الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة الخليج المصطنعة... التراجع عن الخطأ فضيلة

أسعد العزوني

2017 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



أن تعود من منتصف الطريق مقتنعا بخطأك أو تعديلا لنهج إنتهجته جراء خطأ متدربين صغارا ،خير لك من الإستمرار في الغي والضلال ،وتكبد خسائر لم تكن في الحسبان ،وعدم معرفة ما هي طبيعة الخصم الذي إختلقته لتمرير مؤامرة ما ،دون دراية منك بالعمل السياسي وخطورة اللعب مع الكبار،ولا بأس من التراجع حتى ولو قطعت أكثر من منتصف الطريق.
ما نتحدث عنه هو أن دول الحصار التي إنتفضت ضد دولة قطر ليس لأسباب منطقية ،بل إرضاء لشايلوك الأمريكي الماسوني المشهور ب"ضرطته"في الرياض التي لوثت اجواء القمة التي عقدها مع العاهل السعودي الملك سلمان، الرئيس ترامب بحسب شهادة زوجته ميلانيا،وسبب إنتفاضة هؤلا ء هو أن قادة قطر رفضوا إستقبال ترامب الذي زار قطر كرجل اعمال قبل إنتخابه رئيسا لإبتزاز الحكومة القطرية ،وبدعوى أن لديه مشاريع إستثمارية ،وعندما لم تتم مقابلته ،أرسل صهره كوشنير إلى الدوحة حاملا مشروعا بقيمة نصف مليار دولار ،لكنه عاد بخفي حنين كما فعل صهره.
عندما قررت الماسونية تعيين ترامب رئيسا لأمريكا لسهولة التلاعب به كونه لا يفقه شيئا في السياسة ولا هو ملما حتى بادنى درحات الإيتيكيت او البروتوكول ،ولم يتسلم حتى منصبا صغيرا في المؤسسات الأمريكية ،وجاء إيصاله إلى البيت الأبيض بمساعدة صديقه الرئيس الروسي الذكي فلاديمير بوتين،وقد أعلن ترامب ذلك بطريقة غير مباشرة ،حيث حذر في يوم الإنتخابات من ان الديمقراطيين سيقومون بقرصنة أصوات الجمهوريين وتحويلها إلى صناديقهم ،وهنا قال خذوني وليس كما قيل :كاد المريب ان يقول خذوني.
أحسن صناع القرار في دول الحصار صنعا عندما تراجعوا عن شروطهم المجحفة لقطر ،ولا نريد التوسع بالقول أن هناك من وجه لهم نصيحة ان الدوائر بدأت تدور عليهم، وأن بعض الوسطاء أتقنوا فن اللعب على الكارثة لتحصيل مبالغ مالية ،خاصة وان قطر إستطاعت توجيه الدفة الخانقة إلى دول الحصار رغم الفرق والفارق ،ولكن أسلحة قطر كانت أقوى لأنها تقذف بالحق ولا تتبلى.
بعد أن كانت دول الحصار تتفاخر بأن قطر لن تصمد لساعات وان الجيش المصري سوف يحتلها في دقائق، في حين كان الآخرون أكثر تطرفا لحاجة في نفس يعقوب قضاها ،وكانت الخطة السيطرة على قطر وضمها للإتحاد الإماراتي او السعودية ،والغريب في الأمر أن هذه الدول المحاصرة لقطر والمعادية لها والتي وضعت خطة مسبقة لإنهاء سيادتها ،والغة جميعها في التطبيع مع الإرهاب الأكبر المتمثل في مستدمرة إسرائيل الحزرية الصهيوينة الإرهابية .
بعد نجاح قطر في اللعب بطريقة صادمة لدول الحصار ،واخرجتهم عن طورهم لأنهم لم يضعوا الأمور في نصابها الصحيح ،ووجدوا أنهم باتوا هدفا واضحا ،فالسيسي ذلك العراب الذي ظن أنه بدوره المحرض ضد قطر سيكسب المليارات كما فعل ترامب ،خرج من المولد بدون حمص ،وها هي التسريبات تؤكد أن شركاءه في حصار قطر قد إنقلبوا عليه ،ناهيك عن سمعته في المجتمع الدولي عموما والتي أصبحت في الحضيض،كما ان السعودية والإمارات وجدوا انفسهم في حيص بيص وأن قطر سوف لن تكون لقمة سهلة للبلع.
عموما نحمد الله كثيرا ان دول الحصار وصلت إلى هذه النتيجة مبكرا وقبل أن يقعوا في الفخ الذي نصبوه بأنفسهم لقطر ،لكن عدالة السماء أوقعتهم فيه ،وخرجت قطر منتصرة ،ويعز علينا مواصلة البعض صب الزيت على النار ،والسمعة السيئة التي حصلناها في المجتمع الدولي كعرب ومسلمين ،وكان الرابح الوحيد من هذه الكارثة الناجمة عن خطأ المتدربين هو مستدمرة إسرائيل التي أيقنت أن بقاء مجلس التعاون الخليجي بات مستجيلا،كما أنه فرحت كثيرا لأن دول الحصار أو هكذا هيء لها سوف تشطب قطر التي وقفت في الاونة الأخيرة ندا للجندة الإسرائيلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج