الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء و الاستقلال في جنوب كوردستان ما بين الموقف الرسمي و الاستخباراتي

هشام عقراوي

2017 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


المواقف الرسمية للدول لا تعبر في الكثير من الاحيان عن حقيقة مواقفها تجاة بعضها البعض أو تجاه القوى في العالم بأسرة و ليس فقط فيما يتعلق بكوردستان أو جنوب كوردستان حيث هو موضوعنا في هذه الاسطر.
لا نجد أبدا في الخطاب الرسمي الدولي العلني أي تصرح بأن الدولة الفلانية تعمل من أجل تقسيم دولة أخرى، كما لانجد دولة تقول بأنها تتدخل في شؤون دولة أخرى الداخلية حيث أن التدخل في تقسيم الدول أو في شؤون الدول الداخلية يعتبر منافيا للقانون الدولي. و لكي تستطيع دولة ما التدخل عسكريا في شأن دولة أخرى فأن عليها الحصول على موافقة المجتمع الدولي أي الأمم المتحدة أو على عمل تحالفات دولية.
و بصدد الاستفتاء المزمع أجراءة في جنوب كوردستان في 25 من شهر أيلول القادم، فأن الموقف الرسمي للدول الفاعلة و دول المنطقة و العراق, رافض للاستفتاء و الاستقلال لجنوب كوردستان و لو "في الوقت الحالي" ومع ذلك فأن القوى الكوردستانية في أقليم كوردستان مؤيدة لهذا الاستفتاء أو غير رافض له على الاقل و الخلاف هو حول التنسيق بين القوى الكوردستانية حول الاستفتاء و رفض أستغلال هذا الاستفتاء حزبيا و شخصيا و ليس هناك خلاف حول الاستفتاء بحد ذاته أو الاستقلال. فالكل يؤيدون الاستفتاء و الاستقلال و لكن هناك بعض الرفض لطريقة أجراء ووقت الاستفتاء و ضرورة تطبيقة و عدم بقاءه حبرا على ورق.
و حسب متابعاتنا الإعلامية و مراقبتنا للوضع في جنوب كوردستان و مواقف الكثير من دول العالم كأمريكا و روسيا و حتى أوربا فأن الموقف الرسمي لهذه الدول هو ليس مطالبقا للموقف الاستخباراتي لهم حول المنطقة بأسرها.
فالموقف الاستخباراتي لهذه الدول في قيام دولة كوردستان هي على مائدتهم الحارة و تقسيم المنطقة يجري الاستعداد له على قدم و ساق. و لدينا في هذا الكثير من الأمثلة و منها كوسوفو، و حتى البوسنا و الجبل الأسود و لا نذهب الى جمهوريات الاتحاد السوفيتي و طريقة أنشاء الدولة الإسرائيلية الحديثة حتى على أراض بعد حرب 1967 و مسألة كاتلونيا و الباسك في أسبانيا الاوربية.
قبل أنشاء الدول و أعلان الاستقلال من قبل هذه الشعوب لم نرى تأييدا رسميا لتقسيم أية دولة، و لكن بعد أعلان الاستقلال و تحوله الى أمر واقع يأتي الاعتراف الدولي معتمدا على مواقف هذه الدول الاستخباراتي السري الدافع لانشاء هذه الدول و تقسيم دول سرا.
في جنوب كوردستان نفسة تحول قرار أنشاء منطقة حماية للكورد سنة 1991 الى أنشاء كوردستان شبة مستقلة و لم يكن هناك أي قرار بصدد أنشاء منطقة جنوب كوردستان و تقسيم العراق و لكن عمليا تم تقسيم العراق.
أذا كان هناك أنتقاد لعملية الاستفتاء من قبلنا فهو حول الاستعدادات لهذه الاستفتاء و عدم وجود توحيد في مواقف القوى الكوردستانية.
حيث كان على القوى الكوردستانية ضمان الموقف الاستخباراتي السري للدول، أما موقف أمريكا مثلا فمن المستحيل أن تعلن أمريكا أنها تؤيد قيام دولة كوردية و تؤيد تقسيم العراق و تعرض مصالحها في المنطقة بأسرها الى الخطر و لكن الموقف الأمريكي الاستخباراتي هو غير مطابق للموقف الأمريكي الرسمي و هذا لربما ما تعول عليه بعض القوى الكوردستانية. الموقف الاستخباراتي للدول هو الفاصل في مسألة الاستفتاء و استقلال جنوب كوردستان.
بأعتقادنا فأن البارزاني يعتمد على الموقف الاستخباراتي لهذه الدول في طرحة للاستفتاء و موضوع الاستقلال و لا يعتمد على الموقف الرسمي البروتوكولي لهذه الدول و على رأسهم الموقف الأمريكي.
و في جميع الأحوال فأن البارزاني ( و ليس الشعب الكوردي و قضيته) لا يخسر أي شيء في أجراء الاستفتاء و في أسوء الأحوال فأن الوضع يبقى كما هو دون تغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل