الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الجوع
المصطفى العربي
2017 / 7 / 25الادب والفن
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/5.jpg)
هذا اليوم كله يشبه أيام عمري كلها منذ أن قذف بيا القدر في هذا العالم المرعب ، كدت أموت اليوم بالجوع ، لم يكن عندي و لو قطعة نقدية من أصغر القطع الصفراء ، لم أجد ما آكله و لم أستطع حتى السير لأستجدي بعض الناس الطعام أو قليل من النقود كي آكل . عدت إلى الماضي و تأملت سيناريو عمري كله فعرفت أنني لم أذق طول حياتي يوما الشبع الكامل . اليوم أشرفت على الفناء و خرج كل ما يبعث على الحياة مني في هذا البلد ولدت في الجوع و سأذهب في نعش الجوع و هذا أذمى قلبي علما بأنني وسط الجراد و القطيع البشري لكن لا أنتظر أبدا منهم الإنقاذ أو حتى معرفة أنني جائع . كل هذه الإحسسات عرفت منهم أنهم يفتقدونها . منذ أن ولدت و أنا أقتل جوعا و تشردا و طرقت كل الأبواب كي أحصل من الحكومة على ما يحول بيني و بين الموت جوعا فلا جدوى و لا أمل قضيت سنيين أمام مكاتبهم البيروقراطية منتظرا وعودهم لكن دائما يقولون لي : عد غدا ، الغالب هو الله ليس لنا ما نساعدك به أو يأمرون حراسهم بالتخلص مني . سينون مرت و أنا أنتظر في أبواب الإدارات و ماورثه العصب و فقدان الدم و الإرهاق المزمن .
اليوم ، أجل اليوم كدت أموت بالجوع ، كان بعض الأصدقاء و المعارف يساعدونني و لو بتأدية ثمن وجبة طعام و عندما أبدأ في أكلها يقف الطعام في حلقي حيث أقول لنفسي كيف آكل و غدا ليس الأكل مضمونا فأتعذب . كثرت القساوة و جفت القلوب من الرحمة و عوض القلوب في الأجواف نبت مكانها الفولاذ . اليوم كاد الفناء أن يقضي و سيقضي علي و وسط النمل البشري الذي لا يحس و لاينفع و أنا الذي عرفته . أمر جميل أن يأتي الموت عندما أكون نائما و يخلصني من العذاب و من شرور هذا القطيع القاسي الفظ الغليض القلوب ، شيء رائع أن يأتي الموت فيخلصني قبل العجز المطلق و العمى أما المستشفيات و دور العجزة فقد لفظتني بدون رحمة و لا شفقة . أملي كبير إن كنت تعرف خيرية هنا أو في أي كوكب أو كنت تعرف من هو شجاع يتكفل بي فلا تبخل علي .
الجوع اليوم دمرني و لم تخرج الدموع من عيني لأنها جفت منذ أعوام ، الجوع ولدت فيه و عذبني طول السنين و الأن يريد أن يكون لي القاتل و الكفن في وقت ذاته . خطر ببالي الأطعمة التي ترمى في سلات المهملات بفيلات الأغنياء و المطاعم الفاخرة و غيرها ، لماذا أموت جوعا هنا و الأطعمة الغنية التي لم أذقها في عمري ترمى هنالك في النفابيات ؟ لم أجد اليوم ثمن خبزة أما اللحم فقط أصبح في السماء العاشرة بعدا عني ، جف لحم أسناني إلتصق بطني بعضه ببعض دخت و سقطت ، إنه الجوع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ
![](https://i4.ytimg.com/vi/Xccu7QCC1lQ/default.jpg)
.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح
![](https://i4.ytimg.com/vi/cKPY8EoEUmo/default.jpg)
.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |
![](https://i4.ytimg.com/vi/7kwQqKYsSfU/default.jpg)
.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح
![](https://i4.ytimg.com/vi/VkKhagpNvi0/default.jpg)
.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟
![](https://i4.ytimg.com/vi/qFugpvtgFqc/default.jpg)