الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهاث الاستفتاء القومجي و شلة يمين الشيوعية و اليسار المنافق

علاء الصفار

2017 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



لا أريد أعيد أمر الزيف و الألفات لشرعية بقاء الرئيس في منصبه رغم انتهاء الصلاحية و المشروعية الدستورية, وفقط أريد أذكر بما يميز واقع حياة الشعب الكادح في المركز و الأقليم مع تذكير بالقمع الذي يحدث و يتطور عبر تجربة الديمقراطية و غزو العولمة, بالقتل للصحفيين و التهديد للبرلمانيين و منع الحضور و الاجتماعات و مع ظهور الموظفين والعساكر الفضائيين و مهزلة الجوع و التسول غياب الكهرباء و التعليم و التأمين الصحي و السكني و العطالة للشباب المتخرج من الجامعات و غياب الأمان للأكراد و خاصة ما حدث بعد مؤامرة تسليم الموصل و المذابح التي لاحت الأكراد_أولاد الفقراء الكادحين طبعا_ من البيشمركة و الجنود و القتل للعرب و المسيحيين و اليزيديين, لتشكل شكل مأساة العراقيين من الشمال إلى الجنوب.

كل هذا يتناسه الشيوعي اليميني التمكلس كالديناصورات و اليساري البائخ الساذج الفكر و التفكير, ما رافق بركات غزو العولمة و نتائجها المدمرة, في الوقت ذاته عمل اليسار و الشيوعيين على بهرجة التحرير و الديمقراطية للأحزاب القومية و الإسلامية. لقد كان النظام الفاشي في العراق السباق في التهرب من الاستحقاقات الطبقية و الوطنية, فتم إفراغ النقابات العمالية من محتواها الطبقي, لا بل تم تحويل العمال إلى موظفين و التهرب من الحكم الذاتي للأكراد والاستهتار بحقوق الأقوام العريقة في العراق فجرى تهميش المسيحيين و الصابئة و التهجير للأكراد الفيلية و التجار من الأصول الإيرانية, باختصار حضور العقل القومجي العشائري المتخلف و الشوفييني و بأبشع صوره.

كان نظام صدام حسين مثال للمتاجرة القومجية, ليتم صياغة برنامج من شعارات براقة و خرقاء خاصة بعد هجوم الحرب على إيران و الأحزاب السياسية العراقية, من مثل تحرير البوابة الشرقية للأمة العربية, و العراق عمق الخليج و بلد العرب أجمعين, في الحين الذي كان يمارس صدام حسين أبشع حرب ضد الشعب العراقي حد انتهاك كرامة و إنسانية, لينتهي المشروع القومجي لصدام حسين في مأزق الحرب على الكويت و السعودية, لتنتهي مرحلة الصراخ من اجل حق الأمة في الوحدة العربية الكبرى, وكأن شيء لم يكن.

لقد تربع صدام حسين على عرش الدولة العراقية و جيشها ليسوقها وفق أهواء الغرب و أمريكا وتركيا و السعودية و لحماية مصالحها, لذا وجد صدام حسين القواسم المشتركة مع أمريكا والسعودية و إسرائيل في خوض الحرب على إيران, فهي تنفع من اجل التهرب من التطور الديمقراطي وحقوق الطبقة العاملة في العراق و تتيح ممارسة أبشع الجرائم السياسية بحق كل الأحزاب من خلال قوانين الحرب و الإعدامات والمجازر الكيمياوية. فبهذا أخر صدام حسين أمر الصراع الطبقي و التطور الديمقراطي و التقدم الحضاري,ليتحول الواقع لكابوس لينتقل هذا العقل الإجرامي لما بعد مرحلة نظام صدام حسين.

لقد ساهم القادة العرب و الأكراد و الشيوعيين في متاهات النضال السياسي الخالي من التوجهات الطبقية و الوطنية خاصة فترة السبعينات, و منها تحالفات الأكراد و الشيوعيين مع النظام البعثي, إذ أنقلب صدام حسين على الجميع بعد تحقيق الاستتباب لسلطته الفاشية, وكان طبعا العقاب كبير للأحزاب الإسلامية الشيعية و خاصة بعد مجازر عام 1963 حين تحالفوا مع القومجية و البعث _ وقدموا فتوى الشيوعية كفرٌ و إلحاد_ ضد الجمهورية الوطنية للجنرال عبد الكريم قاسم.

لقد دمر النظام الفاشي في العراق كل مقومات النضال الطبقي و التقدم الوطني و التعددية الديمقراطية, فصار العراق فلك عجيب يدور في أتون الحرب و القتل و الهجمات الكيمياوية على الجوار و على الشعب من أهوار جنوبه و سهول الوسط فحتى جبال حلبجة و جرائم الأنفال. و في الوقت ذاته كان اليسار العراقي يتخبط في معادلات السيطرة على العقول وفق المصالح الحزبية الضيقة و تجسدت ذلك في كردستان مكان تجمع اليسار و الشيوعيين العراقيين.

فكان الشعب العراقي و خاصة سكان الشمال على معرفة بما يدور من رحى معارك بين الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني و أخيراً معارك بشت آشان, في الآن ذاته كان مرض السلطة الفاشية في إلغاء الآخر يتسلل لكل أحزاب المعارضة و هذا ليس بلا تعريف أو فهم,غذ تم انحراف الأحزاب بعد مجازر عام1963 و بعد أن سيطر البعث و من ثم قيام الحرب في عام1980, فسادت قيم التفسخ ليس في حزب السلطة بل في كل أحزاب المعارضة لتترك آثارها المدمرة على الشعب.

لقد تحولت الأحزاب الإسلامية إلى حالة مرتبطة ذيلياً بالدولة الإيرانية و انتصاراتها في الحرب والأحزاب الأخرى وجدت ضالتها في سوريا, أما في الخارج السوفيتي فتم تفسخ الرجال المرتبطين بتلك الدول, خاصة منظمات الخارج للحزب الشيوعي العراقي. فهذا هو موروث و تجارب اليسار العربي و الكردي و الشيوعيين.بعيداً عن تقديس الأحزاب, لكن لنكن كل الاحترام لكل الشهداء المرحلة الذين سقطوا إذ بان الكفاح في حركة الأنصار وخاصة في صفوف القواعد الحزبية الشريفة و في الآن ذاته صار الشهداء أمر للمتاجرة من قبل لقادة, و كذلك لنعلن الامتنان لكل الجماهير الشعبية وخاصة في القرى الكردية الحدودية الفقيرة التي قدمت المأوى و الغذاء للبيشمركة, والتي وضعت ثقتها بنضال الأنصار وصراعهم ليس فقط ضد السلطة بل ضد الطبيعة و الجوع و معمعة معارك الأخوة عفوا الأحزاب المعارضة الأعداء.

باختصار شديد لم يكن نضال جميع الأحزاب بالمستوى المطلوب لمواجهة أعتا فاشية و جدت على أرض العراق, و لم يتم أيجاد أي برنامج وطني و طبقي طيلة فترة حرب الأنصار البيشمركة, لا بل تجذر العداء بين الفصائل الكردية و خاصة بين _د.ك و أوك_ و من ثم ليتفسخ الحزب الشيوعي العراقي و ينشطر مرات و لتظهر النزعة الشوفينية القاسية ليس في صفوف اليسار فقط بل ليظهر أثره في الحزب الشيوعي وكحصيلة للصراع الشوفيني ولد حزب شيوعي كردستاني.

فهكذا تمت معارك بعد رحيل صدام حسين بين د. ك و أوك و من ثم تم شراء الشيوعيين بطرق بخسة أو بالأحرى باع الشيوعيين ذاتهم في سوق الارتزاق السياسي. فاليوم لدينا جناحين أحدهم كردي و الآخر عربي و هناك جماعة المنبر وجماعة الحزب الشيوعي العمالي و العمالي العالمي و شلة من المرتدين عن الشيوعية, لتمجد الرأسمالية و غزو العولمة.

لقد جاءت حكومة الأقليم في وقت مبكر قياسا إلى ثورات الربيع العربي التي بدأت في العراق في العام 1991 و ما جاء بعدها في السنين الخمسة الأخيرة في تونس و ليبيا و مصر.

فماذا يتميز الحال بعد سقوط الدكتاتوريات و السلطات العريقة عن الوضع الحالي, لقد عملت تلك السلطات و من بينها العراقية الأكثر دموية ليس فقط بالقمع من اجل القمع بل من اجل دحر الأحزاب الشيوعية و دحر الطبقة العاملة وزجها في أتون الحروب ومع عرقلة التوجه التقدمي و الوجهة للتعددية الحزبية. هذا هو المؤشر الواضح لسلطة صدام البعث مع شن حروب لتركيع الشعوب الجارة و مع خدمة للغرب و أمريكا و إسرائيل.
زال نظام صدام حسين و بقى عقل و إسقاطات السلطة الفاشية مسيطر على أحزاب المعارضة و خاصة للأحزاب الكردية والإسلامية, التي أتيحت لها الفرصة الذهبية للتقدم و التطور, لنرى أن عوام قد مرت و الحال بلا أمل و لا بناء نحو حياة كريمة لا أود أقول لحياة حرة و بمستوى الغرب. فما يميز الواقع الحالي هو دولة الفساد و الخواء الاقتصادي و الفكري والثقافي والحضاري و الذيلية لدول الجوار, التي في الأمس القريب كان يتعامل معها صدام حسين بموقف الند للند و لتسود الخشية و الاحترام لحدود العراق.
أما اليوم في أجواء الفوضى و عدم الاستقرار و الوضوح حيث تتشابك كل الآراء و التصريحات و التقولات, و كأننا في سوق هرج و ليسميه البعض الديمقراطية و الانتخابات في العراق. فإذا كان صدام حسين وتصريحاته كقائد ضرورة, التي تعبر عن مصالح الحفنة و الجلاوزة في السلطة و ليختم الأمر بالمرسوم الجمهوري ليكون قراراته حتى ممثل للطبقة العاملة. لكن اليوم نرى كل الأحزاب موجودة و لها إعلامها و أعلامها و تصريحاتها وهرجها و مرجها. فإذا كان صدام حسين و البعث لا يمثل رأي الشعب وخاصة سواد العمال الكادحين بمختلف قومياتهم, فأن اليسار العراقي يتخبط منذ أعوام التحرير الأمريكي كما وصفه السيد الرئيس جلال الطالباني,فكل هذه الأحزاب لا تملك الحق الحديث عن العمال والكادحين.

ناهيك عن الكتل و الأحزاب الكبيرة سواء في الأقليم أم المركز, فهي بعيدة كل البعد عن آمال و أحلام العمال الكادحين بكل قومياتها, إذ أن الأحزاب المسيطرة على دفة السلطة, أثبتت بجدارة أنها سلطة برجوازية كمبراودورية ذيلية خادمة أمريكا وتركيا وإيران و حتى لقطر. فالعلة تكمن ليس في السلطة الحالية فقط بل في الأحزاب و الكتل اليساروية والشيوعية اليمينية , فهي لم تعطي رأس و لا رقبة و لا صوت للطبقة العاملة. فلم لنسمع للآن ما يقوله العمال و الكادحين في المركز والأقليم.

لقد ظهر جيل جديد من اليساريين والشيوعيين, جيل ( أوي أوي مامي) يلبس الطقم و الرباط و يجلس في مجالس السلطة الفاسدة التي تتمثل بالأحزاب القومية العشائرية والإسلامية, ليترجى منها بناء الديمقراطية و التطور الاقتصادي الحضاري, ليتخلى عن شكل النضال الطبقي الشرس و الانتزاع الثوري لحقوق العمال و الشعب عموماً, كي يتوافق مع نهج العولمة الرأسمالي و الديمقراطية الغربية, في دولة متخلفة عشائرية بدوية بأحزاب إسلامية.

هذا لا يعني أن كل اليساريين و الشيوعيين بهذا الديدن هم راضخون, فلازالت بعض الأصوات اليسارية النقية والشيوعيين الأصلاء من يصرخ كما المسيح في البرية, أقصد خارج بيوت و مجالس السلطة و برلمانها, أي لم نرى لليوم صوت الشعب العامل في كل مفاصل الدولة وبرلمانه العفن, ليعريه و يجره لتحقيق مصالح الشعب الذي ذاق مرارة الفاشية والحروب المدمرة, فلازال الشعب الكادح يموت في سوح القتال في الجنوب والموصل وأربيل ويطالب منه خدمة الوطن, لكن بلا أي حقوق وحياة تليق بالبشر. لنسمع عن جنود و بيشمركة بلا رواتب ناهيك حالة التسول في بغداد و أربيل وجه العراق الحضاري الجديد لبلد النفط و الثروات.

أن الاستفتاء رفع كما رفع يزيد أبن معاوية المصاحف على الرماح, أي كلمة حق يراد بها باطل لقد رفع الشيوعيين على مدار التاريخ مسألة حق الأكراد و تراوح من الحكم الذاتي و إلى حق النظام الفيدرالي. لا بل أنا مع حق الشعب الكردي حتى في الانفصال, لكن ليس على يد الجلاوزة الحاليين, لقد شهد العالم الكثير من الحلول في الدول ذات القوميات من روسيا إلى الجيك و السلفاك و من جهة أخرى لا زالت أقوام تعيش حياة مرفهة كما في سويسرا أم في فرنسا وفق شروط المواطنة الحقة, لا بل أن شعوب الغرب تعمل على الوحدة الاقتصادية و التعاون المشترك.

لذا أن فضح توجهات البرجوازية الرثة في عراق الفساد والتصفيات المافوية مهمة الأحزاب الشيوعية بكل تشكيلاتها, من عربية وكردية وعمالية و عالمية, فهذا هو دور الشيوعيين الأصيل و هذا التاريخ الحالي, آخر فرصة للشيوعيين كي يسحبوا البساط من تحت أقدام السلطة الذيلية سواء للجار الأقليمي أم لأمريكا. إذ أن غزو العولمة هو مدفع موجه ضد الطبقة العاملة في كل الشرق الأوسط, فتوعية الطبقة العاملة بمصالحها و بنزاهة موقفها الأممي تجاه أخوتهم عمال الجنوب العرب, كي يتوحد على الأقل تفكيرها الطبقي رغم شراسة الهجمة بأسم الاستفتاء و الحق القومي, أي تحقيق فهم طبقي لما وراء الحق في تقرير المصير.

خاصة و اليوم لا يوجد نصير للطبقة العاملة ليس في العراق و حسب بل في كل العالم, بعد سقوط السوفيت, لذا انفردت أمريكا في ترتيب أمر العراق. و من أولويات نهج العولمة تدمير العمران و الاقتصاد و البنى التحتية وخنق الطبقة العاملة وأحزابها, فلا عجب أن تصافح أمريكا الأحزاب القومجية و الدينية في العراق. فبعد تدمير صدام حسين للطبقة العاملة ونقاباتها سلمت أمريكا الزمام لهذه الأحزاب الفجة لتسير في طريق عراق البقرة الحلوب, فكل شيء يستورد من الماء والغذاء والحذاء والأجهزة الطبية والالكترونية وحتى استيراد العمال ورجال الأعمال في المطارات ورجال شركات البناء و المدربين الرياضيين والأساتذة الجامعيين في الكليات.

أي أن الأخطبوط الامبريالي جر العراق إلى مأزق الأزمة الاقتصادية الرأسمالية والأمريكية و إلى صراع المنطقة الأقليمي و الدولي, فالصراع الذي قام به صدام حسين مع إيران و السعودية و الكويت و الخليج يأخذ أبعاد جديدة عبر معادلة حرب العولمة, ومن ثم إلى ظهور روسيا القوية. فالعراق كان دائماً موقع و موطأ أقدام الجارتين التركية والإيرانية, فالصراع التركي الإيراني يجري اليوم عبر صراع القوتين الأمريكية و الروسية و ليتقاطع في الحرب ضد الإرهاب في العراق وسوريا.وقوى الإرهاب ولا ريب في ذلك هي قوى الإرهاب الدولي, هو من شرور أمريكا! فالقاعدة و بن لادن جاءوا من السعودية ليحطموا أفغانستان والسوفيت ومن ثم تزاوجت القاعدة في المنطقة. كما جرى في العراق مع فلول البعث و تحت إشراف السلطة الحالية الفاسدة سواء في المركز أم في الأقليم, فتم تأسيس دولة أبو بكر البغدادي بقوة داعش التي دعمت من تركيا و السعودية وقطر.

فهكذا أخذ الصراع في العراق بين أطراف البرجوازية الرثة سواء في الأقليم أو المركز و كل وفق حساباته في الإفادة الحزبية و شخصية القائد الضرورة في الخيانة الوطنية و تدمير الطبقة العاملة من اجل تحقيق الضغط على الآخر في المركز, من اجل الابتزاز السياسي الذي ينتزع المال العام من الدولة إلى جيوب البرجوازية الطفيلية, و ليجعر و ينفخ القادة في البوق القومجي عبر الاستفتاء الحالي, الذي يجريه الديمقراطي الكردستاني من اجل رفع الظلم عن الأكراد, و كأن الظلم فقط قومي و ليس ظلم طبقي تمارسه الطبقة البرجوازية على عمال شعبها سواء على فقراء كردستان أم فقراء بغداد والجنوب, أي لتقوم هذه الأحزاب بطمس النضال الطبقي بأسم الحق القومي العربي و الكردي. فالعمال للشعبين العربي والكردي بلا صوت يمثلهم سواء بأحزاب السلطة أم بمن أخذ دور الوصي من يسارويين وشيوعيين وماركسيين تحريفيين.

لذا نرى هناك عشرات المدارس اليسارية و الماركسية في العراق و هي غير قادرة على التقارب و العمل المشترك, لكن تتجرأ و لتأخذ دور المنظر و الوصي على الحق القومي متناسيةً الحق الطبقي و الاستحقاق الاشتراكي لحق تقرير المصير, لتصفق للأحزاب القومجية و الرجال العشائرية و الرموز الإسلاموية, أي يقوم أحزاب اليسار ومثقفيه اليمينيين ببلورة فكرة القائد الضرورة ممثل البرجوازية الرقيعة وتجميلها, كما كان اليسار والشيوعيين يجملون وجه صدام حسين في حوار الجبهة الوطنية. لكن بعد حملات صدام حسين عليهم هرب القائد الشيوعي و ترك القاعدة الحزبية و الكادحين, بشعار( دبر حالك يا رفيقي العامل),أنها معركتك الطبقية فيجب أن تصمد, فما أنا إلا عبد وضيع ببنطال وربطة عنق.

لم يعمل الشيوعيين واليساريين على توحيد موقفهم من الأستفتاء بل ترك الأمر لرجال الأقليم و سلطته الطبقية فهم كما نظام صدام حسين لم ينحنوا للأحزاب والشخصيات للحوار معهم بل نرى أن التوجه يجري لزيارة الغرب و أمريكا وأخذ الضوء الأخضر, تماما كما حرب صدام على إيران. فقد تم تزكية الحرب و نفخ في ظهر قائد الضرورة و لتجري أتون حرب ضروس سميت بالحرب المنسية. فهذه هي اليوم الديمقراطية العراقية, هو أن يطرح قرار القائد الضرورة على الشعب ولتجري مصداقة الأحزاب عليه و لتوقع الشخصيات اليسارية.

لكن لم يطرح على الشعب أمر تعاون السلطة في الأقليم مع تركيا و ما هو أبعاده و نتائجه و متى تنقلب تركيا على الشعب الكردي, إذ أن الشعب يأتي بعد القائد الضرورة. فهكذا جرى صدام حسين في مشروع الحرب على إيران لينهض الشعب على صرخات التحرير القومي و قنابل قتل شعب للمحمرة و عبادان العربي و بمساعدة الغرب و أمريكا و السعودية, لنرى كيف أنقلب الجميع على سلطة صدام حسين و ليدفع الشعب الكادح الفاتورة.

أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعيش أزمة متمثلة بشخص قائده الضرورة ومسخرة انتهاء فترة حكمه و من ثم أزمة اقتصادية و اجتماعية و سياسية و مع وجود دولتين جارتين عملاقتين و مع وجود السعودية, وطبعاً مع الشروط الأمريكية وخطوطها الحمراء, فتركيا تجد فرصتها في الأقليم, و بغداد و الجنوب تجد فرصتها في إيران. وهناك أمريكا التي تجد في إيران عدواً لدود وشعب عراقي وقح في الجنوب لا يحترم محرريه, ليعطى ولائه لإيران, و لترى تركيا صراع أمريكا مع إيران فرصة لابتلاع السوق الكردية و لتصدير الأحذية التركية و ضمان ضخ النفط العراقي من خلال كردستان.

فهل تستطيع الأقليم فعلاً القبض على خيوط الصراعات الأقليمية و الدولية؟ كلنا يعلم أن الأحزاب العراقية المعارضة مجتمعةً, هزمت أمام دولة صدام حسين!
فلا أرى ألا شبح مخيف لحرب طاحنة بين المركز و الأقليم, فقد كان النزال الأول عبر دولة داعش لأبي بكر البغدادي في الموصل لأنهاك حكومة المركز و اليوم يجري أحلال الحرب الحقيقية بشكلها السافر بين وجهي البرجوازية القبيحة في المركز و الأقليم. وأن أمريكا ستراقب الخراب و ترعى مصالحها ليس عبر حل المشاكل طبعاً بل عبر صب الزيت على النار كما فعلتها بحرب العراق و إيران لصدام حسين.
أي أن المعركة في السياق الأخير هي حرب توازن القوى البرجوازية العربية و الكردية المتخلفة و الرثة التي لا تملك حقا دولة بالمفهوم الفعلي و العلمي و الطبقي و الحضاري. شد أعطية أو دك النجف كما يقال. فهي سلطة أحزاب مافوية و أولاد الشوارع المنحطين يملكون جحوش و مرتزق و ميليشيات بربرية, تخون و تسلم المدن لداعش و تلتقي بفلول البعث أصحاب تاريخ الأنفال الأنذال من عزت الدوري و مشعان الجبوري و أثيل النجيفي و صالح المطلك و علي العيساوي وشعيط و معيط و جرار الخيط.
لكن الغريب أن يجمل اليسار التعبان و بعض ماركسي بليد لم يقرأ رأس المال و فقط لازمة من ط .. أوكي الكاع محظورة لازمة من ذيله و يصرخ أنا أممي شيوعي ثوري, مع حق تقرير المصير حد الجنون و القطيعة وحرب التحرير الانفصال. ناسياً الغبي الصراعات الاقليمية و الدولية و لابساً مصالح الطبقة العاملة العراقية بالنعال و واضع نفسه فوق الشعب و في الأحزاب الشيوعية و العمالية الكردية و العربية و العالمية, كمرشد للثورة و حق تقرير المصير.
أي أن, لا للطبقة العاملة الكردية في الاستفتاء ناقة و لا جمل. و بأسم الحق القومي و بأسم الدين باكونة الحرامية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بذاءة اللسان= بذاءة الفكر
احمد سليمان ( 2017 / 7 / 14 - 00:50 )
ان بذاءة اللسان واسلوب التطاول الوقح الذي يعتمده الكاتب تعكس ضعف موقفه الفكري والسياسي. وما اسهل المزايدة على الشيوعيين بنقر الكيبورد! وعلى شعب لم ولن يتنازل عن حقه في تقرير مصيره.

حتى الدكتاتور الفاشي، المتطرف في شوفينيته، المقبور صدام حسين، لم يستطع انكار وجود شعب كوردستان، بينما الكاتب الناقر على الكيبورد يسميهم بـ (سكان الشمال)!
ما هي الشوفينية اذاََ إذا لم تكن انكار حق جميع الشعوب، بلا استثناء في تقرير مصيرها؟
الكاتب (الماركسي الغير بليد لانه قرأ رأس المال!) يدعي انه مع (حق الشعب الكردي حتى في الانفصال, لكن ليس على يد الجلاوزة الحاليين)؟؟؟!!! ياسلام على هذا الكرم.

ان شعب كوردستان يعرف حزبي السلطة القوميين افضل من الكاتب، لانه يعاني من اداء هذه السلطة المغرقة بالسرقات والفساد.
للبارزاني، المتشبث بالسلطة، مصالحه الحزبية من وراء الاستفتاء. وهو من صنف عرفات وعباس وحزبه من طينة فتح.
لكن الشيوعيون والديمقراطيون الملتحمون بناسهم في الوطن (وليس الناقرون على الكيبورد) يدركون جيداََ بان الحقوق غير مشروطة، وحق شعب كوردستان في تقرير مصيره بما فيه اقامة دولته المستقلة مسألة مبدأية.
يتبع


2 - كاتب ضعيف الفكر
احمد سليمان ( 2017 / 7 / 14 - 03:30 )
كنتُ قد علقتُ على ما اورده الكاتب من إبل معتبراََ اياه شوفينياََ لانه يتنكر لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، فراح من ديمقراطيته (لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد). انني اسأل هيئة تحرير الحوار المتمدن: ما الذي في تعليقي يخالف قواعد النشر؟ انتظر من الكاتب نفسه توضيح ذلك. واذا يمتلك جرأة الحوار، لينشر تعليقي لنناقش، ونترك القاريء ليحتكم.
ممن تخاف يا كاتب؟ اننا هنا مجرد نتناقش


3 - بذا ء ة الافكار و الاساليب القومجية اعكسها هنا
علاء الصفار ( 2017 / 7 / 15 - 10:35 )
باكستان دولة افغانستان دولة لكن للان لم توجد دولة كردستان بل هناك استفتاء لتسليم كردستان لتركيا!اي ان المشروع لقيام دولة زائف وهو تحويل المشروع الى معارك استنزاف للشعبين العربي و الكردي, اما ان القول بالشمال فهو اصح لانه يوضح الكثير.وهو رفض المزايدة القومجية .ان تعبيرالشمال يعني سكان المسيحيين والتركمان والطورانيين و اليزيديين الذين باعهم الديمقراطي ل داعش. يعني حتى مصطلح الشمال سيكون وارد بعد انفصال كردستان, إذ سنقول أن شمال العرق هو تركيا وكردستان, فمن الشوفييني يا ترى الذي يصفق للبرزاني الذي قال لو صدام يعطينا 10% من النفط لسكتنا عن الحكم الذاتي أم جلال الذي طبع قبلته على وجه صدام حسين بعد مجازر بشتاشان, أم الذي مزق الحزب الشيوعي بشكل شوفيني من اجل الحصول على هيمنة وامتيازات اكبرو فبمبدأ تقرير المصير طرحه القائد فهد وهو مشروع كبير اي أن تقوم القوى العراقية مشتركة في تطوير العراق وتقدمه وبناء النظام الاشتراكي التقدمي سوية مع كل القوميات, و إذا ما اراد الاكراد الانفصال فلهم ذلك, اي عدم الخيانة للعراق, في مثل هذا اليوم التعيس حيث انت نفسك تقول حكومة فساد وسرقات, أي لا توجد أولويات!ن


4 - نعم الحقوق مشروطة لذلك يذهبون لامريكا
علاء الصفار ( 2017 / 7 / 15 - 13:24 )
لا يوجد حق بدون شروط وشروط اللعبة السياسية هكذا!قد شرطت امريكا على كل الرؤساء الخونة وعلى مدى التاريخ,ومن ثم يشترط الشعب ويشترط الاحزاب الثورية دائما على الحكومات العميلة, فقد انقسمت فيتنام لجزئين وشرط الشمال على الجنوب شروطه وحين انتصر الجنوب وحقق شروطه على الشمال الفيتنامي, أنظر مفهوم الشمال والجنوب الفيتنامي هو لا يعني العنصرية بل يعني شكل الحكم بين قسمين احدهم شيوعي و اخر عميل لامريكا. فالشروط في اقامة كردستان لا احددها انا بل الاحرار من الشعب الكردستاني و العراق بكل قومياته,وليس عملاء امريكا وتركيا! فاليوم هناك جملة من الشروط على ايران وكوريا وسوريا فلم لا نقر ان هناك شروط واخلاق و مبادئ لقيام دولة كردستان. أم انت تريد ان تخترع قوانين المريخ وليس قوانين الكرة الارضية في تكوين الدولة و تشكيل القوميات, فانت تركز فقط على امر الشمال والجنوب والشروط,أما أنا فعريت صدام العربي القومجي وجرائمه وجرائم القومجية الاكراد وأخطاء كل احزاب المعارضة العراقية لكن أنت مبرمج فقط للبحث في فذلكات اللاشروط للحق القومي في حين انا ادين الخيانة للقادة اجمعين يعني انت فقط تبرر الجرائم ضد الاقوام الاخرى!ن

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ