الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة

فؤاده العراقيه

2017 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


زيارة نادية مراد لإسرائيل كانت كقنبلة قامت بنبش وحرث لأفكار الكثيرين وكشفت عن الحصيلة والنتاج لعقود الدمار التي شنّها التحالف الأمريكي الغربي الإسرائيلي حيث كان يهيئ لدمار العراق وكل البلدان العربية على مرّ تلك العقود لغاية ما وصل العرب لحال إنهم يستنكفون من عروبتهم ويدعون البعض للتخلي عن هذه العروبة التي صارت مقيتة لهم وربما أوعزوا سبب دمارهم لها ,بالوقت الذي كان المفروض بهم أن يستنكروا للظلم الواقع عليهم من قبل هذا التحالف للنيل من كرامتهم وإذلالها .
وكان نتاج لتلك العقود من الدمار هو حقد البعض منهم على الثاني وباتت الأحقاد تكشف عن نفسها من خلال الحقد على أهل الموصل والحقد على أهل الجنوب وحقد الأكراد على العرب والعرب على الأكراد ,حقد السُنّة على الشيعة والعكس أيضا , لغاية ما وصل الحال إلى حقد الجار على جاره ليعيش في حالة تأهب وخوف منه , وأخيرا وصل الحال بهم إلى حقدهم على الشعب الفلسطيني المستضعف ليُحمّلوهم ذنب الدمار الحاصل بهم .
سابقاً كان العراقي لا يجرؤ على لفظ مفردة إسرائيل حتى مع نفسه وكانوا يطلقون عليها مسمى الكيان الصهيوني , حيث كانت القضية الفلسطينية بوقتها قضية تجارية أكثر من كونها إنسانية ,واليوم انعكست الأمور وصار الإسرائيليين شعب مظلوم والشعب الفلسطيني إرهابيا ومن يدافع عن إسرائيل يكون وطنيا ومن يلعنها يكون صهيونيا!
حدث كل هذا بعد الفوضى الخلاّقة التي ابتدعها التحالف الأمريكي الغربي الإسرائيلي بمعينة رجال الدين والحكّام المتآمرين بعد أن شنّوا إرهابهم الديني والسياسي ليتغلغلوا بثنايا عقول المثقفين ويعموا عيونهم عن الحقائق وليضربوا بهم كل من يستنكر منهم لجرائم الاستعمار وكان النتاج هو سقوط بعض من مثقفينا المزيفين حباً بهم وتملقاً لهم واهمين بأنهم سيعيشوا الأمان والرفاهية في حال تملقهم وتأييدهم لاحتلال إسرائيل لفلسطين , غافلين حقيقة إسرائيل التي تعمل دوما وأبدا لكسب مصلحتها فقط من خلال كسر وإذلال البلدان العربية التي باتت تخسر نفسها شيئا فشيء مقابل الكسب لأمريكا ولإسرائيل
وصرنا نسمع العراقيين يتلفظون باسم إسرائيل برحابة صدر بل ويتفاخرون بأنهم مدافعين عن حق إسرائيل باستباحة الأراضي الفلسطينية بعد أن حدثت لديهم ردة فعل تجاه هذه القضية التي اعتبروها خاسرة فانعكست الأمور لديهم وباتوا يعادون الفلسطينيين ويدعون الناس إلى التصالح مع إسرائيل وتأييدها وذلك لاقتضاء المصلحة !! ’’والغاية تبرر الوسيلة’’ وصار الاعتراف علني بمصلحتي فوق الجميع بل وتفوق كرامتي وإنسانيتي .

وأيضا على أساس إن العراقي كان مقهورا من قبل النظام السابق وفي نفس الوقت كان نظامه مدافعا عن الفلسطينيين غافلين عن لعبة صدام التي انطلت عليهم ولسان حالهم يقول علينا أن نثأر لأنفسنا من الحيف الذي وقع على رؤوسنا بسبب وقوفنا مع الشعب الفلسطيني دون أن نحصل على شيء منهم ,وكأن المواقف الإنسانية تتطلب المنفعة أو هكذا هم تعلّموا أن يحصلوا على مواقفهم .

لا احد يستطيع أن ينكر بأن إسرائيل دولة احتلال ومُدانة وطنيا وإنسانيا حيث استباحت ارض فلسطين بعد أن طردت أهلها شر طردة وصادرت أملاكهم ورغم انعدام القدرة على نكران هذا وبالرغم من اعتراف هذا النفر المنبطح أمام بطشهم وقوّتهم من إن حكّام العرب هم عملاء لإسرائيل لكنهم باتوا يعترفون بأن لو صحّ بأيديهم ومصلحتهم اقتضت أن يضعوا أياديهم بأيادي الإسرائيليين لما يتوانوا لحظة واحدة !! إذن لِمَ استنكاركم لحكّامنا في وضع أيديهم بأيادي الإسرائيليين ؟؟ فلا استنكار نراه منهم بل يشن البعض العداء للفلسطينيين بحجج واهية بل وينعتهم بالإرهابيين لكونهم سمعوا عن كم نفر فلسطيني وقد نفّذوا عمليات إرهابية في العراق ويستنكر موقف كل من يقف مع هذا الشعب متناسيا طبيعة اختلاف الشعوب ووجود ألإرهابيين في كل شعوب العالم


وكذلك نحن عاجزين عن أن نُدافع عن أنفسنا فكيف ندافع عن الفلسطينيين !! فهل وصل الحال بنا لهذا التردي ونبرر وسيلتنا بالغاية التي نبحث عنها وغايتنا السلام ووسيلتنا الذل والرضوخ للقوي ووضع أيادينا بأيادي المحتلين
الحصار والوضع المأساوي للبلد جعل من العراقيين في أن يتخلوا عن مفردة الكرامة وفقط باتوا يحلمون بالرفاهية والأمان وهذا حق لكل إنسان ولكن ليس على حساب كرامته حيث بسقوط كرامة الوطن والإنسان يكون الموت أرحم .
يقول البعض أي وطن هذا يسلبنا الحياة ,أقول له لا ذنب للوطن بل الذنب وكل الذنب يقع على الدولة التي سرقت واغتصبت الوطن .

الوقوف مع الشعب الفلسطيني هي قضية إنسانية ومبدأ إنسان لا يستطيع أن يتخلى عن إنسانيته وكرامته ويتملق وينبطح أمام للقوي لمجرد إن المصلحة اقتضت له ذلك , هو تعاطف إنساني ووقوف مع المستضعف, ومع هذا لا أقول لنترك بلداننا ومشاكلها ونذهب للدفاع عن الفلسطينيين , وكذلك لا علاقة فيما لو كان وضع العراق مزري وعلينا أن ندوس على الضعيف بل بالعكس ينبغي على الشعوب المُضطَهدة أن تقف وتشعر بالمُضطهدين بأمثالها لا أن تدوس عليهم لتصعد بهم.
فتحية لكل من تشمئز نفسه من الظلم الواقع عليه ولا يكتفي باشمئزازه بل يحاول تصحيح المسار الخاطئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد عاقل متّزن على المقال
معلق قديم ( 2017 / 7 / 29 - 16:07 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=566975

اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف