الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1. قضية الصحراء في العلاقات المغربية الافريقية بين سنتي(1972- 1984م ).

فخرالدين القاسمي

2017 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


1. قضية الصحراء في العلاقات المغربية الافريقية بين سنتي(1972- 1984م ).
لعبت منظمة الوحدة الإفريقية دورا مهما في تصفية الاستعمار من الأقاليم الصحراوية المغربية، على اعتبار أنها لطالما خصصت لقضية استعمار هذا القطر حيزا في أشغالها ، وبذلك كانت بالنسبة للمغرب إطارا مرجعيا لطرح مطلب تصفية الاستعمار من أراضيه معتبرا إياها شريكا سياسيا بحكم العلاقات الوطيدة التي تجمعه بها وسندا قاريا له من خلال ما صدر عنها من قرارات وتوصيات في العديد من المؤتمرات والقمم الإفريقية. وما يؤشر على متانة العلاقات المغربية الافريقية أن المسيرة الخضراء لقيت تأييدا من بعض الدول الافريقية كالغابون والسنغال وساحل العاج والسودان... .
فإذا كانت منظمة الوحدة الإفريقية قد دعمت مطالب المغرب في استرجاع أراضيه المحتلة من طرف الإسبان، فإنها عادت عودة غير محمودة لتعارض المغرب بعد سنة 1976 ، أو على الأقل تتصف تسويتها لمشكل الصحراء المغربية بعد السنة المذكورة بالبطء والتعقيد مقارنة مع المرحلة الأولى، حينما كان الإقليم تحت السيطرة الإسبانية . لقد كان هذا التحول رهينا بتحول قضية الصحراء المغربية من قضية تصفية استعمار أحد قطبيها ينتمي إلا منظمة الوحدة الإفريقية، )عضو(، والآخر خارجها، لا يستطيع أن يؤثر في قراراتها وتوصياتها)إسبانيا(، إلى قضية نزاع إقليمي بسبب تعارض مطالب ثلاثة دول عربية إفريقية تنضوي تحت المنظمة الإفريقية وهي المغرب موريتانيا والجزائر، ثم طرف آخر دخيل "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة اختصارا باسم البوليساريو".
لقد أدى هذا التحول، إلى تبذل سياسة المنظمة في تعاطيها مع المشكل على اعتبار أنها أصبحت تتعطى مع القضية بحذر شديد تفاديا لعدم إرضاء أحد أطراف النزاع الذين يشكلون الثقل من سياستها .
هكذا كانت سنة 1976 م، تاريخ انسحاب إسبانيا من الصحراء المغربية بعد المعركة_ الديبلوماسية –الشاقة. تحولا نوعيا لدى منظمة الوحدة الإفريقية في تعاملها مع قضية الصحراء المغربية حيث استطاعت -المنظمة قبل هذا الحدث الذي غير التوجهات السياسية مغاربيا وافريقيا، أن تدعم وتؤيد كل مطالب المغرب الترابية في صحرائه.
هذا في الوقت الذي حفزت فيه الأحداث التي شهدتها منطقة شمال إفريقيا والمنطقة المتنازع عليها "الأقاليم الصحراوية" بعد الاتفاق الثلاثي(14نونبر 1975م)، منظمة الوحدة الإفريقية للبحث عن إمكانية إيجاد حل سلمي للنزاع، الذي أضحى يهدد منطقة شمال إفريقيا. غير أنها لم تعمد إلى الوسائل القانونية لتصفية الخلاف من خلال تفعيل لجنة الوساطة والتوفيق الحكيم التي تنص عليها المادة 16 من ميثاقها، بل فضلت عوض ذلك اعتماد الأساليب السياسية والدبلوماسية الخاصة للبحث في صيغة توافقية بين أطراف النزاع، كانت هذه الأساليب السياسية تتمثل في محاولة التماس الحلول عن طريق مؤتمرات رؤساء الدول والحكومات وتشكيل لجان الحكماء وأخرى للمتابعة .
حيث أنها سرعان ما دعت في قمتها 13 في بولويس )جزيرة موريس( يوليوز 1976 إلى عقد قمة استثنائية لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية لإيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء، كما انتهى مؤتمر قمة ليبروفيل )يوليوز 1977 ( إلى إصدار توصية في محضر توفيقي جماعي يؤكد نفس المعطيات. تعتبر هذه الخطوة أول بادرة تقررها المنظمة الإفريقية للوصول إلى حل دبلوماسي بعيدا عن التشنج، فرغم تعذر عقد الدورة الاستثنائية بسبب العديد من الصعوبات والتي تمثلت أساسا في انضمام الدول الإفريقية لصف هذا الطرف أو ذاك، تم عقد القمة 15 لرؤساء الحكومات والدول الإفريقية في العاصمة السودانية الخرطوم يوليوز 1978 ، حيث تقرر إنشاء لجنة خاصة، سميت بلجنة الحكماء.
بينما في أوائل غشت 1979 وقع اتفاق الجزائر بين موريتانيا والبوليساريو انسحبت على إثره موريتانيا من إقليم وادي الذهب .وقام المغرب باسترجاعه، و بيعة سكانه لجلالة الملك يوم 15 غشت 1979 م.
أمام هذه التطورات سرعان ما رفعت لجنة الحكماء توصياتها بشأن تنظيم استفتاء في المنطقة إلى مؤتمر القمة الإفريقية المنعقد في مونروفيا )ليبيريا( يوليوز 1979 التي صادقت عليه بأغلبية 33 صوت، وقد اعترض المغرب على هذا القرار باعتبار أن الشعب الصحراوي قد قرر مصيره نهائيا بواسطة نوابه في الجماعة الصحراوية والذين تشبثوا بالوطن الأم .رغم معارضة المغرب للقبول بهذا الطرح، عرف موقفه تحولا جذريا بمناسبة انعقاد قمة نيروبي )يونيو1981(، وبحكم متانة العلاقات المغربية الافريقية قبل المغرب بفكرة الجلوس على طاولة المفاوضات، وقبل مقترحات شركائه الأفارقة القاضية بتنظيم استفتاء في الصحراء المغربية،
أحدثت بعد ذلك لجنة تنفيذية ؛تمخضت عن قمة نيروبي لدراسة سبل تطبيق الاستفتاء، غير أن الاجتماعات الموالية لهذه اللجنة أفرزت وجود صعوبات دفعت منظمة الوحدة الإفريقية للتراجع عن عدد من قراراتها السابقة وقبلت انضمام الجمهورية الصحراوية المزعومة إلى المنظمة، ويبدو هذا واضحا عندما فوجئت الوفود المشاركة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري العادي للمنظمة الإفريقية، الذي انعقد في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" فبراير 1982، بوجود وفد الجمهورية الصحراوية يشغل مقعدا في قاعة المؤتمرات دون إخطار أعضاء المنظمة، مما دفع وفد المغرب إلى الانسحاب من الجلسة، متضامنة معه في ذلك مجموعة من الدول الإفريقية التي أعلنت انسحابها هي الأخرى من جلسات المؤتمر .
تمت محاولة إقحام جبهة البوليساريو في منظمة الوحدة الإفريقية من خلال مبادرة رئيس المنظمة أدم كودجو بإصدار قرار الانضمام .مؤكدا بذلك على فشل المنظمة في ايجاد حل سياسي يرضي الأطراف المتنازعة حول قضية الصحراء المغربية ،والذي يعزى أساسا الى اقحام المرتزقة بطرق ملتوية في المنتظم الافريقي . ولم تتم هذه المحاولة بصفة قانونية، والملاحظ أنه بإعلان انضمام جبهة البوليساريو إلى المنظمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري العادي الذي انعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم 23 فبراير 1982 ، كانت بداية أزمة المنظمة وأزمة العلاقات المغربية الافريقية حيث ترتب عنها مضاعفات تمثلت أساسا في فشل انعقاد مؤتمر قمة طرابلس لعدم إكتمال النصاب القانوني، كما تسبب هذا الانضمام في تعطيل أعمال المنظمة لسنة كاملة إلى أن انعقد مؤتمر "أديس أبابا" سنة 1983.
لقد نتج عن هذه الأزمة شلل في نشاط المنظمة الإفريقية، ففشل مؤتمر وزراء الإعلام الأفارقة الذي كان مقررا عقده في مارس 1982 "بدكار"، كما شل مؤتمر لجنة العمل الإفريقية الذي كان مقررا عقده ( في زيمبابوي في أبريل 1982(،
وبمجرد قبول البوليساريو كعضو ضمن منظمة الوحدة الإفريقية "بأديس أبابا" سنة 1984 ، قرر المغرب الانسحاب من المنظمة، لتدخل بذلك العلاقات المغربية الإفريقية طورا جديدا من النفور والجمود، عوضها المغرب بتثمين علاقاته الثنائية مع بعض الدولية الإفريقية خاصة دول إفريقيا الغربية.

البيبليوغرافيا.

1-حسن خطابي، قضية الصحراء بين الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية ،تقديم أحمد نجم الذين، دار
النشر المغربية الدار البيضاء.2012،ص49.
2-حسن خطابي،مرجع سابق،ص49.
3- Abdlkhaleq Berramdane, le Maroc et l’occident (1800-1974), editions karthala, Paris.p67.
4- Ibidem.p75.
5- حسن خطابي، قضية الصحراء بين الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية،ص16.
6-نفسه،ص207.
7-محمد الداودي . ،صحراء المغرب الى أ ين؟،تقديم زكي مبارك ،دار أبي رقراق ،الرباط ،ص134.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات