الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لا لا...ما هكذا تورد الإبل يا عباس!!

محمود سعيد كعوش

2017 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا لا لا...ما هكذا تورد الإبل يا عباس!!
"انبسطووووووا"...نكتة سمجة في غير مكانها وزمانها!!
ممثل الجبهة الشعبية يتعرض لاعتداء مزدوج من قبل عباس وحارسه في اجتماع القيادة "الطارئ"!!
سبق لعباس أن اعتدى لفظياً على المناضلة خالدة جرار قبل اعتقالها من قبل سلطة الاحتلال!!

محمود كعوش
ما من خلاف حول حقيقة أن البوابات الإلكترونية التي نصبها الصهاينة في باحات المسجد الأقصى المبارك بعد العملية البطولية التي نفذها الشبان الثلاثة "محمد ومحمد ومحمد جبارين" من بلدة "أم الفحم" داخل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 وأسفرت عن مقتل شرطيين صهيونيين وإصابة آخرين، كانت المسبب لتفجير الوضع في مدينة القدس، الأمر الذي أخرج سلطة الاحتلال المجرمة من عقالها وجعلها تستنفر قواتها في المدينة المقدسة بما في ذلك المسجد الأقصى بالطبع، وتضاعف من إجراءاتها الأمنية بشكل غير مسبوق، كإغلاق المسجد وممارسة أقصى درجات القمع لمنع المصلين المسلمين من أداء فروضهم بداخله منذ يوم الجمعة الموافق 14 تموز/يوليو الجاري. ولم تفتح أبواب المسجد إلا بضغوط هائلة مارستها عدة دول على حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو، إلا أن إبقاء البوابات الإلكترونية في باحات الأقصى أبقى التوتر حاضراً، بل زاد من رقعة اتساعه مع الموقف الموحد الذي أظهره المقدسيون، ودعمه إخوانهم داخل الوطن من البحر إلى النهر وفي عالم الشتات العربي والعالمي.
جرى كل ذلك بينما كان رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته وصلاحيته محمود عباس في زيارة للصين كان مقرراً لها أن تتواصل لعدة أيام، لكن أثناء غيابه تحركت شهوة الحكم عند بعض قادة السلطة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وسادت أوساط هؤلاء حالة من التململ أخذت طريقها إلى الشارع الفلسطيني ولقيت تجاوباً ملحوظاً عند الكثيرين. وحسبما تناهى لبعض وسائل الإعلام الفلسطينية فإن هؤلاء القادة قد وضعوا خطة قضت بالتصعيد والتحشيد ومواجهة الاعتداءات الصهيونية في القدس وفي كل الضفة الغربية.
وحسبما أورد موقع "أمد للإعلام"، الذي يملكه ويرأس تحريره الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور والمعروف بمصداقيته، فإن عيون عباس الاستخباراتية والمخابراتية لم تغفل أحداً في قيادتي السلطة وحركة "فتح"، بما في ذلك نائب رئيس الحركة، فطارت التقارير من مقار الأمن الى مكان إقامة عباس في بكين، لتحذره من مغبة تطور الأحداث وانفلات الأوضاع، وحدوث متغير يقوده أقرب الناس إليه في القيادة، ونصحته بقطع زيارته والعودة قبل "جمعة الغضب" التي توافقت مع 21 الجاري، وهذا ما فعله بالفعل وكان قدومه الى رام الله فجراً.
ورغم طول رحلة العودة من العاصمة الصينية إلى رام الله و"العذاب الشاق" الذي تكبده، لم ينم عباس ليلته إلا بعد أن انصت جيداً الى رئيس مخابراته "اللواء ماجد فرج"، الذي قدم له تقريراً مفصلاً حول كل ما حدث وحول الخطط والبرامج التي اعدت لمواجهة الممارسات الصهيونية الرعناء، وأفضى له بأن هناك من يسعون لشحذ وتجديد هممهم عن طريق شحن جيل الشباب داخل حركة "فتح" ودفعه لخوض مواجهة "تاريخية" يكون عنوانها المباشر نصرة "الأقصى"، وعناوينها غير المباشرة كثيرة ومتعددة، ولا يعرفها إلا الله وأصحابها!!
عباس وبتوصيات أمنية من الموثوقين لديه في السلطة الفلسطينية دعا إلى عقد اجتماعٍ "طارئ" وشاملٍ لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومركزية حركة "فتح" وأمناء سر التنظيمات وبعض الشخصيات القيادية المؤثرة، سعياً لتفويت الفرصة على واضعي الخطط والبرامج بمعزل عنه، ثم أعد بياناً من عدة بنود تصدرها قرار وقف الاتصالات مع كيان العدو الى حين نزع البوابات الالكترونية من باحات المسجد الأقصى. وبذلك نجح عباس في سحب البساط من تحت أرجل مناوئيه في السلطة الفلسطينية.
فعباس كان يدرك أن انفجار الأوضاع في الضفة الغربية وخاصة في المدينة المقدسة سيكون لغير صالحه وصالح نهجه السياسي الذي أثبت فشله و"أكل الدهر عليه وشرب"، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يعيش هذه الأيام حالة من الإحباط لم يبلغها من قبل، نتيجة سياساته الرعناء الخاصة بالصراع الفلسطيني – الصهيوني واجراءاته القاسية بحق نسبة كبيرة من الفلسطينيين، من قطع لرواتب الأسرى وموظفي السلطة المناوئين له وتقليص فترات مد قطاع غزة بالكهرباء، وسعيه الوقح لدى كيان العدو لمساعدته في تشديد الحصار على القطاع، وغير هذه من الإجراءات التي أدت إلى تزايد النقمة عليه واتساع الهوة بينه وبين شعبه.
توقع الفلسطينيون أن يقرر عباس في خطاب "غضبة الأقصى" الذي ألقاه إلغاء جميع الإجراءات العقابية التي اتخذها ضد قطاع غزة وأهله، بما في ذلك قانون التقاعد المبكر، ووقف جميع الاتصالات الفلسطينية مع كيان العدو الصهيوني، بما في ذلك التنسيق الأمني معه، إلا أنه خيب ظنهم عندما حصر "غضبه" الباهت بقرار قطع الاتصالات الفلسطينية – الصهيونية وربط استئنافها بتراجع كيان العدو عن إجراءاته الخاصة بالمسجد الأقصى والبوابات الإلكترونية فقط، دونما إشارة للتنسيق الأمني !!
يذكر أن موقع "واللا" قد ذكر صباح يوم السبت الماضي، على لسان اللواء الصهيوني يؤاف مردخاي منسق أعمال حكومة الاحتلال في الصفة الغربية وقطاع غزة، أن الاتصالات بين السلطة وكيان العدو "لن تقطع". وقال مردخاي، "حصلنا علي تطمينات من قبل السلطة الفلسطينية والاتصالات معها مستمرة، وكذلك التنسيق الأمني والمدني".
وتوافق هذا مع تناقل وسائل إعلام فلسطينية متعددة صورة لرسالة بعثها "منسق سلطة الحكم الفلسطيني المحدود" حسين الشيخ إلى مديريات هيئة الشؤون المدنية في السلطة أكد فيها، أن ما ورد على لسان "الرئيس" محمود عباس، لا "يشمل مديرياتكم ولا التنسيق الأمني، ويستمر العمل كالمعتاد"!!
وحتى أن عباس الذي كان يفترض أن يحمل خطابه "العتيد" جميع أشكال الرفض والإدانة والاستنكار والغضب الناري وحث الشعب الفلسطيني على الاستنفار وتصعيد هبته الجماهيرية وتحويلها إلى انتفاضة شعبية عارمة، أشعر من سمعه من معارضيه أنه قدم لهم "جميلاً"ً كبيراً جداً، بل "مكرمة ما بعدها ولا قبلها"، بالإجراء الهزيل الذي اتخذه بحق كيان العدو الذي يستبيح أقدس مقدسات العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء، بدليل خروجه عن النص و"مداعبة" القادة الفلسطينيين الذين كان يجتمع بهم عندما صفقوا لقراره، بنكتة سمجة في غير مكانها وزمانها، حين قال لهم "انبسطوووووا"، كتعبير عن عدم رضاه على ما قرره، وهو القليل القليل الذي ما جاء إلا لذر الرماد في العيون .
وزاد الطين بلة أن عباس، الذي يفترض أن يكون قدوة لشعبه، قام بالاعتداء اللفظي على ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اجتماع القيادة الفلسطينية عمر شحادة، الأمر الذي أكده عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتور رباح مهنا، والذي أضاف أن الحارس الشخصي لعباس حاول الاعتداء جسدياً على شحادة إلا أن الأخير قام بالرد المناسب على الاعتداء اللفظي من قبل عباس ومحاولة الاعتداء الجسدي عليه من قبل حارسه.
يشار في هذا الصدد إلى أن عباس اعتاد على مثل هذه التصرفات النافرة التي لا تليق بمسؤول فلسطيني خلف القائد الفلسطيني الرمز المرحوم ياسر عرفات في رئاسة السلطة الفلسطينية، فوفق ما أكده الدكتور رباح مهنا كان عباس قد اعتدى لفظياً على القيادية في الجبهة الشعبية خالدة جرار قبل أيام من اعتقالها من قبل سلطة الاحتلال الصهيوني، من جملة الاعتداءات على العديد من القيادات الفلسطينية.
لا لا لا...ما هكذا تورد الإبل يا عباس !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق