدن العديدة؛ سيعمد المغرضون من المتصيدين في الماء العكر إلى تعكير أجواء الفرح بالانتصارات بالتركيز على هفوات غير مقصودة، حدثت وتحدث في كل المعارك المشابهة، وهي تحدث في كل الحروب وفي كل جيوش العالم، فالحشد الشعبي والجيش العراق وكل القطعات و الجهات الأمنية والمتطوعين من العشائر التي شاركت في إنجاز النصر الكبير ستكون هدفا للمغرضين وزارعي الفتنة لسرقة فرحة النصر من شفاه العراقيين الذين قلما فرحوا في هذا العصر، الذي شوه جماله ظهور الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها. وسيعمد المغرضون إلى استغلال جرائم داعش للتشويش على المواطنين وخلط الأوراق، كما حدث في ردود الأفعال حول جريمته في تفجير منارة الحدباء الأثرية، فبدأ البعض بمقارنة ووزن وقياس دماء الشهداء بمنارة الحدباء، متجاهلين ومتناسين حديث الرسول الأعظم الذي يقول" لنقض الكعبة حجرا عن حجر أهون عند الله من سفك دم مسلم"،َّ فلا يزايدنَّ أحد على دماء الشهداء، ولا يُسخِّفْنَ أحد جريمة تفجير الحدباء ومحاولة التعتيم عليها حتى ليبدو للمراقب وكأن الجيش هو الذي قام بهذه الجريمة. نعم.. لا يقاس دم الشهيد بحجر الحدباء أو حتى حجر الكعبة، لكن ذلك لا يسوّغ ما بدا وكأنه شماتة من بعض التافهين بتفجير المنارة وبعض المعالم الأخرى، ونحن نعلم أن داعش قام من قبل بأبشع الجرائم قبل هدم المنارة ابتداءً بإعدام الأبرياء من المدنيين من ضحايا سبايكر والصقلاوية ، وضحايا التفجيرات الإجرامية في كل أنحاء العراق، وتفجير مراقد الأنبياء و المرسلين والأئمة والأولياء والصالحين، فلا يحاولن أحد أن يخلط الأوراق ويحمل الجرائم غير أهلها، ولا أن ينسب النصر إلى غير أهله. فقد سبق للعراقيين أن عرفوا من الذي باع الموصل و المتسببين بسقوطها "الذين لم يقدم أحد منهم إلى القضاء، ويعلم العراقيون من هم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل إعادة المدن المحتلة من جانب داعش إلى حضن الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة