الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حرك الشارع السوري واللبناني؟ أهو الانتصار للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حقا؟!!

إسماعيل أحمد

2006 / 2 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من حق الجميع أن يعلن عن موقفه الرافض لذلك الاستخفاف الدنماركي العنصري بنبي الإسلام...

من حق الشعوب أن تغضب لمقدساتها ورموزها...

من حقنا أن نرفع صوتنا مرة بعد مرة رفضا لحملات الكراهية ضد الأديان والأعراق...

معا وجنبا إلى جنب في الطريق إلى حوار الحضارات وتلاقح الثقافات...

لكن.....

التطورات المنحطة تجاوزت الخطوط الحمر في نظري...

ما جرى بدمشق يوم أمس، وما جرى في بيروت ظهيرة اليوم يخرج عن سياق التعبير الحر، إلى الفوضى والشغب والانحطاط الأخلاقي...

المعارضة ليست عمالة، والرفض ليس تخريبا، وتصحيح الصورة ليس زعرنات يرتكس بها بعض الحمقى نحو قطعة قماش حمراء كالثيران الهائجة في مصارعة هوجاء!!!

أرفض بشدة ما يجري، وأتبرأ مما صنعته أيدي هؤلاء الرعاع!

أحدهم يجري معه مراسل الجزيرة ظهيرة اليوم يطلب منه تفسير ذلك الدمار الذي طال حتى الكنيسة التي حرم الله العدوان عليها، وسمى العدوان عليها بالفساد...
ويا للدهشة من كلام هذا المعتوه الذي يزعم أنه ينتصر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول مبررا: كنا لا نعرف مكان السفارة الدنماركية، وكلما كسرنا مبنى قالوا لنا: ليس هذا بل ما يليه!!!!!


قرف والله!!!

أشك أن الحمية دبت في عروق الشارع السوري بهذه الطريقة، وهو شارع جبان، يعلم أن خروجه بعراضة عرس لأكثر من عشرة أشخاص يعني مخالفة قد تؤدي به إلى بيت خالته!!!

أشك أن يستطيع هؤلاء الهجوم على السفارة بأبي رمانة وإحراقها، ثم التحرك مسافة طويلة نحو المزة لحرق السفارة النرويجية أيضا!!

والأمن ينظر إليهم بكل هدوء دون أن يحرك ساكنا!!!!

وعدسات التلفزة تصور حتى حشوهم الورق تحت المكيفات قبل أن يباشروا عملية الحرق!!!

من يظن أن هذا عفويا فهو يستهبل على الجميع!!!

ويأبى النظام السوري إلا أن يظهر حماقته، ويفضح تصرف مخابراته الحاضرة بقوة في لبنانم، فيحرك أزلامه في لبنان ليحولوا مظاهرة سلمية، حتى يكرروا ذات السيناريو الدمشقي!!!

أن يخرج إلياس مراد وأحمد الحاج علي وأشباههم من زحفطونيات النظام ليحدثونا عن غيرتهم المفاجئة على حرمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم...

وأن تستدعي سورية سفيرها من الدنمارك هكذا في لحظة تفاعل مع نبض الشارع!!

أمر لا أستطيع تصديقه، في ظل معطيات لم تغب عن البال، وتلك الزعرنات هي هي من كان في الثمانينات يجعر بملء فمه: (حط المشمش عالتفاح....دين محمد ولى وراح)!!!

هي هي من كان يردد: (يا الله حلك حلك.....خلي حافظ محلك)

هي هي من مزقت المصاحف في جامع السلطان بحماة، واقتحمت الجامع الأموي بدباباتها!!


فماذا دهاها اليوم؟ أهي الأوبة الصادقة إلى الله؟!!

يذكرني هذا بمقالة بثينة شعبان قبل عامين في الشرق الأوسط حين كتبت مقالا ساخنا تنتقد فيه موضوع الحجاب في فرنسا، وراحت تنظر على الفرنسيين بدروس أخلاقية وديمقراطية ودينية متناسية ما كانت تفعله مظليات نظامها، وسرايا الدفاع وأجهزة الأمن بحق المحجبات والملتحين في سورية!

هل يرى هؤلاء القذاة بعين الآخرين، ويغفلون عن جذع الخشب المزروع في حدقة نظامهم!!!

أم هي التجارة بالدين بعد أن بارت تجارتهم القومية بالعروبة والاشتراكية والوحدة والصمود المصدي!!!

اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع بعض السوريين واللبنانيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس