الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تنشأ الحضارات

ناجي عبدالله الهمالي

2017 / 7 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ما هي الحضارة ؟ وكيف تنشأ الحضارات ؟
الحضارة هي المنهج الفكري المتمثل في إنتاج مادي ومعنوي, يساعد في رقي في الأفكار النظرية والعلوم التطبيقية وجعل الحياة اكثر رفاهية .
ان المراقب لحركة التاريخ يعلم جيداً ان للحضارة رافدان وعنصران أساسين هما : الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية التي تكفل الحرية لجميع؛ وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمِنَ الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، فما الحضارة إلا نتيجة سعي الإنسان الدؤوب لفهم الوجود.
لا تنشأ الحضارات في ظروف سهلة, انما تنشأ نتيجة أزمات تواجه الانسان مما يحتم علية تطوير أساليب حياته ليتغلب علي تلك الازمات فقد كانت كوارث الطبيعة هي السبب الاول في خروج الانسان من الغابة و تطوير طرق استفادته من الطبيعه واستغلال كامل مواردها, غير ان الجماعات البشرية الاولى اختلفت طرق استجابتها لتلك الظروف فحدث هذا التباين في مستوي الرقي لدي كل جماعة, وخير مثال علي ذلك الحضارة الفرعونية القديمه وما حولها, فقد كانت المنطقة الشمالية من افريقيا والجزيرة العربية سهول عامرة بالجماعات البشرية يعيشون فيها حياة بدائه جدا حتى حدث الجفاف العظيم وتحولت تلك الاراضي الي صحراء, هنا تفاوتت استجابات السكان من مكان لآخر بحسب الظروف الطبيعة فتعلم سكان مصر الاستفادة من نهر النيل وطوروا طرق الري وأسسوا مجتمعات مستقره ماديا واجتماعيا في حين ان سكان الجزيره العربية لم يكن لهم نهر او مصدر ثابت للماء فتغير نمط حياتهم الي الترحال و صار اسلوبهم في الحياة, واصبح من المشين الاستقرار بمكان واحد وهو السبب الذي منع قيام مجتمع مستقر فلم يتطور هذا الاسلوب منذ تلك الحقبه وحتي عصور البترول, اما المجتمعات المستقرة فقد طورت طرق الري و صخرت جميع العلوم لزيادة انتاجها و رخائها.
ان كل الحضارات القديمة منها والحديثة اسستها جماعات بشرية مستقرة ولكن الاستقرار وحده لا ينشئ حضارات فشعوب المساي مارا وسكان غابات غينيا الجديده تعتبر شعوب مستقره منذ فجر التاريخ غير انها لم تتطور, مما يدل علي ان الاستقرار وحده لا يكفي فلابد من وجود ازمات تفرض علي الانسان المستقر تطوير اساليبة واستخدام كافة الوسائل لقهر كل الصعاب.
ولان الحضارات تمام كالبشر تمر بمراحل نمو من طفوله وشباب وكهولة كان لابد من وجود اسباب وراء اندثار الحضارات, ومثل جميع طفرات البشر دائما ما يكون العقل البشري وراء كل تغير للأحسن او للأسوأ, ولان العقل لا يعرف التوقف ومنذ اول انسان استخدم دماغه بدلا من عضلاته لم يتوقف هذا الدماغ عن التفكير كانت في البداية افكار بسيطة تتمحور حول غذائه وكيف يتغلب علي أعدائه والعديد من المشاكل التي كانت تشغل فكره ولكن بمجرد نشوء الحضارة حتي أشبعت تلك الحاجات وأصبح التفكير في ما هو اكبر من مجرد الأكل والأعداء, أصبح التفكير في جدوى وجودنا ولماذا وجدنا ؟!! وهنا كان هناك مفترق طرق فالحضارات كانت تقوم علي مبدأ من الحرية الفكرية وأتيح لجميع التفكير واستنتاج الأسباب غير ان اغلب البشر ولعجزهم عن تفسير سبب الوجود ادعوا انهم وحدهم من يملكون الحقيقة ومن هنا خرجت افكار جديدة كانت هي المجرفة التي هدمت ما بناة معول العقل والمنطق.
خرجت لاول مرة فكرة الاديان في محاولة للعقل البشري لتفسير سبب الوجود, وقامت علي مفهومين بسيطين هما الطاعة والانقياد، وتغيب العقل وعدم السماح بالنقد و قدسية المعتقدات و القتال دونها, ومن هنا تغير مسار الحضارة واستغلت من اجل دعم ركائز الدين وتحول البشر الحر إلي عبد لقوي خفيه يقوم بعض البشر بالنيابة عليها, و استغل التطور لبناء الأضرحة والمعابد فحصل تباين في مستوي المعيشة للأفراد و كانت الغالبية الساحقة تنتمي للفقراء وتحول الدين إلي أفيون يستخدم لامتصاص غضب الفقراء, وبسبب عجز الفكرة الجيدة علي إشباع حاجات الإفراد وجدت فكرة الجنة والتي دمرت كل سعي يمكن ان يساعد علي تحسين مستوي المعيشة وعاش البشر في انتظار نعيمهم الموعد ان هم أطاعوا وكلاء الله في الارض .
Naji alhamaly.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟