الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان ومسألة دمج العلمانيّة بالدين

صلاح الدين مسلم

2017 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أردوغان ومسألة دمج العلمانيّة بالدين
يبدو أنّ أردوغان من خلال نظريته (الإسلام والعلمانيّة) أو (العلمانية الإسلاميّة) أو أسلمة العلمانيّة... يريد أن يدمج الدين بالعلمانيّة وليست الغاية هي البحث عن الحقيقة الكامنة في العلم والدين والميثولوجيا والفلسفة، وإنّما يريد أن يكسب أصوات الإسلاميين والعالمانيين معاً بعد أن فشل فشل ذريعاً بعد أن هبط عدد الراضين عنه مقارنة مع الذين أدلوا بأصواتهم له عندما رشّح نفسه لمنصب رئيس الجمهوريّة، والغاية الثانيّة تكمن في البحث الدؤوب عن آلية يخرج فيها صاحب أطروحة عظيمة عن تضاهي أطروحة كمال أتاتورك، وكي يخرج بطلاً فذّاً ينافس فيه التغلغل الروحيّ لشخصيّة فتح الله غولان التي أوصلته إلى ما هو عليه.
نعم إنّ مسألة دمج العلمانيّة بالدين، هو مشروع للخلاص من عقدة الفشل التي لازمته طيلة مراحل الثورة السوريّة منذ عام 2011 حتّى الآن، صحيح أنّه انتصر في البداية عندما رفعت صوره في سوريا ومصر، وصار السلطان عبد الحميد الثالث، في مشروعه (الإسلام السياسيّ) حيث اعتبر ضمن حواره المطوّل على قناة (العربية) من خلال برنامج (مع تركي الدخيل)، أنّ العلمانية لا تتعارض مع الإسلام، بل هي تسمح فقط بالحقوق الديمقراطية والحريات لجميع أفراد الشعب.
انظروا إلى هذا اللف والدوران فهو يقول: "طبعا هناك مفاهيم خاطئة للعلمانية، مثلاً في أوروبا أو في الأوروبية الأنغلوسكسونية، صحيح ربما هناك تأويلات وتفسيرات مختلفة، لكن أنا في تركيا خاصة داخل الحزب الذي أسسته نعرف العلمانية بهذا الشكل...". فهو وحزبه اللذان اندمجا وأصبحا واحداً وصار هو الحزب وهو الذي يغيّر في النظريات المعروفة، فحتّى أوروبا التي أنتجت هذه النظريّة يعتبرها خارج إطار الفهم، فهو الوحيد الذي يفهم معنى الكلمات وما تعني؟!
ومن جهة أخرى أعلنت تركيا، الثلاثاء عن منهج مدرسي جديد يستبعد نظرية داروين للتطور، في خطوة للابتعاد عن النظريات العلمانيّة وذلك بحذر، ومن جهة أخرة يغلق المدارس الدينيّة التابعة لفتح الله غولان، وقد أثار إسماعيل كهرمان، رئيس البرلمان التركي بدعوته إلى أن يكون الدستور المقبل للبلاد "دينيّاً" جدلاً كبيراً داخل تركيا وخارجها، بعد مطالبته بألا تكون العلمانية جزءاً منه، فما معنى أن يقول أردوغان: إنّنا نريد أن نطرح نظريّة جديدة في العلمانيّة، فمرّة يرفضون العلمانيّة ومرّة يعتنقونها بنظرتهم الخاصّة البعيدة عن المصطلح الرئيس.
إنّها البلبلة السياسيّة التي يخوضها، وحرب الخداع والمناورة، مرّة صفر مشاكل ومرّة لا مكان للحل، مرّة يعو إلى السلام ومرّة يدعو إلى الحرب الضروس، ومسألة الليبراليّة هي المسألة التي أنهكته، فلا يعرف إلى أين يتّجه؟ يحارب الإرهاب ويدعمه.
قد يشكّل أردوغان مرحلة الفوضى العارمة التي تعيشها المنطقة، وهي نتاج مثل هذه العقليّة الفوضويّة، وربّما يرتضي الغرب من هذا النموذج الذي يستطيع أن تجعل الغرب يتغلغل بسهولة عبر نقاط ضعف هذا النظام الهلاميّ، وقد أثبتت الأيّام أنّ هذا الأنموذج هو أفضل أنموذج للتسلّل إلى الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ