الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
منطلقات جديدة للعمل السياسي والمدني
احمد الذوادي
2017 / 7 / 16مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر السلطة تلك الوسيلة التي تعتمدها القوى الاجتماعية عبر ممثليها لاحداث التغيير المتوائم مع مصالحها وهي بذلك محل تنازع وصراع دائم يحسم اما بنجاح قوة او جبهة في الهيمنة على المجتمع او بوضع من التوافق بين مجموعة قوى في انتظار الحسم او وضع مأزوم في المطلق وفي هذا السياق العام يعتبر البعض ان قيادة المجتمع تقتضي اولا الوصول الى السلطة او المشاركة فيها قصد التدرب والبناء من داخلها في انتظار التغيير ويرى البعض ان قيادة المجتمع تتطلب التدرب عليها وممارستها قبل الوصول الى الامساك بدواليب الحكم وهي معركة انتقلت الى داخل العائلة السياسية الواحدة بين من يتخذ تكتيك المشاركة وآخرون يرفضونه قطعيا خاصة وانها تؤدي الى التفسخ والذوبان داخل مشروع القوة السائدة وجهاز الدولة القائم والموروث ويرى ان قيادة الجماهير وتنظيمها وتأهيلها سيؤدي الى التغيير اما عبر القوة خاصة في الدول المتخلفة التي لا تمتلك تقاليد مؤسساتية ولا مجتمع مدني او الهيمنة عبر افتكاك المواقع عبر جميع المستويات من الحرس القديم وقد يرى البعض في هذه الاطروحة اهمالا لدور الدولة في استراتيجيات التغيير ولكن واقع الامر هي ربط جدلي بين الاجانب الاخلاقي السياسي في علم السياسة و وجانب القبول والرضاء بفعل الهيمنة الفكرية
يحدث ان الطبقة الحاكمة تفشل في الاستمرار بمشروعها او ان جماهير غفيرة خاصة من مثقفي البرجوازية الصغرى والفلاحين ينتقلون من حالة السلبية السياسية الى حالة من النشاط طارحة مطالبها وان كانت غير منظمة ولكنها تغذي الثورة فإننا سنجد انفسنا امام ازمة الدولة مما يخلق على المدى القصير اوضاعا خطرة في ظل حالة عدم التنظم وتحديد الوجهة فيما تندفع الطبقة الحاكمة المعززة بكوادر مدربة الى التغيير وتقديم التنازلات والوعود فتستعيد زمام المبادرة والنتيجة واحدة هو غياب تلك القوة المنظمة القائدة لمشروع التغيير خاصة وان اعتمدت على وجود شخص يكون محور تنظمها
لا شك ان الحالة هي مشابهة لما وقع ببلادنا ورغم حالة التذرر الحزبي وارتفاع منسوب الاهتمام بالشان العام الا ان جميع القوى السياسية والحزبية فشلت بل وبعضها لم يستطع حتى المحافظة على استمراريته ولعل احد ابرز الاسباب يعود الى ذهنية غير قادرة على تنظيم الاشياء على المستوى الفكري او الجمهور وتعتمد على مجرد توجيه الاوامر الى نواة المحيطين وتحول المرجع النظري الى رؤى تخطيطية وتكتيك يومي مبعثر فوضوي في الوقت الذي لجأت فيه قوى الدولة الى بناء حكومة تعتمد كفاءات غير حزبية يرتبطون بها من منطلقات عائلية وجهوية في شكل بونابرتي قيصري
اما عدم قبول الجمهور الواسع بحالة التنظم ونشوء الحركات العفوية التي تنجح احيانا في ارباك موازين القوى فان الخيار يجب ان ينفتح على قوى المجتمع المدني ذلك انه يمكن من تطوير حالة الفرد المنعزل الى حالة الانسان الجماعي والانطلاق نحو ثنائية رجل الحكم الذي يمارسه الى قوة تسطر كيفية الحكم ووجهته والاضطلاع بدور المراقبة ورسم طريق المحاسبة وتنظيم المجتمع اذا يخطئ كثيرون في تقديرهم ان الدولة هي من ينظم المجتمع بل تقوم بتنسيق العملية وفق لمراحل التطور الاقتصادي وفي اطار هذا الصراع تتبلور الحرية كإكراه الضروة الى بناء ضرورة جديدة يكون الفعل المدني من يتولى عملية التشييد مما يؤدي الى تحرير الحرية نفسها
ان المرحلة تقتضي بناء ذلك المجتمع المدني بوصفه منتجا للانسان الحي اي ذلك الفاعل في المساهمة بتغيير البيئة المحيطة به و تطوير بعض سماتها ووضع قواعد جديدة للعيش والسلوك اي تطوير المجتمع برغم هيمنة الدولة وان كان المجتمع جزءا منها فان له القابلية بالافلات من قبضة نمط سيرها الصارم بل وتهذيب النزعة الهدامة لقوى اليمين التي تفتح باب التصادم المؤدي لاعطاء الشرعية للدولة القائمة في القمع والعسكرة (النهضة نموذجا في التسعينات ) او النزعة الهدامة اليسارية التي جعلتها بعض القوى وسيلة للابتزاز ورغم شجاعتها في المواجهة الا انها طالما تمنت تضامن الاجهزة السلطوية معها ( حزب العمال نموذجا ) وذلك ما يفسر التقاء القوتين فيما بعد من خلال تحالف لم سجعل نصب عينيه التاسيس لجديد بل تصفية الخصوم لا غير وبكل الطرق
ولكن هل يكون العمل مدنيا استراتيجية للتغيير قطعا لا فهو تلك الاداة التي تسمح بإعادة التنظم من خلال اشكال اكثر مرونة وأوسع قبولا ويسمح بإعادة تنظيم الطبقات الاجتماعية الراغبة في التغيير وتربيتها بغية رسم طريق لشكل ارقى من التنظم يكون اكثر انضباطا واكثر ديناميكية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي
.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر
.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر
.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير