الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي ... العسكري الشُؤْم!!

لينا صلاح الدين
كاتبة

(Lena Saladin)

2017 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


  إن كل من لا يفقه في عالم السياسة ودواهيه يخال إليه أنه بإنتهاجه النهج الأفلاطوني العقيم، في التظاهر بكونه صاحب (نوايا حسنة) فإن ذلك كاف ليجعله يقتحم هذا العالم الإبليسي ، من غير ضرورة لإدراك أن عالم السياسة إنما هو عالم مادي "مضل"، وأن هذا "الضلال المادي" إنما هو المقدس الذي يقوم دهاة الساسة بإنشاد ترانيم له في المعابد السياسية. وهذا "الضلال المادي" هو ما كنت أحسب أن السيسي يفتقده في ظل نواياه الحسنة إلى أن إكتشفت مدى ضلالي أنا حين إستبصرت حقيقة أن تلك "النوايا الحسنة" في حد ذاتها هي محض سراب !!
     إنني على الرغم من عدم إيماني بالماورائي ، إلا أنني طالما كنت أتحسس شيئا من "الشُؤْم" في سياسة العسكر، وأعني هنا الشؤم بمفهومه الرمزي.  لقد إختبرنا السيسي على مدى أعوام وهو يفصح عن "نواياه الحسنة" التي ما أن يفصح عنها حتى تنقلب على أعقابها. ولنؤكد على ذلك فلنتفحص هنا المفارقة بين المقاصد الإدارية والواقع الإداري :
     إن السيسي عند إستلامه السلطة قد أعرب عن "نواياه" في إستصلاح الأراضي الزراعية والتوسع فيها، فكانت النتيجة أن خسرت مصر عشرات الآلاف من الفُدُن الصالحة للزراعة في كل من الدلتا والوادي. وأعرب عن "نواياه" في مكافحة الفقر، فكانت النتيجة هي أن زاد معدل الفقر ،ومن ثم قراره بإلغاء الضريبة على الأرباح الرأسمالية. ثم أفصح عن "نيته" في تحقيق الأمن، فكانت النتيجة أن شهدت مصر العشرات من العمليات الإرهابية وتفجيرات الكنائس والعمليات العسكرية في سيناء، ناهيك عن إجراءه التعسفي القمعي بإجبار أهالي سيناء على إخلاء مساكنهم على جهة الحدود. ثم أعرب عن "نيته" في إجتذاب السياح والدارسين الأجانب، فكان النتيجة هي فضيحة الأمن المصري المتهم في قضية مقتل الإيطالي جوليو ريجيني وإلقاء جثته عاريا معذبا مطعونا مجذوب الأظافر مقطع الأصابع مكسر الضلوع محروقا مكهربا في مجاري الصرف، مما إستثار غضبا دوليا، ثم إنخفاض عددية السياح والباحثين الأجانب إلى أدنى مستوى ممكن في دولة ما عادت ترحب ببحث ولا بفكر.ثم أفصح عن "نواياه" في قسمه الدستوري بأن يحافظ على أرض مصر، فتم ذلك بأن قام ببيع الجزيرتين المصريتين إلى مملكة خنازير آل سعود بثمن بخس ودراهم معدودات. ثم أعرب عن "نواياه" في حل أزمة سد النهضة، ففشل الإجتماع السداسي والمفاوضات بعد أن إستغلت إثيوبيا ضعف الحكومة المصرية لصالحها فباتت ترقص على أقدامها طربا. ثم أفصح عن "نواياه" في زيادة إيرادات قناة السويس، فأنفق ببزخ أربعة مليار دولار على عمل التفريعة، لنشهد القناة من بعدها عاجزة عن تحقيق الإيرادات التي كانت متوقعة. ثم أفصح عن "نواياه" في تأكيد حقوق الإنسان، فتم ذلك بأن أعربت منظمة حقوق الإنسان بنفسها عن استنكارها لما يقوم به العسكر من قمع وإعتقال للنشطاء والصحفيين والمتظاهرين المدنيين حيث بلغت عددية المعتقلين السياسيين رقما لم تشهده مصر طوال حكم نظامي مبارك ومرسي مجتمعين، و مجزرة رابعة العدوية التي راح ضحيتها المئات من المتظاهريين المدنيين والتي أدانتها منظمة حقوق الإنسان والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وأوباما وبابا الفاتيكان وجميع الأحزاب المصرية وأغلبية دول العالم. ثم أعرب عن "نواياه" في الحد من البطالة، فكانت النتيجة أن تفشت البطالة لتشمل 3.6 مليون مواطن بلا عمل . ثم أفصح عن "نواياه" في دعم التعليم، ليتم بعدها إقصاء التعليم المصري من التصنيف العالمي وفقا لما أعلنته منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية ، وإعلان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن نسبة الجهل والأمية "المعلنة" في هذا العام قد بلغت 29.7%. في حين أنها قبل ستة أعوام لم تك قد تجاوزت بعد 26.1% . قد تبدو هذه النسب ضئيلة في مجملها مقارنة بالواقع، ولكنها في صميمها  صحيحة ، فمنذ متى كان العسكر يقوم بأي "تضليل" إحصائي للحقائق ؟؟!!
        وأذكر تماما المؤتمر الإقتصادي الذي كنت على الصعيد الشخصي من المتفائلين به وبما أعلن فيه من "نوايا" في دفع عجلة الإستثمار الخارجي واجتذاب العملات الصعبة، إلى أن تحققت عوائده الواقعية في أن بلغت ديون مصر 3.0 تريليون جنيه بعضها إقترضتها الدولة من صندوق النهب الدولي. وبلغ سعر العملات الصعبة مقابل الجنيه المصري حدا مرعبا لم تشهده مصر في تأريخها بأكمله.
        من هنا يبدو تماما أن إستراتيجية "النوايا الحسنة" ما عادت ناجعة ، وعلى حد تعبير المشير فلقد جرب كل الحلول المتاحة ومع ذلك فشلت جميعها. ففي هذه الحالة إليه الحل الإستراتيجي الوحيد الذي لم يجربه بعد  ........ وهو أن يفصح عن مجموعة من "النوايا الخبيثة" تجاه مصر لعل وعسى أن يقوم "نحسه" بعكسها إلى واقع مستثاغ ، لكن صدقا لا أخال ذلك متاحا حينما يكون الشؤم "متعمدا !!" .
      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يحدث فى مصر
على سالم ( 2017 / 7 / 20 - 22:18 )
السيسى ماهو الا نذير شؤم وخراب ودمار على مصر وشعبها , وجه السيسى الكؤود الكريه يبعث على النفور الشديد والنحس والكوارث والمجاعه , سيسى ايامك اسود من السواد

اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية