الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو مازن ومتطلبات مرحلة الإصلاح

علي أبو خطاب

2006 / 2 / 6
القضية الفلسطينية


لم يشك أحد على المستوى الفلسطيني –سوى فئة قليلة- في نجاح السيد محمود عباس "أبو مازن" في انتخابات الرئاسة، وذلك ليس لأنه مرشح "فتح": الحزب الحاكم في السلطة الوطنية الفلسطينية، بل لأنه مرشح ورمز من ينشدون الإصلاح في الشعب الفلسطيني. إن أبو مازن - وحكومته ورفاقه في درب الإصلاح - هم أول من رفعوا راية الإصلاح السياسي الفلسطيني، وفي أحلك الظروف حين كال لهم الكثيرون الاتهامات بل وحين حاولت إسرائيل عرقلتهم رغم ادعائها دعم الإصلاح الفلسطيني، وقد وجدنا أن كل المرشحين سواء مستقلين أو أحزاب كانوا يرفعون شعار الإصلاح ويتبنونه، فأين كانوا حين واجه أبو مازن أحلك الظروف حتى اضطر إلى الاستقالة؟ لقد قدم أبو مازن ما استطاع من إنجازات ، والشعب الفلسطيني الوفي أعطاه الفرصة ليكمل مشوار الإصلاح الذي انقطع منذ استقالة حكومته.

متطلبات مرحلة الإصلاح
لكن ما هي المتطلبات التي لا بد أن يفي بها السيد أبو مازن بعد فوزه في الانتخابات حتى يكسب ثقة الشعب الفلسطيني على مستوى الأفراد والمؤسسات؟ لن أحيط بها جميعاً في هذا المقال المختصر لكن أهمها من -وجهة نظري طبعاً- ثلاث متطلبات هي:
أولاً: التركيز على الأسس والثوابت الوطنية التي تمسك بها الرئيس الراحل ياسر عرفات، وضرورة الوفاء لذكراه بتنفيذ قراراته التي ذيّـلها بتوقيعه من خلال تشكيل لجان لدراسة هذه القرارات ومراجعتها_ لتمييز من يستحق ممن لا يستحق_ خاصة في موضوع الترقيات والتعيينات وتوزيع الأراضي والمساعدات المالية وغيره.
ثانياً: الإصلاح السياسي بمعناه الحقيقي الذي يستلزم مراجعة أداء مؤسسات السلطة الوطنية –المدنية منها والعسكرية- ونزاهتها المالية والتأكد من وجود الرجل المناسب في المكان المناسب وغير ذلك من إجراءات لا بد منها لتمييز الطيب من الخبيث، ويجب ألا يستثنى من الإصلاح مؤسسات منظمة التحرير وذلك بتشكيل لجنة من اللجنة التنفيذية، وكذلك يجب أن يشمل الإصلاح مؤسسات المجتمع المدني أي المنظمات غير الحكومية ومراجعة أدائها من خلال وزارة الداخلية المختصة بذلك. هذه الإجراءات لا بد منها حتى يشعر المواطن الفلسطيني العادي بتغيير وإصلاح حقيقي في الأداء المؤسساتي.
ثالثاً: الإصلاح الثقافي بإعطاء الفرصة لكثير من المبدعين في شتى مجالات الإبداع للتفرغ اللازم لإنجاز مشاريعهم الثقافية، وذلك عبر منحهم منح تفرغ. وكذلك مراجعة أداء المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، ووضع استراتيجية شاملة توحد العمل الثقافي وترقى بأداء المبدعين وتستقطب الدعم الذي يضيع أغلبه على منجزات ضعيفة المستوى.

لا للشائعات
تحاول بعض الجهات –والتي لا داعي لذكرها- تشويه صورة السيد أبو مازن وخاصة على المستوى الشعبي، وذلك بإشاعة أنه بهائيّ، ولا داعي لتفنيد هذه الإشاعة فتاريخ أبو مازن النضالي كفيل بذلك، لكن نود الإشارة إلى أن مثل هذه الشائعات باتت مستهلكة منذ عقود لدرجة السخف، فكثير من الشخصيات السياسية تم اتهامها ظلماً بالماسونية أو الإلحاد وغيرها من التهم التي وجهها عادة المحسوبين على التيار الإسلامي، ويثيرون بها الزوابع في وجه السلطة الحاكمة، علينا تجنب الأقاويل التي تريد هدم الوحدة الوطنية والوقوف صفاً واحداً خلف راية الإصلاح من أجل تجاوز مرحلة صعبة في تاريخنا الفلسطيني، حيث أننا نقدم على مخاض ولادة متعسرة للدولة الفلسطينية التي نحلم بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ