الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة الرّعب

ريتا عودة

2017 / 7 / 14
الادب والفن


عدت للمنزل بالأمس من الندوة التي أقيمت في نادي حيفا الثقافي كما الفٙرٙاشة فلقائي بأصدقائي كان كفيلا أن يحملني لأطير فوق الغيوم.. ومحبتهم غمرتني وأنعشتني بعدما تعرفوا عليّ من قراءتي الشعرية في ندوة الأسبوع السابق.
عدتُ إلى منزلي كالفراشة، غير أن الحزن كان بانتظاري.
ما أن وصلت حتى بدأت أشعر أن جسدي ينتفض وأن يدا خفيّة تعتصر قلبي..توجعني..توجعني!
غادرت فورا للمستشفى وقضيت الليلة هناك.
كان ضغطي قد ارتفع إلى 179/103
أعطوني رشّة مادة اثيرية تحت لساني.
تملكني الشعور وأنا ممدّدة على السرير الأبيض أنّها النّهاية.
فورا...اتاني هاجس روايتي: القصيدة المتوحشة.
إلهي...إن اخذتني إليك الآن، مٙن سيكمل كتابة فصولها؟ كيف سأترك القارىء عالقا هكذا دون أن يعرف مصير ريتا...بطلة الرواية!
قررت..أنني لو كُتبٙ لي أن أعود إلى بيتي، وها قد عدت، سأكتب عن الرواية. إذا ما انتقلتُ فجأة... تكون ملامح روايتي واضحة فيأتي من يضع تفاصيلها بناء على رؤيتي.
*
الحياة قصيدة، لكنّها قد تكون أحيانا متوحشة
هذه هي فكرة الرواية.
في الجزء الأول تعكس الرواية علاقة غير سوية بين أحد أشباه الرجال(فيصل) وزوجته (ريتا) ...تصف عدّة مشاهد من ساديّة هذا الزوج..تصف أنه نسخة من والدها وأخيها.
بعد معاناة مريرة ..تنتفض ريتا على الصمت وتتصل بالشرطة لتشي به.
في الجزء الثاني تعكس الرواية علاقة عشقيّة بين ريتا وحبيبها (خالد)..تبدأ بالبحث المميت عنه وتنتهي بارتباطهما وتصف مشاهد عشق يومي نقي منعش للقلب.
*
هكذا أكون كمن أتى بقطعة النقود.. بوجهيها.
فقد صوّرت ملامح رجل الحلم مقابل ملامح أحد أشباه الرجال.
كنت حذرة جدا الا اجعل ريتا تعبّر عن أي كراهية لزوج اختاره لها والدها وحاولت أن تقيم علاقة سويّة معه لكنها فشلت.
بدل أن تبادله التعنيف اليومي بالكراهية، كانت تشفق عليه من نفسه، وترى أنه ضحيّة تنشئة خاطئة تجعل الرجل يصدّق أنّه السيد وان ما المرأة إلا..بقرة.
*
هذي الرواية هي حلمي.
منذ نعومة حبري وأنا أحلم بكتابتها أنا التي ولدت لأكتب..ولدت محمّلة بالهمّ النسوي.
انا التي أشعر أن وجع أي انثى في أي بقعة من هذا الكون هو وجعي وأنني ك رسولة محبة وخير ونور، يجب أن أفضح العتمة. يجب أن ألقي الضوء على بقع الفساد في مجتمعنا..سواء كان في التعامل غير الراقي مع المرأة.. أو في سلوكياتنا التي فقدت ملامح الإنسانيّة كمجتمع فصرنا نحسد الحيوانات على إنسانيتهم ويحسدوننا على شراستنا.
عجبي!
*
أمّا النهاية..
فستكون مفاجأة غير متوقّعة.
*
اعتمدت في روايتي. . على أسلوب بناء آفاق من التوقعات لدى المتلقي.
ثمّ ...أقوم بكسر هذه التوقعات وذلك لإضفاء عنصر الدّهشة على الرواية وجذب المتلقي لمتابعة القراءة.
هذا بالإضافة للنسيج الشاعريّ الذي قمت بحياكة فصول الرواية منه.
*
أتمنى أن يمهلني ربّي لأكملها كما يليق ب ريتا.!
أشعر الآن بإرهاق شديد..
كأنني كنت أعدو في ماراثون الركض لمسافات طويلة.
سأغادر بعد قليل لمراجعة طبيب العائلة.
أحتاج دعواتكم ومحبتكم التي صارت أكسجين رئتيّ وكلوروفيل الحلم.

أحبّكم بالثلاثة
ريتا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ريتا: لن أكون ورقة عابرة، سأكون أنا الشجرة
ليندا كبرييل ( 2017 / 7 / 15 - 08:20 )
بالثلاثة : أنت موهوبة يا ريتا عودة

سلامتك يا أستاذة ريتا، وأتمنى أن تقومي بالسلامة وتعودي لمتابعة القصة التي منذ نعومة( حبرك ) وأنت تحلمين بكتابتها
تابعتُ معك كل فصول الرواية، وهي صورة صادقة عن محنة الكثيرات من النساء في مجتمعنا الظالم

لا غرابة أن تنجب الأرض الفلسطينية كتيبة من الأدباء والشعراء والمفكرين، فهي الأرض الثرية بأبنائها الذين عُرف عنهم التصميم والإصرار ومعانقة الحياة
تحية لأهل ( عودة ) المحترمين، ولك مني كل التمنيات بالشفاء السريع
معافاية

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | روح أكتوبر حاضرة في أغاني النصر وسينما الحرب |


.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال




.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية


.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري




.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد