الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم ينطلق لبناء الحزب العمالي - اسرائيل

يعقوب بن افرات

2003 / 2 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

ما اقترحناه في الانتخابات الاخيرة هو انشاء حزب عمالي بديل عن الاحزاب القائمة، وما حققناه من مشاركة عمالية فعالة في حملة الانتخابات كان انجازا اكبر اهمية من عدد الاصوات التي حصلنا عليها. استجابة وحماس القاعدة العمالية الآخذة بالتبلور، تشير الى ان انشاء الحزب العمالي هو امكانية ملموسة بدأت تخرج في هذه الايام بالذات الى حيز التنفيذ.

 

يعقوب بن افرات

 

نتائج الانتخابات الاخيرة لم تكن مفاجأة كبرى، فقد نجح من كان متوقعا نجاحه دون ان يحدث اي زلزال سياسي. و"انتصار" حزب عربي على حساب حزب عربي آخر، لا يبشر بتغيير حقيقي في وضع الجماهير العربية. اما الاصوات القليلة التي احرزها حزب دعم (1950 صوتا) فقد تعتبر بالمفاهيم المتداولة فشلا، الا ان النتيجة الرقمية لا تعبر عن الحقيقة كلها بل عن جزء منها، فالنتيجة لا تقاس فقط بعدد الاصوات بل بما تم تحقيقه على المدى البعيد.

ان النجاح في اشراك العمال بشكل فعال وتطوعي في حملة الانتخابات، كان انجازا كبيرا جدا، اكبر بكثير من عدد الاصوات التي حصلنا عليها. لقد كان اقتراحنا تحويل هذه الانتخابات الى رافعة لانشاء حزب عمالي بديل عن الاحزاب القائمة، وكان اشراك العمال في تحقيق مثل هذه المهمة، في الظروف الموضوعية الراهنة، امرا غير بسيط بل معقد احتاج الكثير من التفكير والمجهود لانجاحه.

ان التراجع الذي طرأ في العقد الاخير على اهتمام العمال العرب بالسياسة، والذي جاء مرافقا وناجما عن ارتفاع نسبة البطالة والفقر وخيبة الامل من الاحزاب الموجودة على الساحة، كان بلا شك عدونا الاول. الانجازات الاخيرة التي حققناها من خلال بناء الاطار النقابي وادخال مئات العمال الى شركات البناء الكبرى، هي التي منحتنا الفرصة للتوجه للعمال وطرح موقفنا حول ضرورة انشاء الحزب العمالي.

ان روح التطوع التي سادت صفوف العمال كانت امرا استثنائيا. فدعم لا يملك المال ليبدده على شباب يوظفهم لتعليق الملصقات وتوزيع المناشير الانتخابية وشراء الاصوات. ولم يتوجه دعم لجهات اخرى سوى العمال للتبرع من اجل تمويل الحملة الانتخابية لحزبهم الملتزم بمصالحهم. في هذه الانتخابات احدثنا ثقافة سياسية جديدة نظيفة وملتزمة، عندما اقنعنا العمال بان الحزب الذي يشتري الاصوات يعفي نفسه من المسؤولية ازاء المصوّت بعد الانتخابات، لانه اعطى المقابل. اما اذا التزم العمال بتمويل الحزب، فانهم يضمنون بذلك التزام الحزب بهم وبمصالحهم.

وما يشجع اكثر من أي شيء آخر هو رد فعل العمال النشيطين لنتائج الانتخابات. فقد كان هناك اجماع على ان هذه النتائج هي فقط البداية، وعلينا ان نشمر السواعد استعدادا للانتخابات القادمة. ان اليوم التالي للانتخابات كان مثابة يوم الانطلاقة لحزب دعم، فقد كانت الحملة رافعة فعلا لتكاتف العمال والتفافهم حول الحزب، بعد ان اقتنعوا انه حان الوقت ان يكون لهم حزبهم الخاص ليعبروا من خلاله عن مواقفهم ويحموا مصالحهم كعمال. ان المكسب النقابي وحده لا يكفي، ولن يكون مضمونا اذا لم يرافقه مكسب سياسي ايضا، فكل نقابة عمالية لها حزب عمالي يسندها ويدافع عن حقوق اعضائها.

من هذه الحملة الانتخابية تعلمنا دروسا كثيرة، ولكن الدرس الاهم هو ان المفتاح لنجاح دعم وبناء حضوره في صفوف الجماهير العربية والعمالية، مرهون بفتح الابواب واسعة امام تجنيد العمال كرفاق في الحزب. فالحزب الذي يعتمد على الاقناع وليس على الصفقات العائلية، عليه ان يربي كوادر عمالية اساسية، نشيطة واعية وقادرة على قيادة الجماهير. هذه ستكون مهمتنا القادمة. ان استجابة العمال لهذا الطرح، يزيدنا ثقة بطريقنا وببرنامجنا النضالي.

لقد دخلنا حملة الانتخابات في وقت كانت فيه فكرة الحزب العمالي جديدة على القاعدة العمالية التي بدأنا ببلورتها، واليوم خرجنا من الانتخابات في حالة مختلفة نوعيا. فقد استوعبت طلائع العمال فكرة الحزب العمالي، واكثر من ذلك ادركت دورها الحيوي في بنائه. فحزب دعم لا يريد تمثيل العمال فحسب، بل يريد منهم ان يمثلوا انفسهم بانفسهم من خلاله، فهو منهم ولاجلهم اقيم، ونجاحه يتعلق بانخراط العمال في صفوفه. الاستجابة والحماس التي لاقيناه للآن من العمال تشير الى ان انشاء الحزب العمالي ليس امرا ضروريا فحسب، بل امكانية ملموسة بدأت في هذه الايام بالذات تخرج الى حيز التنفيذ.

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام