الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة لبنان

حازم الياس كاظم

2017 / 7 / 15
الادب والفن


سيدة لبنان
حازم الياس كاظم
السيدة حريصا .. مزار يتوجه إليه كل من زار لبنان .. كيف لا وهو يحتضن تلك المناظر الخلابة التي تسر الناظرين فكأنه لوحة رسمت بريشة رسام ماهر .. يقع المزار بين خليج جونيا وأشجار الصنوبر الممتعة وعلى ارتفاع 650 مترًا فوق مدينة جونيا، و يبعد عن بيروت قرابة 20 كلم .(سيدة لبنان ) كما يحلو للشعب اللبناني تسميتها ، اسم يجذب الزائرين .. ويلهب التساؤلات في عقولهم .. من هي سيدة لبنان الأولى بلا منازع ؟ لم يقدسها اللبنانيون شعبا وحكومة حتى وضع نصبها في اعلى قمة .. حريصا تلك التي تعاون الجميع على إظهارها بأجمل وأبهى صورة .. تجذب الكل بقوة اليها .. تراها تبتسم وترحب بيديها المبسوطتين بكل من قصدها زائرا وكأنها حامية لبنان وليس سيدته فقط ، كيف لا وهي صرح مريم المقدسة (كما قيل).فتشت عنها وعن أخبارها . أعجبني تعليق إحدى الفتيات عن المنظر الساحر اذ تقول في احد اللقاءات الصحفية "في طريقك إلى السيدة حريصا، تشعر أن الله دربه طلوع وليس نزول" تفكير جميل وقمة الروعة تلك الرؤية العميقة ، وتمضي قائلة ( كيف يمكن النظر إلى يدَيها اللتين تدعوان الجميع إلى الصعود والتبرّك دون تلبية هذه الدعوة؟ ) أنا عن نفسي لبيت هذه الدعوة ووقفت في حضرة حريصا .. أمعنت النظر جيدا ولما التقت عيناي بعينيها،بدأت الأفكار تدور في راسي وعندما عم الهدوء وخيم السكون نطق لساني : حريصا أيتها السيدة العظيمة ؟ أنت بلا شك التي اختارك الباري عز وجل واصطفاك لعبادتك وزهدك وشرفك وطهارتك واصطفاك ثانية بعدما رزقك الله بعيسى النبي المعجزة ... كل هذا لا نستطيع نكرانه لكن اخبريني ما حال من أعطت فلذات كبدها إلى وطنها ؟ وتسارعت وهي تزف الابن تلو الاخر حتى بذلوا دماءهم رخيصة من أجل وطن قدر له قتال أرذل خلق الله (داعش) ... ما مصير من ضاقت عليها الدنيا وتكالبت عليها الهموم فنامت على لحم بطنها وهي تعاني الأمرين بين ابن يقاتل وعائلة لا تملك رغيف يومها ...
ما حال من أتوها بقميص وليدها ابن الثمانية عشر ربيعاً. وقالوا لها صبي دموعك عليه فقد غدا طعاما للأسماك في سبايكر ... تذكرت دموع (ام مصطفى) وهي تشاهد على شاشة التلفاز صورا لابن مصلوب على جسر الفلوجة والمخرج اللعين يعيد لها المنظر مرارا وتكرارا وهي تمد يدها وعيناها تذرف الدموع عسى إن تحتضنه أو تخلصه بعدما عجز العالم كله عن إنقاذه .. مرت بخاطري تلك الأم الصابرة التي يخلو كوخها من مبردة هواء .. ولما جاءوها بولدها شهيدا لم تستطع إدخاله للبيت لان بابه صغيرة لا تتسع لدخول الجنازة ... ماذا عساني أقول أكثر .. حريصا اصرخي بوجهي حطمي كل شي المهم ان اسمع قرارك ، أرى الحروف تجمدت على لسانك والكلمات انتحرت قبل ان أكمل كلامي..عن هموم المرأة العراقية ومصائب زمانها يطول الحديث .. هي وحدها من تحملت... و هي التي تستحق إن ينصب لها صرح في وسط العراق ليس لأنها سيدة العراق فحسب بل لأنها سيدة العالم كله بصبرها وعطاءها وقوتها بلا منازع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!