الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التراث المندائي القديم الشاعر سوادي واجد جثير الجزء الرابع

سعدي جبار مكلف

2017 / 7 / 18
الادب والفن


- الهجاء في شعر سوادي واجد جبير :-
آن دراسة وقراءة القصائد والابوذية التي قالها الشاعر سوادي واجد جبير جميعها او معظمها عبارة عن تهجم وهجاء ساخر ان الهجاء فن من فنون الشعر الذي يعبر فيه الشاعر عن عاطفة الغضب والاحتقار والاستهزاء يمكن تسميته بشعر السب والشتم لانه على العكس من المدح التي نجد فيه تعداد وذكر الصفات الحسنة ويبرزها وفي شعر سوادي نلاحض نقائض الفضائل التي يتغنى فيها المدح ، فيكون الجهل ضد العلم ، الجبن ضد الشجاعة ، البخل مقابل الكرم والعطاء والسخاء ، الغدر مقابل الوفاء .وقد كان في امكان اسوادي استخدام ومهبته الشعرية في العيش والرفاه والسعادة ولكنه ابي النفس اصيل المعدن يعيش بكبرياء غالية الثمن على هذا العمل
عاش سوادي عيشة بسيطة فقيرة بائسة ممتلئه بالخوف والياس والصعوبة كبقية الطائفة في المجر الكبير وقلعة صالح وبقية مدن العراق وايران وفي مناطق تجمعاتهم التي تكون قرب الانهار لممارسة الطقوس الدينية وغالبا ما تكون تحت السيطرة العشائريه وهيمنة الشيخ وسطوته وجبروته وتنفيذ كل رغباته فيكون الشيخ هو الحاكم الناهي ومن هنا نلاحظ ان الشاعر سوادي عاش في حالة فقر وضيق وعوز مادي ذات رزق شحيح قليل لا يسد احتياجات الحياة اليومية ومن خلال الطبائع العشائرية المنتشرة في تلك الحقبة الزمنيه نلاحظ تمسكه بقيم بالية فيشجع كثير من العادات حتى على حساب عائلته وأهله يهاجم الطائفة وعائلته وأخوانه لانه عاشوا من اسعار بيع جلود الثعالب لذلك يصفهم بالجبن والبخل ويعتبره نوع من النقص والعار لكل من يصطاد الثعالب ويبيع جلدها ويذكر الاسماء نساءا رجالا وحتى احيانا العشيرة والنسب والاقارب ويذكر الشاعر كل الصفات السيئة ليصب غضبه وسمه بالخصوم ويستخدم كافة الكلمات القاسية ويطلق القوافي على شكل صور فيسلط غضبه على الخصم والناس ، نرى هنا ان الشاعر سوادي سليط اللسان لا يحسب حساب اي عتبار اجتماعي او علاقة رحم او قربة وكان من ذلك جميعه قصائد عديدة جميعها تهجي الناس وأبناء الطائفة وجميعها تحتوي على نوع من البلاغة والفصاحة والاستهزاء والتمثيل المضحك نلاحظ القصيدة التالية التي يخاطب فيها أبناء عمومته وأبناء المندائي بصورة عامة التي تقوم بصيد الثعالب والاستفادة من أثمان بيعها كقوت لهم ....
يگلي خضر بالجوار شفت أثنيين
من الصبّه وگالوا غصب مطلوبين
أبن درباش وذاك مدري أمنين
هنا يسخر من أقاربه ومعارفه وبكلمات قاسية نابيه في منتهى الاساءه فتناول بعض الاسماء والانساب وصورها بشئ من التحايل ولا يبالي في ذم كل الطائفة كما هو مبين ويرجع ذلك عدم تمكنه من القيام بصيد الثعالب نفسه كما بينا يقول في مقطع اخر ...
فضه تبچي وتعتب على التاوه
تجار الجلود ربیچ وشناوه
وفليفل وگشيش رجل بدليه
لقد كان هدفه الانتقام منهم والانتصار عليهم وكأنه في معركة ويتناول الاسماء بشكل علني ومخزي ويستعيب من عملهم وبسخرية لاذعه نلاحظ النص التالي في احدى قصائده ..
هله ياراعي المچوچ
مامش ضرس بس أفچوچ
نصه دفن بالجومه
جلده وسخ وهدومه
مهموم يومه وليله
يخوتي لملموله أعلوچ
مامش ضرس بس افجوج
هذا النص يفيض بروح السخرية والتهكم من بدايته الى نهايته فالشخص الذي يرعي المجوج يصفه سوادي بوصف مضحك يسخر منه ويهزا به امام الناس وجعله مادة للسخرية لقد رسم سوادي صورة هزلية لمهجوه تعبر تعبيرا صادقا في رسم المشاهد بدقة في وصفه ومراقبته بحيث لا يحتاج الى اي تفسير وهي تنطق عن نفسها وتبين معايبه وهذا هو الوصف الاشمئزازي الساخر في الوقت نفسه وهو ملئ بالحياة التي تمثل فيه اروع تمثيل في اوجز لفظ واشد حركة واقوى فاعليه وانه يسير في بدء امره سيرا وئيدا ثم يطالعك بصورة مفاجئه بما يفجر السخرية والضحك
ان سوادي لا يباريه احد في الوصف الساخر المضحك فقد رزق ملكة وصفة خاصة في السخريه والدعابة والوصف ودائما يصف الناس بصفات من صفات الحيوانات مما تقدم نلاحظ ان الشاعر يقول بقصائده اوصاف مختلفه لمجرد الهجوم والعنف ان الشاعر له الرغبة الشديدة من الانتقام والهجوم من اي شخص او جماعة دون ان يتقرب من الناس الكبار والشيوخ او رجال الشيخ .
ان سوادي يهاجم المهجو هجوما عنيفا ويلق به اضرار بالغة في السوء ورداءة الوصف وينعته بأسوء المفردات والكلمات وكأنه في ثورة وفي ساحة قتال ويذكر اكثر عيوبه ويضيف عليها ما يريد ويطوع الكلمة والقصيدة كما يريد ولا يترك له اي مجال او سبيل الى المقاومة والرد ، ولم يسلم من لسانه حتى اهله بل حتى نفسه فأي شعر مندائي ذات كلمات خشنه سيئه ولفظاً نابيا او عبارات غي لائقة جافة وبدون رحمة او حتى خجل فيكون قائله سوادي لم يسلم من لسانه اي شخص حتى نفسه
فتگ أللفاك سوادي
رجل هان ورجل غادي
حجيك شگص كله رد
خشمك كصير امعجرد
لسانك لجنه المبرد
تحجي نحو ردادي
صفات ذميمة وكلاما كسهام متطايرة تصيب المقابل ولا تخطئه وتنقض على جسمه وتمزقه تمزيقا فادحا لا تترك معه اي سبيل الى الدفاع عن نفسه او النهوض من جديد فبلغ الشاعر عند هذا الحد من الهجاء موقع الصدارة في قائمة الشعراء المندائيين على الاطلاق حيث امتاز بدقة التعبير ويسدد ببراعه الى الهدف بكلمات حادة جافه والنيل من نفسه انها لوحة فنية بارعة
نلاحظ هذه القصيدة كلمات شاحبة وانفاس متلاحقة وشكوى عارمة تصل الى اعماق النفس البشرية ثياب بالية وحزن عميق ودموع بريئه ووصف احساس بالاضطهاد والفقر لقد تسرب الياس والضياع والفقر والبؤس الى حياته وينبعث الحزن من في تفاصيل كاماته وقصائده مجتمعتا في وصف دشداشته الوحيدة التي لا يملك غيرها اصبحت المشكلة كبيرة وضاع معه الفرح والابتسامة وتششت منه السعادة والفرح وكأنه يعيش في جزيرة مهجورة فر منها الخير بعد ان قضت عليها اللوعات والزمن ولم تعد صالحة الى الارتداء ومن هذه الابيات العميقة كانت الشكوى واضحة الابعاد متعمقة التاثير عند المتلقي وكانت لهجة الشكوى واردة من شاعر جثمت عليه الفاقه والضنك والحرمان والعوز ولربما حتى الجوع عاش شاعرنا كريم النفس معزز يكرم الضيف ويقوم بواجب الضيافة وله مكانته الاجتماعية بين اهله وناسه وعشيرته وطائفته وصلت سمعته الى جميع ابناء الطائفة المندائية وهو شاعر ذكي يلتقط الاحداث ويصورها بدقة متناهية وفي الماضي كانت الشكوى باب من ابواب الشعر المهمة التي يقول فيها الشاعر ما يشعر به من الم كانت الشكوى في الشعر معروفة و مشهورة في تلك الحقبة الزمنية وخاصة عند شعراء الطائفة المندائية لانها تعبر عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها الشعراء بصورة خاصة والناس بصورة عامة ان الشكوى تمثل صرخة كبيرة لانقاذ او مساعدة الشاعر او قومه او طائفته ولا يعاب عليه في مثل هذه الحالات اذا لفت الناس الى امر يجب في رايه ان ينتبهوا اليه ويفهموه ويعطوه من عنايتهم قدر ماهو معطيه من اهتمام فقد شرح في قصيدة الدشداشة كثير من المشاعر الانسانية وهذا شئ لا يحسب عليه فهي تعبر عن لسان كل من له حاجه ويعيش في خيمة من الفقر والفاقة فجميع احتياجات الناس هي اشد الحالات الانسانية أن الجميع او اغلبهم يمرون في حالة شكوى سوادي من دشداشته وقذارتها فقد ابدع في الوصف وفي الصياغة والتمثيل وجمال الاسلوب وغاية في روعة الاحساس المتكامل الشامل فقد اختار كلمات وجمل فيها مفردات الجمال والكمال في التعبير والصورة الواقعية والنفسية وقد شاعت بين جميع اهله وناسه وفي مناطق تجمع الطائفة المندائية نستنتج اذا لم يكن وصفه الى دشداشته من مثله العليا او لم تكن شكواه نمطا لكل محتاج مصاب في الم مماثل الة المه فان شفاعته مقبولة في الامر انه اغنى لغة الانسان وقريحته بثروة جديدة من التعبير والخيال ان الحوار بينه وبين دشداشته كان في روعة الدقة والتعبير وهو صرخة ضد الفقر والعوز والفاقه انها ثورة داخلية وحث على التمرد يدخل فيها جانب السخرية والهزل والجد والان نطالع القصيدة : -
يادشداشتي جبتي الخزي ليه
اشوفچ سمل صرتي موش تمليه
يادشداشتي بيچ من الوصاخه هواي
اشمرد اغسلچ خايف عليچ من الماي
لو عندي ثمل اشريچ وا شري الچاي
وحگت الشكر من صارت بربيه
يادشداشتي ثمنچ علي غالي
واحسب طول ليلي ونشده بالي
انا بعگلي اريدچ دوم للتالي
وثمنچ كلف تراه ماهو شويه
يادشداشتي همي صفه بس بيچ
ماعندي ثمن ما حصلت وشريچ
امشي الله ومحمد وعلي اعليچ
من تنسردين خلفچ اگطب المزويه
يادشداشتي اضن صاير بيچ ابياد
ثمنچ ما گدرته اليوم بي اعداد
الدنيا من تغله تتكشف الاجواد
وتالينا بالحراثي انصير کولیه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح