الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا امة الكورد لا تهدروا الفرصة التاريخية

ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)

2017 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يا أُمَّة الكورد لا تهدروا الفرصة التاريخية

يقال ان الوحدة والاتفاق واجماع الكلمة من المحاسن والصفات التي يحلم بها الامم في ارجاء المعمورة وبقاع الارض ، ونحن بنو الكورد من احدى تلكم الامم التي طالما حَلُمَتْ بذلك .
لسنا هنا لنكون من الذين يخوضون في الاصول التاريخية ولا الاحداث والوقائع الاممية ولكننا سنطرح سؤالاً واحداً فقط على الذين يعارضون مشروع الاستفتاء المزمع اجراؤه في ال ( 25-9-2017 ) حول استقلال اقليم كوردستان من العراق ( الشيعْسٌنَّوي )العربي ، وسؤالنا هو :
هل انتم تعارضون الاستفتاء لكون رئيس الاقليم هو الذي دعا اليه ؟ ام انكم تعارضون لانكم لا تؤمنون اصلاً باستقلال كوردستان ؟؟!
اياً كانت الاجابة ، وانا على يقين من ان الاجابة ستكون مطاطية ، فلن تكون لها اسس قومية سليمة قائمة على البنيان القيمي والمعرفي ذلك لان العقل السليم والمنطق القويم لا يقبلان بتاتاً اهدار هذه الفرصة التاريخية التي منَّ الله امَّة الكورد بها ، فرصةٌ قد لا تتكرر ابداً وسنندم وستندم الاجيال القادمة ايضاً على ما اقترفناه بحقها إن ( لا سامح الله ) اهدرناها وضيَّعناها .
جميع الاعين الان تترقب الطريقة التي سيتعامل بها الحزبان الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني وحلفاؤهم مع حركة ( گوران ) التي تقف كحجر عثرة امام هذا المشروع العظيم للحيلولة دون قيامه ورؤيته واقعاً نراه ، هذه الحركة التي تدعمها ابواق اعلامية مرئية ومقروئة ومسموعة بهدف التأثير على الرأي العام وتغييره وبالذات في مدينة ( السليمانية ) مركز النفوذ للحركة منطلقين من دافع اقامة الاصلاحات الداخلية علماً ان جميع الاحزاب بما فيهم الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني يدعوان الى ذلك .
من جانب اخر تقف الجماعة الاسلامية بقيادة الملا علي باپير امير الجماعة الاسلامية بالضد من المشروع مختلقين حججاً واهية لاقناع اتباعهم ومريديهم وللتأثير في المناطق التي تقع ضمن نطاق نفوذهم .
لا اعرف بالظبط لِمَ يريدون اجهاض هذه العملية وقتل الجنين قبل الولادة ، ما السبب وراء هذا الهروب التاريخي ؟؟ انها الفرصة التي اتت على طبق من ذهب فلِمَ نهدرها ؟؟ رئيس الاقليم ، ورغم التهديدات من هنا وهناك ، مُصرٌ على الاستفتاء وهو يعلم جيداً ان هذه الفرصة لن تتكرر مرة اخرى لا سيما والكورد الآن لهم علاقات واسعة مع الكثير من الامم والدول التي ستعترف بدولة الكورد فور اعلانها وسيدعمونها ايضاً ، صحيح ان الولايات المتحدة الامريكية لا تشجع الكورد علناً ورسمياً ، لكنها في الخفاء لا تكيد لهم ولا تعارض ، انها كدولة عظمى وذات مصالح استراتيجية في العراق لا يمكنها ان تقف بالضد من الحكومة العراقية وتطلعاتها الوحدوية للأراضي العراقية ( حسب المنظور العراقي ) ولا يمكن للمتحدث باسم البيت الابيض ان يصرح بدعم الولايات المتحدة للانفصال الكوردى من العراق ، لكنه وبعد ان يقرر الكورد مصيرهم لن يستطيعوا بحجة حقوق الانسان وحق تقرير المصير ،ذلك البند الذي اكدت عليه جميع المواثيق ولوائح حقوق الانسان ،سوى الاعتراف بذلك الحق ، لا سيما في ضل الثورة التكنولوجية المتقدمة والتي يمكن استخدامها بشكل جيد من خلال وسائل الاتصال والاعلام العالمي من اجل الدفاع عن مشروعية قيام الدولة الكوردية .
الرئيس مسعود البارزاني ينطلق في دعوته للاستفتاء من منطلق كونه احد ابناء هذه الامة وله من السنين ما فوق السبعين عاماً ، وليس من المنطق ان ندعي انه يريد بذلك استحصال منفعة شخصية او كسب تأييد جماهيري للانتخابات القادمة ، علينا ان ننظر اليه من جانب اخر غير جانب المصلحة الذاتية ، علينا ان نفترض ، لا بل نجزم بان قصده من هذا كله ان يحقق غاية الكورد في القرن الحادي والعشرون ، بعد ان حقق الكورد الكثير من الانجازات في العقدين الماضيين .
لماذا نعارض ؟ لماذا نقف بالضد ؟ لمَ القبول بالغير ( غير الكوردي) ان يكون مسؤولاً عنّا وآمراً علينا ؟؟ اوَ نحن ضعفاء الى هذا الحد !!!! ام اننا حاقدون على بني جلدتنا ولا نرضى لبعضنا البعض ان نسعد ونحكم انفسنا بانفسنا ؟؟؟! ما بال مدينة السليمانية الحبيبة ترضى بان توصف بالمستقبل على انها هي التي اجهضت دولة الكورد المرتقبة ولادتها ، ما بال مثقفيها صمُّوا اذانهم وباتوا بكماً لا يتفوهون بما هو خير للامة الكوردية جمعاء ولشعب كوردستان الجنوبية بشكل خاص ؟ من الذي اثَّرَّ فيهم واقعدهم عن القيام بواجبهم تجاه اسمى قضايا الكورد على الاطلاق ؟! اتريدون منّا ان نأتي اليكم من كل فجٍ نقبل اياديكم كي تصوتوا للاستفتاء !! ام ان جُلَّ همكم ان تَتَحدَّوا رئيس الاقليم لانكم لا تقبلون شيئاً حتى لو كان فيه خير ، مادامت المبادرة اتت من جانبهم ؟؟!!!! آهٍ والف آه على غبائنا ، لقد كانت الزيارات التي بادر بها المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الايام القليلة الماضية للاحزاب التي لا تؤيد اجراء الاستفتاء ، امراً محموداً وقوبل بالاستحسان من جانب الجماهير والرأي العام لانه من غير المنطق ايضاً ان تكون المصلحة الذاتية لأي حزب كان فوق المصلحة العامة الوطنية ، ولربما اثمرت زيارة الرئيس مسعود البارزاني الى اوربا خيراً اضافة الى زيارة رئيس الوزراء الى تركيا بغية تهدئة النفوس وطمئنتها ، لهذا نحن نشد على الايادي التي تسعى للاتحاد في موقف واحد واجماع الكلمة الكوردية اياً كانوا
ونقول للذين يحملون ادنى شك او ريب ، لا تخافوا ولا تضعفوا فالتبعات الناجمة عن الاستفتاء لن تكون اشد من سياسة قطع الارزاق التي انتهجتها حكومة بغداد منذ عهد المالكي والى اليوم ولن تكون افظع من سياسة الارض المحروقة والانفال والترحيل التي انتهجتها حكومة البعث ونظام صدام ، لذلك فلنتكاتف جميعاً من اجل انجاح الاستفتاء والتصويت ب ( نعم ) لتكون صيحةً في وجه كل من اراد ان يقيم الفتنة بين ابناء الكورد .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف