الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخلة الوطن لدى درويش

يوسف مرزوك

2017 / 7 / 26
الادب والفن


علقوني على جدائل نخلة
واشنقوني ..فلن أخون نخلة
هذي هي الأرض
درويش يبحث عن هويته بعد ان احرقوا وطنه, يبحث عن الأرض التي ستنشقها عطرا و غذاء لروحة, يقول عنها ( ارض بلادة) أنها نخلة لا تخان و لن يخونها ولو شنقوه. هي اغلى من أنفاسه, من دمه, من روحه, هي اغلى من الحياة. يقول درويش عن نخلته الوطن في قصيدة أخرى
( تعلمت كل الكلام, وفككته كي اركب مفردة واحدة
هي: الوطن).
أذن كل شيء لدى درويش عن هذه النخلة المحروقة_ بسبب الخرافة كما وردة في مقال بعنوان( شعر درويش و الخرافة)_, لم يذكر درويش كلمة ألا وظهر تأثير النخلة فيه. لكن هل هي امه التي تحدث عنها حين قال
(احن إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي)؟
هل حقا هو يحن إلى خبز, و قهوة, ولمسة تراب الوطن؟ كيف نقرأ درويش؟ هل هو صورة لوطن؟ هل هو نخلة تثمر شعرا؟ هل شعر درويش تمرا؟ و كيف نقرأ الوطن ؟ هل هو تمرا نأكله؟ أم هو تلك النخلة التي تفئ علينا بظلالها؟ لكن درويش يرفض قطعا ان يكون الوطن ذكرى فيقول
( وطني ليس حزمه من حكايا
ليس ذكرى,)
درويش لم يترك الإجابة مفتوحة على مصراعيها بل أجاب عن سؤال. ما هو الوطن؟
(وطني غضبة الغريب على الحزن
و طفل يريد عيد وقبلة ....
هذه الأرض جلد عظمي
وقلبي)
وطن درويش يتكون من نخيل ليفه جلد درويش, وقمته النامية قلب درويش النابض, وفسائله هم الأطفال يبحثون عن قبل في الأعياد. هكذا يرى درويش الوطن, لكن السؤال لمَ النخيل من دون كل الأشياء ترمز للوطن؟ ما لتشابه بين النخل و الوطن؟ يأتي الجواب على هذا السؤال من روائي عراقي حائز على جائزة البوكر للقائمة القصيرة ( سنان أنطون) حين يصف النخل
(كنت أؤمن بأن من لا يحب النخيل لا يحب الحياة أو الإنسان. كم يشبه الإنسان النخلة, ففيها الذكر وفيها الأنثى, يلقح الثانية طلع الأول و يخصبها فتحمل كامرأة و تتدلى أعذاقها, الفسيلة هي الأخرى كالطفل الصغير لا بد ان تحمى من البرد والمطر كي تشب قوية............. ليست النخلة محض نخلة بل الحياة بأكملها, متشابكة مع الرض التي تحتها و كل ما فيها, و مع السماء التي حولها والهواء الذي تتنفسه بكل ما فيه)
كل له نخلته, كل له وطنه, بعضها يثمر وبعضها عقيم, بعضها يشذب و يكرب و بعضها لا, بعضها يصبح مأوى للأفاعي و بعضها للحمام, بعضها زاهدي و بعضها برحي. وهكذا هي الأوطان كما النخيل تحمل من الثمر الوان منها الحمروي, والخضراوي, والرمادي. النخيل يحرق و تحرقه الخرافة و الأوطان كذلك تحرق و تحرقها الأديان. فحافظوا على نخيلكم وأوطانكم من خرافاتكم لكي تكون مأوى للحمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال