الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تمادينا؟

فريدة موسى

2017 / 7 / 19
الادب والفن


هلْ تمادَينا حين أخبرْنا الأرضَ
أننا أسيادُها؟
وأن ترابَها لحومُنا المصطَّفةُ في الجباناتِ
وأن ذهبَها عطايا دمائنا وعظامِنا وأسمائِنا الخالدة؟
هل تمادَينا حين أطبقَ الليلُ علينا راحتيهِ
فأشعلْنا العيونَ نيرانًا..
وخرجنا عرايا نحملُ بذورَ أوزارِنا
ونغرسها في قلبه المجبول على الظلام؟
هل تمادينا حين تبادلْنا القُبلَ على قارعةِ العدمِ..
دون أدنى اكتراثٍ لكلِّ اجتماعاتِ القممِ السرطانيةِ
وكلِّ خطاباتِ السادةِ الصفراءِ؟
هل تمادينا حين انتفختْ بطونُ النساءِ
وقفزتْ نهودُهن من الأرديةِ
تُرضعُ الشحاذينَ والمساكينَ والمجانينَ والشهداءَ؟
هل تمادَينا حين كفرْنا بأذنابِهم
وتمرَّدْنا على أديانِهم
ولعنَّا صفقاتِهم السوداءَ؟
وحين أشعلنا العارَ في ذقونِهم الخرفةِ
واعتلينا أكتافَ بعضِنا البعض
صانعين من جثثِنا الحيةِ سُلمًا
يتسلقُه كفرُنا بأكفانِنا الصدئةِ إلى السماء؟
هل تمادينا حين أشبعنا التاريخَ صفعًا
وأوسعْنا المنطقَ طعناتِ الجنون؟
هل تمادينا حين نددنا بالحدودِ
وخرائطِ الوهمِ المذبوحةِ على طاولاتِ الأبالسةِ وأعوان الشيطان؟
هل تمادينا حين ثقبْنا الهواءَ..
لتتنفسَ وجوهُنا لونًا آخرَ غيرَ اللونِ الأحمرِ الذي فُرض على دمائِنا
وملابسِنا وكتبِنا وأغنياتِنا الشمطاءِ؟
حين رتقْنا جوعَنا بقصيدةٍ
وحفرنا بيننا وبين العطشِ بئرًا من تعففٍ
حين عشنا، وتكاثرْنا كفئرانٍ في مستنقعٍ
كلما ماتَ أحدُهم
دفعَ البقيةُ بآخرَ ليشجبَ وينددَ بكلِّ أسلاكِ المتاهةِ الشائكةِ؟
هل تمادينا حين أجبرْنا الحبَّ على قرعِ كؤوسِ اللهفةِ في أعينِ البشاعةِ
والرقص سكرانًا منتشيًا في الساحات
هل تمادينا حين أخبرنا ربَّهم..
أننا باقون رغمَ أنفِهِ
وأننا مهما تعددتْ مراتُ الموتِ
عائدون فوق جثتِهِ وجثةِ جندِهِ الحقراءْ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا