الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على الذكرى 59 لثورة تموز - 3

ابراهيم الحريري

2017 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اسرَّ لي صالح دكله (مع حفظ الألقاب بالنسبة له ولمن سيرد ذكره) خلال عملنا المشترك، في مجالات مختلفة، حزبية ديمقراطية، بعد اوائل السبعينات، انه قبل مرور عام على ثورة تموز وبالضبط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل الذكرى الأولى لثورة تموزتكونت قناعة لدى بعض الرفاق في قيادة الحزب، والرفيق سلام عادل، سكرتير اللجنة المركزية خصوصا، ان عبد الكريم قاسم سائر في طريق تحجيم الحزب و" قص" اجنحته (اشرت الى وقائع ذلك في الحلقة السابقة) وبضرورة التصدي لذلك.
عشية الذكرى الأولى لثورة تموزجرت تعبئة وتحشيد المنظمات الحزبية والجماهير المحيطة بها، لمواجهة اخطارمحتملة.
ثمة هنا روايتان: ما رواه صالح دكله (كان مسؤولا لمنظمة بغداد) وما كتبه ثابت حبيب العاني في مذكراته. لكن بغض النظر عن بعض الأختلافات غير الجوهرية، فان الروايتان تتفقان انه جرى لقاء ضم سلام عادل، جمال الحيدري، عامر عبد الله، عطشان الأزيرجاوي، عضو اللجنة العسكرية للحزب وثابت حبيب العاني مسؤول اللجنة العسكرية، وطرح سلام عادل مسالة اسقاط او (تنحية) عبد الكريم قاسم، لكن بعد النقاش تم الأتفاق ان الوقت الراهن غير مناسب لذلك، وان يذهب عامر للقاء بقاسم االذي كان ارسل في طلبه.
في رواية صالح دكله انه جرى، قبل ذلك، اجتماع، في احد البيوت الحزبية في عكَد الكرد، ضم سلام عادل وصالح دكله وعطشان الأزيرجاوي وانه كان يجري فعلا التهيئة لتحرك عسكري وان التحرك المدني كان جزءاً من هذا التحرك، وان قاسم الذي لفتته التحشيدات، وربما تسربت اليه، من مصادره، انباء عن تحرك عسكري وراءه الشيوعيون، ارسل في طلب عامر. وإذ ذكرت رواية ثابت ان عامر ذهب للقاء قاسم، فانها لم تتطرق الى ما دار في اللقاء. لا يعقل ان لقاءً بهذه الأهمية وفي وضع متوتر كان مجرد لقاًء اجتماعي جرى خلاله تبادل المجاملات. ولا يعقل ان عامر لم يعد ليطلع رفاقه في قيادة الحزب بحصيلة اللقاء. لكن صالح اورد، بقدر ما اتذكر، ولعل ذاكرتي اصابها التشوش والعطب بسبب التقدم في العمر، وهذا وارد في كل حال! ان اللقاء بقاسم تم قبل حضور عامر الأجتماع الذي اشار له ثابت، وان قاسم كان متوترا مستفزا، واستفسر عما يجري وقال بالحرف: "شتردون؟ تسووني مثل كيرنسكي؟*" و ان عامر طلب عقد اجتماع عاجل لمناقشة ما يدور.
• كيرنسكي، رئيس وزراء روسيا بعد ان اطاحت ثورة شباط 1917 بالنظام القيصري، ثم اطاحت به ثورة اوكتوبر بقيادة البلاشفة.
هاملتون كندا
24 7 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو