الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدقامسه صياد البيكمون
عيسى محارب العجارمة
2017 / 7 / 28الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الدقامسه صياد البكيمون
خاص – عيسى محارب العجارمة – بهذا الصيف القائظ أهرب بعطلة نهاية الاسبوع لمشاهدة فلم كلاسيكي أسبوعي من روائع السينما العالمية تبثه بالعادة قناة دبي الأجنبية لربط ثقافتي الاسلامية المتشددة نوعا ما بثقافة مغايرة جادة تضيف لي تناغما حضاريا وقبولا بالآخر الذي يبدو أنه لا يريد قبولي قطعيا ، وتقطع على لذة المشاهدة مادة دعائية لطفل يلعب بلعبة صيد البكيمون اليابانية الشهيرة التي غزت العالم من أقصاه لأقصاه بفترة قياسية منذ سنوات قليلة .
ويرفض كل المغريات لتناول وجبته لتقوم والدته حسب الدعاية القصيرة والتي تلفت الانتباه بإضافة طبق من الكاتشب اب فيترك الطفل لعبته لتناول طعامه على وقعه الشهي المثير ، فينطلق البكيمون المسكين ينط من اللعبة الى الارض ويبكي ويشكي هجر صديقه ومالكه الذي لا يعيره انتباها البتة حتى وان كان بكيمون المدلل ، فالطعام صار ألز وازكى يا لزيز يا زاكي يا احمد الدقامسة ، ياللي قمت بصيد البكيمون الصهيوني ، ذات كرامة مضت ولن تعود ، حتى أحتضن الخنزير نتنياهو قاتل الاردنيين ، مقبلا مكرما له غاية الاكرام ، بحثا عن شعبية رخيصة بين جمهور الناخبين الصهاينة المتعصبين .
وصبيحة يوم الخميس توجهت وأخي ابن العم الغالي العميد الطبيب المتقاعد هايل المحارب – طال عمره - الى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى لغاية في نفس يعقوب ، وكم كان سروري عظيما ان أعود بزيارة متأخرة لهذا الصرح العسكري المهيب الذي تشرفت بالخدمة الفعلية به منذ عام 1986 ولغاية عام 1998 حيث كان آخر العهد بهذه الربوة المطلة على جبال القدس العذية .
كانت الزيارة مناسبة رائعة لتفتيت حصى الذاكرة على مشارف الخماسين من العمر – بدلا من الخمسون – لأن عواصف الخماسين العتية تهب على الروح والجسد من كل حدب وصوب ، حالي حال وطني الاردن الهاشمي الغالي .
قلت تفتيت حصى الذاكرة وخصوصا أني كنت برفقة طبيب حاذق ، تبوأ العديد من المناصب القيادية الحساسة بالخدمات الطبية الملكية ، ومن عديدها قائدا للمستشفيات الميدانية بأكثر من نقطة ساخنة من بؤر التوتر على سطح هذا الكوكب كليبيريا وغيرها ، وقائدا لكتيبة طبية مساندة لتشكيل مدرع كبير بالجيش العربي ، ومندوبا لسلكه بمكتب المفتش العام ، ويمتلك سيرة ذاتية غنية تؤهله لوزارة الصحة بالعراق المفتتة أحشائه ، وليبيا وسوريا ، ولربما الاردن الغالي ذات يوم تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والوظيفية لنا أبناء قبيلة العجارمة أسوة بغيرنا .
ما علينا فقد أثلج سري وصدري ، أسلوب التعامل الطيب ، من قبل أفراد مفرزة الشرطة العسكرية والأمن العسكري ، بالباب الرئيس للتشكيلة الكبيرة تاريخا ونوعا وكما وكيفا ، بعلو همة رجالها قائدا وضباطا وأفرادا ، لمن هم بمثل رتبته ، وتم توصيلنا برفقة خفير مسلح ، بسيارتنا للساحة المخصصة لعطوفة قائد المنطقة ، وكان في استقبالنا وكيل قوة المنطقة النشمي ، ليرشدنا بدورة لمكتب رئيس شعبة القوى البشرية ، وبمعيته مجموعة من أركانية الدرجة الأولى ، حيث الترحيب الحار والضيافة الطيبة .
ومن ثم تم تداول أطراف الحديث عن خدمتي السابقة ، وحاجتي لشهادة خبرة تثبت عملي رئيسا لفرع الاستطلاع والاستخبارات بالفرقة 4، لمدة تزيد عن عشرة سنوات ، لغاية ارسالها لمكتب الملحق الثقافي العسكري بدولة الأمارات العربية المتحدة للعمل بالجيش الشقيق هناك ، ولكني شعرت بالمسرة للحفاوة والترحيب الرائع ، رغم عدم الحصول عليها لأن الأضابير تم أتلافها منذ ردح طويل من الزمن، وتوجيهنا لمراجعة مديرية شؤون الافراد بالقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الباسلة لهذه الغاية .
كانت عيناي تدوران كالساعة برأسي كجاسوس سوفياتي قديم داخل أروقة البنتاغون ، يتحفز الفرصة لتصوير كل ما تطاله كاميرته التجسسية بأفلام جيمس بوند وغيرها ، غالبت دموع فراق الرفاق القدامى التي تحلق أرواحهم بمسرح المكان قادة وأفرادا ، كالفريق الركن محمد سلامة الحويان ، والفريق أول الركن تحسين شردم ، والعقيد الحاج فهد فلاح العجارمة ، قايد سرية دفاع ومعسكر قيادة الفرقة الالية 4 الملكية ، والذي كنت أستشعر روحة الحبيبة الغالية تتلألأ بفضاء المكان من حولي ، رحمهم الله جميعا قادتنا الأبطال ، التي اختلطت بمشاعر الفخر بالنشامى ، من ضباط وجنود سيدنا أبي الحسين بالمنطقة الوسطى حاليا ، والفرقة الالية الرابعة الملكية سابقا .
ها هي عقارب الساعة تشير الى الساعة السابعة بفترة غروب الخميس ، ويبدو ان ليلتي هذه ستطول للفجر على ما يبدو بتفتيت حصى الذاكرة ، للزيارة التي انتهت قبل العاشرة من صباح هذا اليوم ولم تزد عن نصف ساعه ، فجرت دمامل القلب والذكريات الجميلة والحزينة بآن معا ، على رحلة العمر الهارب كقمر الحصادين ، فقيادة الفرقة كانت مسرحا لمحاكمة الجندي المسرح احمد الدقامسه ، التي كانت شاهد عيان على حيثياتها ، والتي سأقوم بسردها تفصيليا ، حينما تسنح الفرصة المواتية لذاك الأمر، ويسمح الظرف الوطني بالدرجة الأولى .
فمن هو أحمد الدقامسة؟ ( حسب الجزيرة نت )
تاريخ ومكان الميلاد: 7 مارس 1972 - قرية إبدر الدقامسة
المهنة: جندي سابق بالجيش الأردني
بعد عشرين عاما -مدة محكومية السجن المؤبد- أطلقت السلطات الأردنية سراح الجندي السابق أحمد الدقامسة الذي عرفه العالم بتنفيذه عملية الباقورة التي شكلت أهم منعطف في حياته.
فقد تحول بموجبها من جندي "مجهول" إلى "قاتل" و"إرهابي" لدى البعض، ورمز وطني وبطل قومي لدى غالبية الأردنيين والعرب.
ففي 13 مارس/آذار 1997 أطلق الدقامسة النار على طالبات إسرائيليات كن يزرن منطقة الباقورة، فقتل سبعا منهن وجرح أخريات.
وقال الدقامسة خلال محاكمته إن هؤلاء الإسرائيليات استهزأن به، وكن يضحكن ويطلق بعض النكات تجاهه أثناء صلاته.
وبعد عشر سنوات من الخدمة العسكرية اعتقل الدقامسة وسرّح من عمله وحكم عليه بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة بعد إدانته بإطلاق الرصاص من سلاحه في مارس/آذار 1997 -أثناء تأديته الخدمة العسكرية بمنطقة الباقورة- على طالبات مدرسة إسرائيلية كن يتنزهن في المنطقة، فقتل سبعا منهن.
عملية الباقورة
مثلت عملية الباقورة أهم منعطف في حياة الجندي الأردني، وعلى الفور تم اعتقال الدقامسة ومحاكمته عسكريا، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
ودفعت العملية الملك حسين حينها إلى السفر لإسرائيل وتقديم اعتذار رسمي إلى حكومتها، وتقديم التعازي لأهالي وذوي الفتيات. وجاءت أيضا بعد ثلاث سنوات من توقيع معاهدة وادي عربة.
ورفضت الحكومات الأردنية المتعاقبة الاستجابة للمطالبات بالإفراج عن الدقامسة، وفي معظم الأحيان لم ترد على هذه المطالبات التي تحولت مع الوقت إلى قضية رأي عام بالأردن، وحتى على مستوى الشارع العربي في أحيان عديدة.
ويبدو أن الحكومة الأردنية لم تنظر فقط إلى الجانب "الجنائي" المتعلق بكونها عملية "قتل" -وفق توصيفها وتصنيفها- بل نظرت إليها في إطار أوسع يتعلق برمزية المكان والزمان وتداعيات ونتائج العملية، وهي الأبعاد ذاتها التي حوّلت العملية وصانعها الدقامسة إلى "بطل" "وشجاع" بنظر الكثيرين.
فقد جاءت العملية ولم يجف بعد حبر معاهدة وادي عربة التي تم توقيعها قبل ذلك بسنوات ثلاث فقط، ونفذت في مكان حساس أريد له وفقا لتلك الاتفاقية ولروح وأجواء "السلام" الجديد مع الاحتلال الإسرائيلي أن يكون ملتقى سياحيا يفد إليه سكان "الضفتين" ويمثل متنفسا آمنا للسياح الإسرائيليين. ولذلك مثّل الزمان والمكان برمزيتيهما الدالتين عنوانين بارزين للقضية.
صحة الدقامسة
يعاني الدقامسة ظروفا صحية صعبة -وفق محاميه وذويه- وأصيب خلال فترة اعتقاله بعدد من الأمراض المزمنة منها السكري والضغط وتصلب الشرايين، وقد دخل في إضراب مفتوح عن الطعام أكثر من مرة.
وعام 2010 أصيب ببداية جلطة قلبية بعد دخوله في إضراب عن الطعام، ثم خضع لاحقا (عام 2014) لعملية قسطرة في القلب، وبالإضافة إلى وضعه الصحي شكا الدقامسة أكثر من مرة من سوء الظروف في معتقله.
قضية رأي عام
وظلت قضية الدقامسة حاضرة بقوة في الساحة الأردنية عبر المطالبات النقابية والسياسية والشعبية بالإفراج عنه، وتكريمه باعتباره بطلا قوميا لا مجرما إرهابيا.
وفضلا عن المطالب الشعبية والسياسية والنقابية، كان لافتا عام 2011 قول وزير العدل حسين مجلي إنه لا يعرف ما هي السيادة بالنسبة للأردن إذا لم يتمكن من الإفراج عن سجين، في إشارة للمطالبات الشعبية بالإفراج عن الدقامسة.
وشارك مجلي -وهو نقيب المحامين الأسبق وترأس هيئة الدفاع عن الدقامسة إبان محاكمته- في اعتصام أقامته اللجنة الشعبية للإفراج عنه، وقال إنه راجع كافة رؤساء الحكومات السابقين مطالبا بالإفراج عن الجندي السابق.
وقد احتجت الخارجية الإسرائيلية لدى القائم بالأعمال الأردني في تل أبيب على تصريحات مجلي التي أيد فيها إطلاق الدقامسة، ولكن الحكومة الأردنية تنصلت من تصريحات وزيرها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) حينها عن المتحدث باسم الخارجية محمد الكايد أن "التصريحات التي أدلى بها وزير العدل المحامي حسين مجلي حول قضية أحمد الدقامسة لا تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الأردنية على الإطلاق".
كما طالب مجلس النواب يوم 12 مارس/آذار 2014 بالإفراج عن الدقامسة، ردا على اغتيال تل أبيب القاضي رائد زعيتر يوم 10 مارس/آذار 2014 عند جسر الملك حسين الحدودي، وهي العملية التي كثفت الضغوط الشعبية الأردنية المطالبة بمعاملة إسرائيل بالمثل والإفراج عن الدقامسة.
وازداد غضب الشارع الأردني بعد تكرار جرائم القتل التي يرتكبها الاحتلال بحق مواطنين ثم تمر دون عقاب، خاصة ما تعلق منها بقتل زعيتر، والشاب سعيد العمرو يوم 16 سبتمبر/أيلول 2016 برصاص مجندة إسرائيلية عند باب العمود بـ القدس المحتلة.
وقد أطلقت السلطات الأردنية سراح الدقامسة يوم 12 مارس/آذار 2017 بعد أن أنهى محكومية السجن المؤبد، وتوجه إلى قريته إبدر التابعة لمحافظة إربد.
وبذلك يكون قد أمضى عشرين عاما بالسجن (المؤبد= عشرين سنة بالأردن). حسب الجزيرة نت
وفي الختام لابد لرئيس وزراء الكيان الصهيوني ، الامتثال للضغوط الملكية الاردنية ، بتقديم المجرم قاتل ابنائنا الأردنيين ، قرب السفارة الصهيونية للمحاكم المختصة بإسرائيل ، أسوة بمعاملة الاردن للجندي الدقامسة ، والتي تمت بشفافية ولقي بسببها الاردن الرسمي ، ضغوطات كبيرة من الاردن الشعبي ، وكما حصل بمحاكمة الجندي معارك الحويطات ، فالأردن ليست دولة مارقة على القانون الدولي ، كإسرائيل ورئيس وزرائها الباحث عن شعوبية زائفة ، ولكن الملك سيكنسه - بحول الله - الى مزابل التاريخ وان غدا لناظره قريب .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال