الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصيدة المتوحشة - الفصل ال 25 من الرواية

ريتا عودة

2017 / 7 / 19
الادب والفن


-25-
هذي الرّوح تشتاق إليك.
هذي الرّوح لكَ تشتاق.
ومضيتَ وكأنّما أعجبَكَ الفِراق...
وتركتَ ما كانَ بيننا للنّارِ والإحترَاق.
هِيَ الرّوح..تشتَـــــــاق!
...
..
.
حطّ عصفورٌ على غصن شجرة اللبلاب الملتصقة بنافذة الجامعة المطلّة على حديقة.
فجأة.. هبطَ ظلٌّ ما على المقعد الشاغر قربي. نظرتُ فإذا به صديقي الفيسبوكيّ محمد.
ألقى التّحيّة وقال:
=كيفك ريتا.
- منيحة.
=إنتِ حواليكي أصدقاء بالآلاف.
- آه..محبتهم حقيقيّة ومنعشة.
بفرح جدا وأنا اتابعك في الصحف وأتابع المغرمين بكتاباتك على الفيسبوك.
- الحمد لله. صبرتُ كثيرا. الآن أتى وقتي لأتألق وأجني ثمار ما زرعت منذ سنوات.
=تألقي ريتا. هذا من حقِّك.
- أشكرك بعمق
= ريتا أنتِ شيء جميل.
- وأنتَ عصفور جميل يا صديقي. أنا أعرفك من الفيسبوك..لكنني لم أنتبه من قبل أنّك تدرس معي في ذات الجامعة وذات الكورس.
= نعم..أنا أراك عن بُعد ولا أشاء أن أزعجك.
إنتِ أصيلة يا ريتا!
صبرتِ على النّكد مع فيصل لأنك ستّ أصيلة. لكن...
إوعي تجيبي سيرتي في روايتك!
قهقهت:
- ليه؟!
= أنا بتكسف.. ومبحبش أكون فصل في رواية.
- هقول أن طائر ما كان يغرّد ل ريتا.
أرادت أن تمسك بهِ يوما ما..فطااار.. وغاب!
= لااااااااا!
إنتي اللي قولتيله هش ..هش..
-آه..لأنه عصفور وله واقع آخر ولي أنا أيضا واقع مختلف.
مكنش ينفع يستنى.
له رفيقة عمره. عصفوره من دمه ولحمه.. كانت تنتظره بشوق لكونه رفيق حلمها.
اشفقتُ عليها. تعاطفتُ معها. لكي أحافظ على علاقة سويّة بينكما.. أقصيتك بلؤم عنّي . كي تكرهني ولا تعود. قمّة الحُبّ أن أتنازل عن صداقتك كي أحافظ على علاقتك الزّوجيّة.
= أتذكرين ما قلتهِ عنّي في أوّل مقابلة إذاعيّة لكِ؟
-لا أذكر!
= قلتِ أنني أنا مَن أعاد اكتشاف اللؤلؤة.
- نعم. نعم.. أنا كنت جوهرة في الوحل وأنت كنت الجواهرجي الذي مرّ بي تناولني وصقلني.. ثمّ... باع كلّ ما يملك من مجوهرات.. واشتراني! أنت كنت أوّل ناقد لكتاباتي.
= ريتا...انقطع عنّي الإلهام يوم غابتْ عنّي ريتا.
ريتا... لو تتذكّري آخر مرّة تحدّثنا فيها كنتي تعامليني بجفاء شديد.
-عشان تنساني وترجع لها.
=أما زلتِ على العهدِ ريتا
- أيّ عهد؟. قلتُ لك: إنتَ غالي ع قلبي.لكن لن أسمح لنفسي أن أكون سببا لوجع امرأة ما في هذا الكون!
كذلك أنا مرتبطة بحلم عمري..خالد. ولا أسمح لنفسي أن أتجاوز الخطوط الحمراء..احترامي لذاتي.. لكرامتي.. لكياني.
= إذن..اسمحي لي أن أظلّ أراقب ريتا من بعيد.
انت الآن ريتا الصديقة الغالية.
- الله لا يحرمني منك محمد.
= لا وقت للعتاب. سأظلّ الصديق الوفيّ.
لنكمل معا صديق وصديقته القريبة البعيدة.
ستعودين مصدر الوحي. وأعود أنا العصفور المغرّد الذي يمدّك بشحنات الأمل والطّاقة الإبداعيّة.
بعودتك.. تعود الملائكة والوحي. هذا صدري أهبه لكِ لتستريجي عليه.
- خلي صدرك لزوجتك. أنا أحترمك فقط ك صديق.
= صدر الصديق يا ريتا أوسع وأحنّ من صدر الحبيب.
-لا يروق لي إلاّ صدر حبيبي ..خالد.
= الحُبَ له عمر آنيّ ويزول أمَّا الصداقة ف بتعمِّر.
رفرف العصفور بجناجيه .همسَ محمد:
= باي يا أناي. يا أجمل ومضة أنارت لي عتمة حياتي.
ثمّ.. انتقل ليجلس في الركن البعيد عنّي. نظرتُ من النافذة فإذا بالعصفور قد
طار بعيدا.. خلف الجبال والتلال والأنهار..
وبقيتُ وحدي.. أقلّب أوراق ذاكرتي وأحاول أن أرتّب فوضاها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا