الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس مابين الأكاذيب والتهديدات

سليمان عباسي

2006 / 2 / 6
القضية الفلسطينية


قد يكون نوعاّ من التنجيم واستقراء الغيب الحديث تفصيلاّ عن تداعيات الانتخابات التشريعية الفلسطينية لكن من المؤكد أن هناك واقعاّ جديداّ أفرزته تلك الانتخابات وشكلت لحظة تحول جديدة في النضال الوطني الفلسطيني وفي النظام السياسي الفلسطيني , وإذا عدنا إلى الوراء عدة سنوات نجد أن المسيرة الفلسطينية قد مرت بلحظات تحول كبرى موازية لما يحصل ألان فاعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بقرارات الأمم المتحدة 242-338 وتعديل ميثاقها يعتبر لحظة تحول والدخول في دهاليز أوسلو وما نتج عنه يعتبر لحظة تحول بغض الطرف عن إيجابياته وسلبياته .
إن القراءة المنطقية والطبيعية للتجربة الفلسطينية خلال 13 عاماّ تنبئنا بأن فوز حماس ليس مستغرباّ وليس فجائياّ ولم يتأتى من فراغ وهو نتاج طبيعي للإحباط الشعبي الفلسطيني و بسبب تاريخ طويل من التجارب الأليمة مع الاحتلال الإسرائيلي .ولكن الذي يدفعنا للاستغراب تلك المواقف الاستباقية من المجتمع الدولي تجاه حركة حماس والإصرار على ربطها بتنظيمات تكفيرية أساءت للإسلام كدين وعقيدة وتصويرها بأنها طالبان جديدة هو اتهام يوضح النوايا المتعمدة لتشويه صورة حماس كحركة تحرر وطني وأنها حركة طارئة وليست طرفاّ أساسيا في حركة الكفاح الوطني الفلسطيني , وما التهديدات الدولية بالعزل المالي والسياسي والاشتراطات التي عفي عليها الزمن و أصبحت لا لون لها ولا رائحة إلا عقاب جماعي لشعب مارس الديمقراطية الانتخابية بمنتهى الشفافية وحسب الشروط والمفهوم الدولي المتعارف عليه وهو دعوة إلى رفع حالة التشدد في الشارع الفلسطيني ولمختلف أطيافه.
إن الخضوع الدولي للأكاذيب الإسرائيلية – الأمريكية والتهديدات التي ارتفعت وتيرتها بعد فوز حماس وحملة التخويف والتهويل الكبرى التي تقودها مجموعة من الأقلام الصفراء وتصوير الفوز وكأنه إعصاراّ مدمراّ سيعصف بالمنطقة بأكملها هو الغباء بكافة حروفه ومعانيه علماّ إن تصريحات قادة حماس في الداخل والخارج بعد الفوز في الانتخابات اتسمت بلغة معتدلة نوعاّ ما .
1- إن حركة حماس ببعدها الإسلامي تعتبر من ضمن التيارات الإسلامية السياسية – الاجتماعية والدليل انخراطها في المعترك الرئيسي للعمل العام ضمن الشروط والقيود المترافقة معه وقد نجحت بشهادة الجميع وبتفوق وخصوصاّ بعد فوزها بالانتخابات البلدية , آما انخراطها في العمل الجهادي العسكري فهو حتمي بحكم الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وهو فعل مقاوم مشروع أقرته جميع المؤسسات والهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
2- إن. وسم حركة حماس بالإرهاب جاء نتيجة الخلط الإسرائيلي-الأمريكي للأوراق والتداخل المشبوه بين المفهوم الدولي للإرهاب ذاته ومفهوم المقاومة المشروعة للشعوب ومنها مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي .
3- لقد جاء فوز حماس بسبب عدة عوامل أهمها انسداد الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية على المدى المنظور حتى بالحلول الدنيا وتداعيات عوامل أخرى كالفساد والمحسوبيات ...... الخ وقد كان البعد الإسلامي من ضمن تلك العوامل ولكن هذا لايعني إن الشعب الفلسطيني قد أعطى تفويضا لحركة حماس لإقامة دولة إسلامية تحدث تحولاّ في المجالات الثقافية والاجتماعية وانما كان أساسا تصويتاّ احتجاجياّ , وفي المقابل لم تعلن حماس لا سابقاّ ولا لاحقاّ إن مسعاها هو اسلمة المجتمع الفلسطيني وإقامة دولة إسلامية والسؤال الأهم : أين هي هذه الدولة أولا حتى نحدد اتجاهاتها ؟؟
4- تصريح أيهود أو لمرت في 24-1-2006 حول استراتيجية إسرائيل وتطلعاتها (( سوف تحافظ إسرائيل على المناطق الآمنة
(( المقصود بها عادة وادي الأردن والكتل الاستيطانية والقدس الموحدة)) تحت الهيمنة الاسرائلية فلا دولة يهودية دون القدس في وسطها ولن نسمح للفلسطينيين بدخول دولة إسرائيل )) والسؤال آلا يكفي هذا التصريح ّ للدلالة على الرفض الإسرائيلي لاتفاقات أوسلو وخارطة الطريق ؟؟ آلا يعتبر التكرير الإسرائيلي ( منذ 13 عاماّ) بعدم وجود شريك فلسطيني وتصميمهم على فرض الحدود الإسرائيلية حسب مسار الجدار العنصري ونشر الكتل الاستيطانية على امتداد الجسد الفلسطيني رفضاّ قاطعاّ لا لبس فيه لاتفاقات أوسلو وخارطة الطريق ؟؟ فكيف يطالب المجتمع الدولي حركة حماس الاعتراف باتفاق أوسلو وخارطة الطريق والطرف الآخر لا يعترف بها أساسا ولا يعترف بوجود الطرف الفلسطيني كشريك في عملية السلام من ناحية أخرى .
إن الدعم والعمى الدولي عن الإرهاب الإسرائيلي هو العامل الرئيسي الذي شجع إسرائيل باستغلال اتفاقات أوسلو وخارطة الطريق الرباعية كغطاء للمزيد من الاستيطان والتوسع على حساب الحق الفلسطيني وهو الذي شجع إسرائيل على الهروب من استحقاقات المفاوضات رغم الاندفاع الفلسطيني المستمر ومنذ لحظة التوقيع على اتفاق أوسلو وبعدها خارطة الطريق ,
إن الاشتراطات والتهديدات الدولية لرفع العزل المالي والسياسي عن حركة حماس وبالتالي عن الشعب الفلسطيني ماهي إلا مثالاّ صارخاّ أخر على الازدواجية الدولية وعلى الاستمرار الكيل بمكيالين.
وفي الختام فأنني استشهد بقول السيد جيفري ارونسون المراقب المعروف للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة قوله في آخر تقرير حول الاستيطان الإسرائيلي وقد نشر من قبل مؤسسة السلام في الشرق الأوسط في واشنطن (( مازال الاحتلال القاسي والوحشي القائم على نشر المستوطنات يستمر في تحديد العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين اليوم ))وعلى ما اعتقد ليس هناك قولاّ يجانب الحقيقة اكثر من هذا القول .

سليمان عباسي --- دمشق
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف