الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تكنولوجيا مصرية

ماجد الحداد

2017 / 7 / 21
الصناعة والزراعة


#نحو_تكنولوجيا_مصرية
التكنولوجيا مثلها مثل صيحات الموضة والسياسة والفنون والحراك الإجتماعي ، يحدد ملامحها العصر والأمة التي أنتجتها مهما كانت قوانين انشائها واحدة .
فمنذ عصر البخار والتكنولوجيا ذات طابع خاص في التصميم بحكم الثقافة التي أنشأتها فاللغة والفنون والطرز المحلية والحاجة هي الإفراز الطبيعي للعقول المنتجة ، وبإمكاننا تتبع شكل تصميم السيارات أو الثلاجات مثلا منذ لحظة ابتكارها إلى الآن لنلاحظ التغير الذي طرأ على الشكل والإمكانيات من الشكل البدائي المكور "البومبيه" كما تصاميم الأثاث أيضا إلى الشمل المسطح الهندسي إلى الشكل الذي ندعوه الفضائي الآن ، بحكم الإرتباط الشرطي لعصرنا مع علوم الفضاء .
وبإمكاننا أيضا تمييز التصاميم الآسيوية للتكنولوجيا عن مثيلاتها الأوروبية والأمريكية ، فأي طفل بإستطاعته التفرقة بين السيارة اليابانية ومثيلاتها الأمريكية أو روبوت ياباني أو أمريكي لوقت قريب ، وهذا ينشأ من طابع البيئة اليابانية ذات الأجساد الضئيلة والشوارع الضيقة والعقلية الديناميكية للياباني بعكس اجساد وشوارع الولايات المتحدة وحبهم للفخفخة والوفرة ، حتى لتجد ذلك في صناعة مقاعد السيارة نفسها .
ولكن بعد دخول عصر العولمة وتحوّل العالم لقرية واحدة واندماج الشركات الكبرى ، اختلطت الثقافات في ثقافة واحدة مهيمنة مسيطرة تحت لواء أمريكي يشرف على وعي الكوكب بأكمله ، فأصبحت الخطوط الفاصلة باهتة جدا ولا تكاد تُرى.
وقديما كانت التكنولوجيا المتاحة للشعوب عضلية ميكانيكية فقط ، والكهنة هم من يستحوذون على تقنيات متفوقة لا تتاح للعامة ، ولضمان السيطرة الكاملة كانوا يبهرونهم بها ليعتقدوا في خوارق يريدون منهم تصديقها فيزيد الخضوع عن قناعة ، وتمت تسميتها سحرا .
والآن التكنولوجيا الإلكترونية متاحة للعامة أيضا ، لكن تظل نوعيات أخرى متفوقة غير متاحة ويستأثر بها الصفوة في القوات المسلحة في الدول العظمى ووكالة سيرن وأبحاثها وناسا ولا تُعرض على العامة لضمان القوة والهيمنة أيضا ، ويسميها العامة مؤامرة ماسونية بالتواطئ بالسحر أو مع كائنات فضائية ، وهي نفس الصفة التي كانوا يطلقونها سابقا على السحرة وتواطؤهم مع الجن والآلهة . الإنسان لم يتغير كثيرا صراحة ، ولم يتغير سوى ملابسه وأرديته العقلية .
ما أتمناه أنا شخصيا عندما أتحسر وأتذكر ذلك الموقد الصغير ذي العشر شعلات إن لم تخني ذاكرتي في المتحف المصري والذي كان يستخدم للتفاعلات الكيميائية ، أو صور أدوات الجراحة الدقيقة في أدفو منذ ما يقرب من ٣٠٠٠ عام ، انتظر اليوم الذي تعود فيه أيها المصري لأرضك وبيئتك الحقيقية التي أنشأتك وتقاوم احتلالك الذي غزى عقلك طوال العقود ، وتغير من وعيك لتنجح كما نجح الياباني والأوروبي لإنشاء تكنولوجيا خاصة بك أصيلة ، لأن الأصالة هي من تضمن البقاء والإنتشار كما فعل أخوتك من قبل لن تنبت نبتة أبدا وتزهر ثمارا بدون أن يكون لها ( جذور ) ضاربة في الأرض .
فقط أنتظر اليوم وسأعمل عليه إلا أن أقرأ بطاقة على أحد الأجهزة التكنولوحية المتفوقة تخرج من معمل تحوت مكتوب عليه ..
((( صنع في كيميت )))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح