الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Jyllands Postenحول كاريكاتيرلصحيفة

شوكت خزندار

2006 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ثبت تأريخياً بما لا يدع مجالاً للشك، إن جميع القوى والحركات السياسية العراقية والعربية منها، إن كانت حركات قومية ، عربياً كانت أم كوردية أو أحزاب عقائدية وأيديولوجية ، يسارية كانت أو يمينية ، ماركسية التوجه أو الشيوعية ، قد فشلت فشلاً ذريعاً على أرض الواقع لتحقيق الحد الأدنى من برامجها .
ولقد تحولت برامجها ودساتيرها ووثائقها إلى نصوص بالية، لا تصلح إلا وضعها فوق الرفوف العالية ، أقطابها ورموزها قد تحولت إلى جثث هامدة ، لا تصلح إلا وضعها في متاحف تأريخية بعد تحنيطها ، ويشار لها في القول : كان ما كان في قديم الزمان، ليتحولوا هم وبرامجهم إلى قصص خرافية يروى لأطفال آخر الزمان .
كان من الطبيعي ، بعد فشل جميع الأحزاب البرجوازية والأحزاب الطبقية في تحقيق الحد الأدنى من مشاريعها وطموحاتها ، مشروعة كانت أم غير المشروعة ، أن يعود المواطن العادي بما فيها القاعدة الحزبية جميعها إلى التشبث بالغيبة ، لما تسمى بالحركات الإسلامية ، الأصولية منها أو السلفية أو كمحاولة للتجميل أو الفرز في القول هذا إسلامي التوجه أو تلك هم من الإسلاميين المتنوريين وآخرون هم من الاسلاميون السلفيون وهكذا دواليك من تلك التسميات المتنوعة والمزركشة ، كالشناشيل في عقد النصارة في بغداد .
فأحزابنا وقوانا الوطنية ، سابقاً ، كما يحلو للبعض تسميتها بالقوى والأحزاب التأريخية ، تنطبق عليها المصطلحات المفبركة ، على أوضاعها وتاريخها لا تصلح إلا لوصف امرأة عجوز في العقد السابع أو الثامن من العمر الذي تحاول الظهور بمظهر أنيق، فتلجأ إلى عمليات الجراحية والتجميل إن كانت صاحبة الحظ ووفرة المال،( كقادة الاحزاب العراقية في ظل الاحتلال ) ، واللجوء ، كأن تلجأ وتلبس أحدث الموديلات من الألبسة الملونة والزاهية بالألوان كاللون الأحمر أو الأزرق إلى آخر من الألوان الزاهية ومن ثم صبغ الشعر بالألوان الاورجوانية ( كالأصابع البنفسجية في الانتخابات العراقية ) مع وضع شتى أشكال المكياج كمحاولة لإخفاء التجاعيد في الوجه أو الرقبة ثم وضع أحمر الشفايف باللون القاني ، لتظهر كأنها من مصاصي الدماء كما نراها في الأفلام الرعب الأمريكية الصنع لتخييف الصغار والكبار معاً ، كما يحدث في أرض الواقع في عراقنا اليوم، أي الذين تحولوا إلى مصاصي الدماء ، كما تلجأ غلاة الاسلاميين ، أصولية كانت أم السلفية ، أوكما يفعل الارهابي أبو مصعب الزرقاوي ليس في تدمير الجوامع والحسينيات وتفجير الكنائس المسيحية وقتل العلماء وأساتذة الجامعات والكتاب والصحفيين من رجال الفكر والعقيدة وحتى قتل الرضيع في رحم الأم وحسب ، بل ذبح الانسان كالخروف أو الناقة ومن ثم عرض تلك الجرائم البشعة في المواقع الالكترونية أو الفضائيات العربية تحت ستار الدين والاسلام ، فالدين والاسلام براء منهم ومن هؤلاء القتلة البرابرة ، التي تعود إلى العصور الجاهلية ما قبل الاسلام ، بل وحتى قبل ظهور جميع الاديان السماوية .
إن تلك الطاقات الهائلة والمتفجرة هذه الأيام بسبب رسم كاريكاتيري في الصحيفة الدانماريكية (Jyllands Posten) . ففي الوقت الذي نستنكر أشد الاستنكار على تلك الفعلة المشينة تجاه الرسول ، كما فعلت الصحيفة الدنماركية ...علينا الامعان والنظر ودراسة الخلفيات الفكرية والسياسية ومن هم وراء تلك الفعلة المشينة وماذا تريد المسيحية اليمينية المتمثلة باليمين المسيحي المتصهين في الإدارة الأمريكية من الرعونة والتغطرس وسحق كل ما هو إنساني وقيم و خلاق .
لقد سكتت الأنظمة العربية والاسلامية المهيمنة على مقدرات شعوبنا العربية والإسلامية ، بل وراحت تلك الأنظمة الفاسدة والمدعومة من جانب الامبريالية العالمية وفي المقدمة ، الولايات المتحدة الأمريكية تبرر تلك الجرائم البشعة تجاه شعوبها ومواطنيها بشتى السبل والوسائل ، فلم تجرأ تلك القادة المفروضة بقوة الحديد والنار ، على رقاب شعوبنا حتى بعبارات التنديد والاستنكار.
فتلك الأنظمة المتهرئة ، لم تحرك ساكناً ، كمجرد رد فعل تجاه الجرائم البشعة لشعوبنا العربية والاسلامية ، كما حال فلسطين والعراق وافغانستان ولبنان وكردستان ، بل وتجاه جميع الشعوب الحرة التواقة لنيل أبسط حقوقها القومية منها والانسانية المشروعة .
تلك المجاميع الاسلامية وأنظمتها قاطبة ، لم ترفع صوتها عندما ، واضطراراً، كلجوء المرأة المسلمة لبيع شرفها لتوفر لقمة عيشها ، بل لتوفير حليب الطفل بعد مقتل زوجها أو أخيها أو حبيبها ، على يد ما يسمون أنفسهم بالاسلاميين والحفاظ على الدين ، تلك المجاميع المدعومة من قبل الإدارة الأمريكية تحت ستار أو شعار الحرية والديمقراطية إلى ما هنالك من أصحاب تلك الاهداف " النبيلة " الزائفة ؟ فأين هم وأين كانوا من جرائم الصهاينة في دير ياسين وحيفاء ونابلس والمجزرة الرهيبة في جولان الفلسطينية ؟ وأين كانوا من مجازر حلبجة والانفال ومسح آلأف القرى الكردية من على وجه الارض مع ابادة ساكنيها ؟ وأين كانوا في مجزرة صبرا وشاتيلا ؟ وأين كانوا من تدمير المدينة العراقية البطلة ( الفلوجة ) واستخدام الفسفور الأبيض تجاه المدنيين من الأبرياء وقتل الاطفال والشيوخ والنساء ؟ وأخيراً وليس آخراً الجرائم البشعة في سجن ملجأ الجادرية الصولاغية . ؟
كل ذلك حدثت وتحدث ، لم نرى أو نسمع بتلك الهبة الشعبية العارمة ، لتتوجه تلك المجاميع الاسلامية الثائرة ولتدك صرح السفارات الامريكية أو البريطانية أو حتى السفارات للصهاينة وأعلامها مرفوعة في العواصم العربية والاسلامية ، ولو برمي حجارة واحدة على أبواب تلك السفارات المعادية للعروبة والاسلام ، كما حدث تجاه السفارات الدنماركية في سورية ولبنان ؟ ولو حدثت 1%، لما حدثت من أعمال الشغب للسفارة الدانماركية في سوريا ، تجاه دائرة صغيرة للأجهزة الأمنية في دمشق ، لكانت كافية لتحريك أسطول لقوى الأمن والشرطة والجيش ، لتضرب المتظاهرين بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة ، كما حدث أيام زمان في مدينة حلب ... فالمنتفضون ظلوا داخل السفارة الدنماركية لساعات طويلة يحرقون ويدمرون الأبواب والشبابيك وحتى هدم جدران السفارة ، دون أن يرى أحد منا ولو شرطياً واحداً يتدخل لمنع المتظاهرين ووقف أعمال الشغب .
كل تلك الاحداث والتي تحدث ، في ظل الغياب الكامل لقوى اليسار الحقيقي ، وأعني الاحزاب الشيوعية واليسار الماركسي ، فلقد آن الاوان لأن تتحرك قوى اليسار وقوى الديمقراطية لتتوحد وتقود النضال الجماهيري ولتدك صرح الكيانات الهزيلة والمعادية لأبسط حقوق الانسان ، إن النقمة واليأس وحتى البؤس المتفاقم لدى عشرات الالوف لدى العرب والمسلمين من العمال والفلاحون وفقراء المدن والبطالة الواسعة التي شملت وتشمل جميع شرائح المجتمع ، وهذا هو (الإملاق بكل ما تعني هذه الكلمة ) تشكل أرضية خصبة لاستغلالها من جانب قوى اليسار الديمقراطي وتحويلها الى شعارات وأهداف وأدوات نضالية لقيادة نضالات الجماهيرية والسير بها صوب أهداف الحرية والتحرر وتحقيق الديمقراطية الحقة ، لا ديمقراطية الرأسمال الاحتكاري ونهب ثروات وخيرات أوطننا كما تروج لها القوى الامبريالية العالمية ، وفي زمن العولمة والوحش الكاسر .
إنني أرى إن الخلاص هو في توحيد قوى اليسار والتحرك باتجاه التوحيد أو تنسيق الجهود عند أضعف الايمان لتقود النضال من أجل الحرية والتحرر .
لقد قيل فيما سبق انه بالمكان عند فصل عامل واحد في إحدى المصانع، كاف لأحداث ثورة شعبية عارمة لتدك صرح الطغيان ... فهل يا ترى كل تلك الأحداث التي حدثت وتحدث لا تكفي لنهوض قوى اليسار الحقيقي وترفع راية النضال ولتوحد الجهود وتقود النضال . ؟
ونحن العراقيين ندرك ونتذكر جيداً ، إن اضرابات عمال السكائر وسكك الحديد والمظاهرات الجماهيرة الصاخبة ومن الانتفاضة ووثبة كانون واضراب عمال كاور باغي لشركات النفط الاحتكارية في كركوك ، كل تلك النضالات الجادة ، قد شكلت وعبدت الطريق لتفجر أعظم ثورة في المنطقة ، وهي ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، فهل لنا يا ترى أحياء تلك التقاليد الوطنية والثورية مرة أخرى .؟ والبدء يكون في توحيد قوى اليسار الديمقراطي ، لنعمل جميعاً من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا