الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب جديد للدليمي، خداع اخر!

عادل احمد

2017 / 7 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اعلن سعدون الدليمي عن تأسيس "حزب وحدة أبناء العراق" قبل عدة ايام وتحدث عن الالتزام بالنهج الديمقراطي السليم والابتعاد عن الطائفية والعرقية، ودعا الى التعاون مع الاجهزة الامنية والحكومات المحلية والمركزية للحيلولة دون تكرار ما حصل بالعراق.. ان ما اعلنه الدليمي هي التعبير عن النخبة السياسية البرجوازية العراقية المتعفنة والفاسدة واللعب بمشاعر وعواطف المواطن في العراق. نسي الدليمي ان مشاركته في العملية السياسية بعد سقوط البعث كانت بمثابة ممثل عن الطائفة السنية وحصل على عدد مناصب ومنها وزيرا للدفاع لمرحلتين حتى هذا اليوم. ان سعدون الدليمي منذ دخوله للمعترك السياسي، دخل بالروح والدم الطائفي وشجع الطائفية والقومية بأظافرها وشارك بالمأسي التي حصلت بالعراق مع رفاقه السياسيين من السنة والشيعة، لتعميق الطائفية والقتل والدمار وظهور وحوش داعش وعصابات الموت والمليشيات الشيعية.
ان تأسيس حزب وحدة ابناء العراق هو تأسيس حزب لتفريق ابناء العراق وتغذية روح الطائفية والقومية بثوب جديد، وجاء هذا الحزب بعد ان ازداد السخط والاحتجاجات الجماهيرية ضد جميع الاحزاب الطائفية والقومية وجميع النخب السياسية البرجوازية من الاسلاميين والقوميين والطائفيين.. وان تأسيس هذا الحزب في هذا الوقت هو ليس بكاء على الجماهير المحرومة والمتعبة من سياسات الطائفية والفساد وانعدام الامن، وانما هو من اجل ادامة تضليل الجماهير بسياسات الطائفية واطالة عمر حكوماتهم الفاسدة، والا من السهل جدا ان يتركوا السياسة وان يتحملوا كل المصائب التي وقعت على الجماهير المحرومة في العراق. ان لا حكومة المالكي ولا العبادي ولا حكومات ما بعد داعش بأستطاعتها ان تخلق الارضية الامنة للمواطن العراقي، بل بالعكس كانوا ولا زالوا وفي المستقبل هم مصدر كل البلاء والويلات والمأسي على الجماهير العمالية والمحرومة. ان تأريخ جميع السياسيين البرجوازيين العراقيين ومن بينهم الدليمي ملطخة بالدماء وخالقين للوضع المأساوي الحالي. وان اي محاولة لتجميل وجوههم ما هي الا ايقاع الجماهير المحرومة في مستنقعات سياساتهم الغير انسانية والمناهضة لابسط حقوق البشر.
ان الجماهيرالعمالية والكادحة في العراق وكردستان تكره جميع الاحزاب السياسية الدينية والقومية والطائفية وقادتها السياسية مهما يحاولون تغير وجوههم ولباسهم.. وان درجة هذا الكره نراه يوميا من الاحتجاجات والتظاهرات ومن الاقوال والنكت الشعبية ومن التعليقات على احاديثهم واقوالهم في الشبكات الاجتماعية المتنوعة. ولكن هذا السخط وهذا الاكراه لم يوصل الى درجة الوعي الاجتماعي برحيلهم النهائي واقصائهم من حياة العراقيين. وان هذا الضعف في الوعي الاجتماعي بوجوب رحيل هؤلاء السياسيين وهذه الاحزاب، جعلت من السياسيين البرجوازيين العراقيين يتمادون باطلاق الوعود الكاذبة بانهاء الفساد والطائفية وأحلال الامن، ولكن كل يوم تزداد المأساة اكثر واكثر. ان المشكلة الرئيسية تكمن بغياب هذا الوعي الثوري والجماهيري ان تقول "لا" كبيرة، لكل هذه الاحزاب الدينية والقومية والطائفية ولا تسامح أي منهم وان نقول "لا" حتى وان تتغيير وجوههم واسمائهم، ليس هذا وحسب وانما نسوقهم الى المحاكم العادلة وان ينالوا العقوبة اللازمة جراء سياساتهم الغير انسانية وخلق هذه الوضعية المأساوية.
ان حكومة علمانية لا طائفية ولا قومية هي الحل في الوقت الحاضر ولكن اصحاب هذه الحكومة غير ممكنة من النخب السياسية البرجوازية الحالية في ما يسمى بالعملية السياسية. وان اية محاولة من قبل هذه النخب لهذا الادعاء هي محض خرافات.. وان الحكومة العلمانية غير الطائفية وغير القومية تأتي من سياسيين ينظرون الى الدولة والشعب من منظور حق المواطنة وليس من منظور الدين والقومية والطائفية، وان هذه النخبة حاليا لا تجدها الا في اوساط اليسار والتقدميين والاحرار لا غير.. وان المدعيين لهذه الحكومة من وجه حق تجده خارج المشاركين مع سياسات امريكا والغرب ودول المنطقة من ايران وتركيا والسعودية وقطر. وليس هناك اية نخبة من البرجوازية العراقية اليوم غير مرتبطة كذيل لسياسات احدى من هذه الدول. ولهذا السبب الانتظار من الاحزاب الدينية والقومية ان يستقيموا وان يتركوا الطائفية والقومية هو محض هراء ووهم ولا نستنتج منه شيئا غير الاغلال والقيود اكثر وازدياد معاناتنا.
ان اول العمل الثوري يكمن بأنفصال امالنا عن كل هذه الاحزاب الدينية والقومية والطائفية بشكل نهائي وقطعي. ولا نتسامح معهم مهما وعدوا وغيروا وجوههم.. وان قول كلمة "لا" الكبيرة هي مفتاح هذا الانفصال، ويجب ان نتحرك وان نقوي الـ"لآ" في جميع الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكل هذه الاحزاب الحاكمة والطفيلية.. ومن ثم تجميع كل "لا" في قوة اجتماعية، اي تنظيمها اجتماعيا بقوة في جميع المعامل والمصانع والدوائر واماكن السكن.. ان "لا" الاجتماعية يمكن ان تطرح جانبا اكبر قوة من السلطة. وبأمكان "لا" كبيرة ان تصبح قوة عندما تستمد قوتها من الوعي الاجتماعي وبالأدراك التام لمصالح الجماهير العمالية والمحرومة والدفاع عنها، مهما بلغ قوة صداماتها مع سياسات الطبقة البرجوازية المتعفنة الحاكمة في العراق. وان تأسيس حركة "لا" اليوم هي نقطة انطلاقنا من اجل ان لا نخدع مرة اخرى بالدليمي والنجيفي والعبادي والصدر والحكيمي وغيرهم من السياسيين الفاسدين.. وان محاولة الدليمي ما هي الا خداع ويجب ان نقول "لا" له ولحزبه ولسياساته ولرؤيته في حكم العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة.. وتنفي -نقل معبر رفح-| #مرا


.. كيف يمكن توصيف ممارسات الاحتلال واستخدامه لأسرى دروعا بشرية




.. اللواء فايز الدويري: لا أعتقد أن الاحتلال قادر على أن ينجز ع


.. أحداث شغب و تخريب بولاية قيصري التركية بسبب شائعة اعتداء سور




.. الرئيس الفرنسي وزوجته يمشيان بملابس غير رسمية في شوارع لو تو