الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعكاسات ثلاثية ( الإبداع ، الإعلام ، الواقع ) على المشهد الثقافي الأدبي

سعاد جبر

2006 / 2 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


المقدمة :
يمتد العالم بين أعيننا بإتساع اكبر مع تسارعات الانفجار المعرفي، ويشكل العالم قرية واحدة في لغة الاتصال وتتشكل في تلك المساحات البعيدة القريبة ثلاثية الإبداع الأدبي ، الأعلام ، الواقع ) في تبادلات مؤثرة ومتأثرة ، فكلِ يشكل بصماته على الآخر، وإن كان الواقع هو الحلقة الأقوى في تلك الثلاثية في لغة التأثير وبردود التأثر ، ويتشكل الأعلام في تلك الثلاثية في سلبية التعاطي مع الإبداعية الأدبية والتي تشكل بدورها مثير عالي الوتيرة ، إذ يستفز المبدع في إنتاج خصب غزير لغاية لعب دورة في التأثير الإيجابي المطلق على ثنائية
( الإعلام ، الواقع ) في رحلة تحقيق ماهية الواقع الذي ينشده ، وإن كان الأعلام يشكل في رحلة غزارة إنتاج المبدع طعنة دامية في صدره ؛ انطلاقا من صورة السلبية المتضادة والجشعة أحياناً فضلا عن سلبية معطيات الواقع في تضخيم تراكمات اللاشعور لديه، مما ينعكس على سيكولوجية المبدع وماهية إنتاجه الأدبي ، ومخزونه الثقافي المتخم بلغة الرفض وكشف ماهية المتناقضات التي تعج في واقعنا الهش في الخنوع والاستسلام ، وتتناول هذه الدراسة ماهية الرؤية النقدية لواقعنا في ظل معادلة الإبداع ، وتحديد العلاقة بين الإبداعية الأدبية ومفرزات الواقع في لغة التغيير وتطبيقات سيكولوجية لتلك الثلاثيات في ثلاثة نصوص شعرية تدور حول حادثة مؤلمة التقطتها الكاميرا في استشهاد الطفولة الفلسطينية على الملأ والعالم اجمع .
حيث تشكل تلك النصوص ثلاث مدارس متنوعة في الإبداعية الأدبية ، حيث يتركز نص محمد للشاعر محمود درويش على ماهية الحراك السيكولوجي في ظل مشهد الجريمة البشعة ومترتبات الألم وتدفقات مشاعر الخوف والرفض معا في النص ، وتوجه نص محمد أو رامي للشاعر العشماوي إلى إثبات حكم الإطلاق للحادثة في الرفض واخراجها من مشهدها الجزئي إلى كلية الحقيقة والمبدأ والتصور في الاحتفاظ بالأرض والكرامة وماهية الحرية ، وتوجه نص لا تسأليني للشاعر ايمن اللبدي إلى هالات إبداعية في لغة التساؤلات التي تسيج في لغة الرفض والألم والحيرة حيث لاقيمة للسؤال في ظل فظاعة الجريمة المعلنة على الملآ ، والأجابات معلنة في ماهية اختبائها خلف الكواليس ودنيا الحقيقة ، وتلتقي النصوص جميعا هنا في حرارة العاطفة ومساحات لغة الرفض وشفافية الأحساس مع مشهد الكاميرا الصامتة المعلنة في نص محمد ونص محمد أو رامي ، وتختبئ مشاهد الكاميرا وتغدو لغة ضمنية في رحم الحروف في نص لاتسأليني

وادرج محاور الدراسة على النحو الآتي :
ـ رؤية نقدية لواقع الأعلام العربي في ظل معادلة الإبداع
ـ الإبداعية الأدبية وتغيير الواقع
ـ تطبيقات سيكولوجية لنصوص إبداعية أدبية في ظل ثنائية الأعلام ، الواقع

أولا : رؤية نقدية لواقع الإعلام العربي في ظل متطلبات معادلة الإبداع
تتشكل الهموم الثقافية في البني المعرفية للمثقف من حالة التضاد بين وحي البنى المعرفية في لغة الحقيقة ورمادية الواقع في لغة الصدمة ، وهي المسافة الفاصلة بين اشراقات الأمنيات وسوداوية الواقع ، فحالة التناغم بينهما في إعدام المسافات الفاصلة وتلاقيهما في جوهر واحد ، يشكل نشوة الرؤية الحقيقة للوحة الواقع ، إذ تعكس بصدق تلك التجليات المعرفية في تراقصها المفكر في لغة الفكر . ويبدو أن تلك الحالة المتناغمة في حالة وأد مستشرية في عالمنا العربي ، ويتشكل وأدها في سلم لاينتهي من لغة المتضادات التي تعصف بالمشهد الثقافي في عالمنا العربي ، وتترتب تلك المتضادات في تماهيات تتفاوت في تصاعدها بحسب أهميتها عند النخبة المثقفة من جهة ، وفي البنى المعرفية لكل مثقف على حدا ، ويلعب البعد التخصصي والمهني دورا هاما في تحديد اولوياتها في الهم والمعالجة ، وتتشكل في أعماقي- المعتصرة ألماً على الواقع الثقافي لأمتنا العربية – تباعاً لما سبق في واقع الإبداعية وتجلياتها الحقيقية في المنجز الإبداعي واشراقاته والمشهد الإعلامي الهش في مقبرة ثقافة الصمت تجاه الحقيقة ..الإبداع ..النهوض بالواقع .
فالمتتبع في رؤية تحليلية ناقدة لواقع الأعلام العربي بكافة صورة ، يلمح هشاشته وشكليته المتجردة من الإبداع الحقيقي ، واتكائه على كوادر تلمع من بهرجة الدعاية الإعلامية لا وحي اشراقات الإبداع ، فضلا عن عاجية الأسماء وأضواء الشهرة ، من اثر توابع الرؤية بعين واحدة والسير في قدم واحدة في موكب الحضارة والانفجار المعرفي . في مشهد رث مبتذل مقزم ثقافيا ، إذ ما زال المشهد الإعلامي العربي يعاني من عزلة حقيقية تجاه الثقافة وجوهر قضاياها المتأزمة ، وربما يبحث المرء عن عزاء له عبر الإعلام الإلكتروني ، لكنه يجد أن الحقيقة لاتتعدد ، فكل صور إعلامنا العربي هي ذات الجوهر والمضمون الشكلي الزائف ثقافيا ، فما بالنا ونحن نحاكمها في لغة الإبداع ومقتضياتها . وهكذا يغدو إعلامنا العربي في غيبوبة عن البعد العلمي الأكاديمي في الطرح ونراه يتهاوى في تلقائية متهورة بلا مضمون ، أو المؤدلج بلا نزاهة علمية ،فنراه يتساقط في ادعاء الحقيقة بلا حقيقة ، وتجهض روعة الإبداع الحقيقي في رحمة قبل الميلاد ، وتعلن للحياة عاجية الأسماء تحت مسميات إبداعية ، تتكئ على مظلة الشهرة دون مضمون حقيقي للإبداع . وغدت مفردة الإبداع تدنس قداستها في سذاجة المضامين ولغة الجسد واستعار النزوات . وتماليات الثمالى في أثير الأضواء وتناثرات الحروف على السطور .
وهذا يعكس حقيقة أن المشهد الإعلامي غدا شاشة لمضمون اللاشئ من الأشياء ، ومحض أشباح صور ، تتشكل فيها خفافيش الظلام ، التي ترسم لنا بجدارة الواقع الهش الهزيل لأعلامنا ، وتعلن اضمحلاله في المضمون وضآلة قيمة الرسالة الإعلامية التي يبثها ليل نهار ، وهذا يشكل خطورة وأزمة حقيقية في معادلة الأنفاق المالي عليه والقيمة الإعلامية العائدة منه ، واثرها في حركة الاستنهاض الثقافي والتقني ، ومواجهة العولمة الإعلامية في ضوء الانفتاح الحضاري والحفاظ عل الخصوصيات الثقافية دون التهاوي في أحضان الأمعيات والتقليد الببغاوي الساذج ، وبذلك نجسد صورة واقعية ذات فاعلية على غرار التجربة اليابانية في التطور الحضاري .
ولعلنا لانختلف في أن اللغة الإعلامية بكافة مفرداتها وابجدياتها تشكل سفرا رائعا للحضارة والثقافة في أبهة الطلة أو واقعا مزريا في رمادية الحال البائس في هشاشته واضمحلال مضمونه ، واعلامنا العربي بلا جدارة يتكئ على جدران الواقع المزري بعين وقدم واحدة ، ولسان ببغاوي مؤدلج ، وهذا الواقع يزداد تهاويا وفي لغة السقوط الثقافي وانكشاف لعبته السياسية المؤدلجة ، ويقتضي تكاتف جهود علمية أكاديمية تتبوئ مهمة الإصلاح ، تحمل روح الانتماء لحضارتها وامتها أولا .
وتتطلب الرؤية العلاجية لهذا الواقع المزري ، الخروج في الفعل والإمكان من بعد الطبقية الثقافية بكافة صورها واطيافها السوداوية في عنصرية اللغة والمكان والزمان واطياف الشهرة المسعورة ، وغير ذلك من مفردات الاستبداد الثقافي الخاوية من روح الإبداع.
وهنا تتبدى أهمية اجتثاث جذور الأمعيات والأدلجة المترامية في أحضان الأستبداد بكافة صوره وازيز السذاجات ، وتوجيه اهتماماته نحو الإبداع الحقيقي وصورة كيفما كانت وحيثما حلت ، بغض النظر عن ماهية الذوات وتماهيات المكان وبدون مشنقة الشروط الإعدامية المسبقة ، ولغة التعامل العاجية تجاه الإبداعية في عين شمسها ،و اللغة المدللة المتساقطة تجاه منظومة ادعاءات إبداع في اللاشئ من الأشياء .
فضلا عن أهمية توفير قيادات إعلامية في كافية صورة تتسم بالبعد العلمي الأكاديمي في التخطيط والإنجاز ، وتتشكل لغة تفكيرها في لوحة إبداعية من تجليات وعشق المنجز الأبتكاري في لغة الإعلام . وتتفاني في تقديس الحرية والمصداقية معا في كل أبجدياتها في عين إنسانية تنبذ مفردات الأستبداد وتعشق حرف الإبداع كيفما كان وأينما حل .
وربما دارت مركزية حديثنا هنا حول القيادات الإعلامية وفي توقعاتي هي اخطر ركن في المشهد الإعلامي ، فهو ربان السفينة ، الذي يجب أن تتشكل (الأنا )في أعماقه في بعد الطهارة العلمية والسلوكية ، لا أن تستبد به المتضادات والأوبئة النفسية في اللاشعور وانعكاساتها تباعا في الأنا والأنا العليا ، فيغدو في تماهيات سلوكية مرضية تتفاوت في انعكاساتها على الرسالة الإعلامية حتي تبلغ السادية في أعلى مستوياتها ،وهنا تبلغ المأساة اوجها وانعكاساتها التبعية على المشاهد والقارئ والمتابع ( الضحية ) ، ولانملك هنا إلا مقولة" تصبح على إعلام وحرية وتماهيات إبداع في مستقبل الأيام "
فلا غرابة بعدئذ أن يوسم الأعلام هنا بعين واحدة وقدم واحدة و(آنا ) سادية مستعرة في التعاطي الفكري ولسان ببغاوي طلق في لغة الأمعيات ، وهنا تتشكل لنا رباعيات تخلف وخماسيات وسباعيات إلى ما تحب من أرقام . وهنا تتشكل أهمية فكفكة تلك التركيبات المعقدة من لغة التخلف وثقافة الصمت التي تدق ناقوسها المشؤوم بيننا ، وعند تراقصات الفكفكة ودقدقة انكسار زجاجها يولد الإبداع وتستلهم اشراقاته ، ويؤذن له بالميلاد عبر السماءات ، فيكون ماهية المسيح القادم من عنان السماء ، وهنا ستجد الإعلام في رؤية حالمة وردية يحتفى بالمبدع أينما كان وحيثما حل ، ويفتح ذراعية له ، يشدو له :
حييت آهلا ووطئت سهلا .

ثانياً : الإبداعية الأدبية وتغيير الواقع
يشكل الواقع تخوماً متضادة في البنى المعرفية للمبدع ومن أتون تضاداتها تنشأ لوحة الابتكار الذهنية المدمجة بين عين الواقع المرفوض والذاكرة المتخمة برفض المحرمات الثقافية … الأيدلوجيا …. الواقع فضلا عن المخزون الثقافي الممتد في مساحات عاشقة رافضة في الآن ذاته ، ومن تلك البؤر المتوهجة تتشكل الإشراقات الإبداعية الأدبية في ثنائية التعبير ، التفسير معا ،، لتشكل حضورا ابداعياً في رسم رمزية اللغة وحراكها الممتدة في ثلاثية الطلاقة والمرونة والأصالة التعبيرية المكللة بالإحساس المرهف وإدراك أبعاد لوحة الواقع الاستلهامية في إبداعية تعبيرية تتسم بالاتساق والاختزال معاً ؛ في منجز إبداعي يتسم بالجدة والابتكار ، ومن هنا تشكل صورة الواقع الاستلهامية مادة ثرية لانسكاب الجمال الإبداعي عليها ، في لوحة فنية منصهرة من أتونها ومتضاداتها ، ولكنها تسافر بعيدا في لغة التعبير المفعمة بآهات الرفض وتشكيل العالم صورة اخرى ؛ تشرق من قلب المبدع الذي يسيج العالم بعقد عين شمس إبداعه الخاص ؛ في تطلعاته الحالمة المنبعثة من أشراقات جمالية من ذبذبات اللاشعور الراقصة في أجواء مشحونة بالغضب والحب معا ، وفي هذا الصدد يقول : ( وهبة ، 1997 ) "( 1 ) الواقع اياً كان ظرفه يقرر الأفكار الإبداعية الخلاقة التي هي اجتماعية ؛ إذ يصوغها ويحدد معالمها تفاعل المبدع مع واقعه وحضوره في مواجهة ما هو كائن لبلوغ ما ينبغي أن يكون ، ومن هنا كانت روائع دستيفسكي وتولستوي وواقعية جوركي وحكمة وشاعرية المتنبي واصالة ميكل انجلو وتفرد دافنشي واصالة مصرية محمود مختار " وفي ظلال تلك المفارقة السيكولوجية بين المبدع والواقع ، ادلل بحادثة دامية قشعرت لها قلوب العالم بأجمعه وهي مشهد التقاط الكاميرا العالمية لصورة " محمد الدرة " المؤثرة وهو يحاول الارتماء في حضن أبيه خوفا من أن تناله رصاص بندقية الاحتلال الصهيوني البشعة وما اعقبها من حالة رفض عالمي لتلك الجريمة البشعة بحق كل معاني الإنسانية في الوجود إذ لا يوجد مبرر عقلي ..انساني ..وجداني …قانوني دولي ..يبرر قتل طفل يحتمي بصدر والده ويحمل شعار طفولته البريئة للعالم اجمع ولايشهر سلاحا إلا جسد طفولته العاشقة للحياة .. السلام ….لغة الإنسانية في الوجود ، وتدور تلك المقاربة السيكولوجية لتلك الحادثة المؤلمة الجارحة في جسد الأمة العربية من خلال نص " محمد " لمحمود درويش ، حيث يحلق النص في ثنايا سيكولوجيا الصورة وتتابعات حراك الكاميرا في لغة رافضة تتسامي لتغيير ذلك الواقع المؤلم الدامي ونص " محمد او رامي " الذي يحلق في لغة " المطلق " التي تنطلق من صورة الحادثة المصغرة في لغة الكاميرا ، فتنحو من خلالها إبداعية " العشماوي " نحو رسالة النص المعلنة بلغة " المطلق " فيضوء صرخات مبثوثة في فضاءات مطلقة لتغيير الواقع برميته في آتون أيدلوجياته الباردة في التعاطي مع الحدث والتي تصر على لغة خصوصية الصورة المصغرة في المفردات والرسالة والأبعاد ، وابداعية نص " لا تسأليني " إذ تشكل في تماهيات الحوارت المعلنة في اجواء حادثة إعلامية، لاستشهاد ايمان حجو ، وما اعقب ذلك من حالة الآسى والألم واجتراع مراراة تناقض الواقع وارتداء السادي ثوب الأنسانية وحب السلام ، في حادثة تشكل تؤامة في الحال والمآل مع حادثة محمد الدرة
ثالثا : التطبيقات السيكولوجية للإبداعية الأدبية في ظل ثنائية
( الأعلام ، الواقع )
لايخفى اثر الواقع في مترتبات ازماته المتصاعدة ولوحات تناقضاته التي لاتنتهي واثر انعكاسات الأعلام عليه في المزيد من الأزمة وتوسيع مساحات الفجوة بين المبدع والواقع والرسالة الإعلامية وما ينشأ عن ذلك من محبطات إعلامية في ظل ثقافة الصمت عن الحقيقة واعلان قشور الادعاءات بعيدا عن الحقيقة وما يترتب عن ذلك من استفزاز لأبداعية الأديب وما ينشأ من انشطارية إبداعية ناشئة من المشهد الإعلامي الصامت ، وادلل على تلك المساحات الإبداعية الخلاقة من خلال ادرج القراءات التفصيلية لنصوص ادبية مختارة في وقفات نقدية سيكولوجية وهي على النحو الأتي
ـ : قراءة سيكولوجية في نص " محمد ( 2 )" للشاعر محمود درويش
يرصد نص " محمد " للمبدع الشاعر محمود درويش صورة فنية تتسم بإبداعيات سبك شعري على النص لها خصوصياتها في لغة الجمال والتألق في موكب الأخيلة الشفافة المعبرة ، وتتسم حيوتها بالحراك الفتي على النص ، مرتسمة بروح طائر صغير يعبر من زاوية صغيرة عند ركن جدار إلى الموت ، حيث تتجسد في المشهد تدفقات الخوف في الطفل الشهيد " محمد الدرة " وتثير ارتسامات ظله- على شاشة الكاميرا الممتدة بلا مسافات ولالغة حدود- تساؤلات مبهمة حول مبررات الوأد في عمره الفتي النضر ، وتساؤلات طفولة حائرة تشتاق إلى مهدها ومقعدها المدرسي ، والتدرج الحر في معابر العمر في أزقة الحياة حيث لاعنوان ولاوطن ، وقد دنت ظلال الموت والقت ستارها الرمادي عليه في مشهد جريمة بشعة تشهدها البشرية على شاشات الكاميرا الحزينة المعبرة ، وفي لحظة التقاط الصورة يعبر الحلم الدري المساحات الحاضرة الغائبة ، وقد تشكلت بين عينيه الوطن ..الحياة ..الأفق الجريح النازف بالدماء ، ويرتسم في النص الخطوط الحزينة في لغة الحرمان من ارتشافات ماء الحياة الأخير وتبرز هنا في ظل اسقاطات تلك اللحظات أبجديات لغة فاصلة بين عالمين وكونين ومسافات بعيدة في الأفق المسافر ، بين أماني محمد الوردية وواقع محمد الأحمر .
ويتسم النص بنكهة لها قداستها في التعبير عن حجم الجريمة البشعة في الحرمان ، ووأد للطفولة في بشاعة جديده تشكلت في لغة " محمد الدرة " وانبعثت جسداً مبعثر من رحم تلك اللغة الحمراء الدامية. وترتسم تلك الطفولة في النص في غيمات برئية على سماءات الأرواح، فتقطر عمرا للوطن ونبوة جديدة في لغة الحرية ومهدا متساميا في لغة سلام الأرواح ، فتستمد بجدارة عبير النبوات ولغة النهايات في عمر المسيح ، وهذا النسق من الرسم الشعري في لغة القداسة ، لايخفى أثرة في صقل عذوبة خاصة في تذوق النص والتفاعل الشعوري معه في لغة حرية الوطن والإنسان معا على ارض النبوات . مما يضفي على رسالة النص آفاقا من تجدد التفاعل الشعوري معه ويؤجج لغة الرفض لتلك الدموية الفاشية في بشاعة الجريمة ، وارتسامها مشهدا حيا احمرا على النص ،وقد عاين القارئ في رحلة السطور؛ الضحية والروح السادية المتفشية نشازا سلوكيا على النص ؛ في ذهنية التلذذ السادي في لغة التعذيب .
وتتشكل في النص لغة المفارقات جلية في النص من خلال تجسيد الجبروت الحيواني لفهد الغابة وظبي رضيع

" وحينَ

دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،

فلم يفترِسهُ.

كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ.

إذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ – "

وهنا تتشكل مملكة الحيوان في الإنسانيات المتجسدة رأفة في جسد الفهد في حين توأد الإنسانية في جسد ادمي ظالم بشع ، فلم يبالي بارتعاشات الطفولة وضم جسدها قلباً إلى قلب الأب في حراك جسدٍ ملتحم وجزع ؛ هارب من الحياة إلى الموت ، وتؤجج تلك المشاعر الملتهبة في أعماق القارئ دقة التصوير الفني في النص :

مُحمَّدْ،

ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ

بندقيةِ صيَّادة البارِدِ الدمِ.

من

ساعةٍ ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي

الذي يتوحَّدُ في ظلِّه "
ويمضي النص في سبر أغوار تلك الطفولة المنكمشة عند فوهة الموت ، وقد اشرف محياها أمام مرأى الوجود في لغة الواقع الضعيف المنكمش ، حيث لغة الهوان والذل والظلم السرمدي اللاسع في النص ، ولغة الغدر في سمت ذئاب النهار

كان في وسعِ صيَّادٍهٍ أن يُفكِّر بالأمرِ

ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى

فلسطينية دون ما خطأ…

سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري

وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّدْ!
وهكذا تنعكس الحياة في خطوط وجهها العابس الأحمر ، وتدفقات مشاعرها المتجمدة خوفاً عند مقصلة الموت بلا ميعاد حيث تصبح أشرعة اللانهايات في آفاقها المسافرة سرمدا بلا وجود حيث تتجسد النهايات في النص في تفتحات وردة حمراء مسافرة إلى وطن حالم بلا عنوان ، وطفولة تهاتف الزمان عبر مقصلة الموت إلى مالانهايات ، حيث ينبعث الوجود هنا من العدم ،وتتشكل خطوط الوداع في حروفها الحمراء المتدفقة الما وعذابات في النص .
"
إلى سِدرة المُنْتَهى

يا مُحمَّدْ!
"
ـ ً : قراءة سيكولوجية في نص " هو رامي او محمد ( 3 )" للشاعر عبد الرحمن العشماوي

يسافر نص " هو رامي او محمد " في المساحات المطلقة التي تنبعث من النص بلا حدود ، ويعبر النص عن مفردات " المطلق " في محمد الدرة وتواترات طفولة تؤد ليل نهار في أزقة الموت الجماعي ، ويعبر النص عن أيدلوجيا الصراع بين الظالم المظلوم المتشكلة في العنجهية الصهيونية والاستبداد الشار وني ، وقضية شعب مستلب يذبح على مرآي الشاشات الجمعية في الليل والنهار ، وتتوالى أهات النص في تشكيل صورة الطفولة الدامية وهي ترتقي في مدارج الارتفاع في سمت صفحات خالدة للقضية والأمة ، وتعبر ببطولتها المساحات البعيدة القريبة في رحلة استشهادها المتواترة ، معبرة بجلاء عن ذل مستشري يعتري الأمة العربية ، وهوان ينطلق في لغة الاستضعاف وثقافة الصمت إمام تلك السلسلة المتواترة إلى اللانهايات في جرائم القتل والبشاعة ، إذ غدت في المرأى الجمعي الاعتيادي المطلق ، وتعبر لفظة المطلق كل مفردات النص وأهات المشاعر المتنهدة في لغة أيدلوجية تحمل معها ثنائية " التعبير ، التفسير " معاً
ويبرز في النص انقداح الفكرة في ظل الهرم الأدبي ( الفكرة ، العاطفة ، مركب الأخيلة ) ويتجسد في النص انفعالات حارة تتجاوز في المطلق مساحات النص إلى اللانهايات في لغة الرفض للواقع المزري لمعادلة الصراع بين الأجرام الصهيوني والوأد الجماعي في رحلة الدم الفلسطيني ويتجسد ذلك في :
" أنَّ إرهابَ بني صهيونَ،.
في صورته الكبرى تجسَّد
أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
وعلى نفس المسارات في لغة المطلق تتجمد المشاعر الرافضة للهوان المطلق في نفوس الأمة العربية المسلمة التي تشهد تلك الجريمة البشعة في إطلاقها في المرأى الجمعي الفضائي ، حيث تكتفى بألقاء النظرة الأولى والأخيرة في برود قاتلك
أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
أنَّ دَينَ المجد مازال علينا،.
لم يُسَدَّد
وتتعالى في النص آهات الرفض في لغة إعصارية مطلقة في مفردات الزمان
“( الأمس ، الآن ، الغد ) . ولامتناهيات المكان

يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم “
ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
قرِّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
وتتشكل لغة المفردات في هوية الأنام في نزف مؤلم ، تعتصر منه السطور الما في لغة إطلاقها الحمراء
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارةْ
هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَةْ
هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارة
هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارة
هم جميعاً جيلنا الشامخُ،"
وتسدل لغة النهايات ستارها في النص في لغة المفارقات ين تحليق الشهادة إلى عنان السماء في لغة المطلق وبين ذل الهوان إلى سفاسف الأمتهانات في لغة المطلق وهنا تطلق صيحات المجد أمام الذل في تغاريد طيور مسافرة حيث تبتدى الحياة من ميلاد الموت
" أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا،.
إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
نحن لم نُقتل،.
ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا "

وهنا تبدو حالة الوصل في جسد الأمة العربية المبعثر

فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد"”
وهنا يرتسم النص في سماءات نضرة في لغة غائية مطلقة في المسافات البعيدة القريبة
طلِّقوا أوهامكم،. “
إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد.
وتعلن نهاية النص مفردتها المطلقة في توجيه الغاية المطلقة نحو تحرير الأقصى وبذل التضحيات في محمد ورامي وسعد وغيرهم نحو غاية مطلقة نبيلة .
ـ : " إبداعية تماهي الحوارات " في نص ( لاتسأليني ) ( 4 ) للشاعر ايمن اللبدي
يشكل نص ( لاتسأليني ) لوحة فسيفسائية حمراء ، في الإبداعية الأدبية ، وتنسدل منه استرة شفافة في الولاء للوطن ، في رفرفات حزينة تملآ الكون عبقا واحساس مترع بالألم ، وتتفتح فيه أكمام جريحة تشدو برسالة الخلود للشهداء والتذكار السرمدي لأرواحهم بيننا .
والمتدبر في سيكولوجية النص موضع الدراسة ؛ يبرز لدية فنيات إبداعية في تصاعدات الأنفعالات المختلطة مع تماوجات الحوارات الحمراء ، بحيث شكلت تلك التماوجات منظومة مركزية في سيكولوجية النص ، ومصدر ماسي لإشراقاته في لغة التعبير ، التي تتسلل منها انسام عبيريه في أعماق مشاعر القارئ ، فتحدث ماهية اتحاد مع النص ، وروح الشهداء الساكنة فيه ، فتتجسد الوحدة الأدمية والروحية في تصاعد الأرواح إلى عليين التساميات ، عبر تجسد مطلق مع آهات الشاعر في تماهيات الحوارات النابضة في النص ، وتواتر الارتقاء مع معارج متصاعدة على أجنحة " لاتسأليني " حيث نزف السؤال وكنه حيرة الجواب الحاضر الغائب ، المعلن المختبئ في آتون ثقافة الصمت ، المتخيل المرئي ، الآن المر والمستقبل المنتظر .
وتتواتر موسيقى النص بين حدة الألم في وتيرتها المنكسرة في إضاءات خافته على النص ، وطرقات التساميات في تعالى امواجها القزحية في النص من جهة أخرى ، وكثافتها النورانية في لغة الانكشاف ، التي لاتلبث أن تؤول إلى مساحة ضوئية في الزمان والمكان فتنكسر عندها الشمس ، سجودا للحقيقة ، التي تتصاعد في أثيرها أرواح حمراء دامية ، تشكل رسما ملائكيا في بث الحقيقة وإعلان سادية الجريمة .
ويبدأ مسرح الحوارات الدامية في مساحة الحب والشوق مع روح ندية تعطر النص مسكا والأرض حرية ، وتسكن عند نجمات السماء ، حيث يتعالى صدى الروح في حدة التساؤلات من الروح الضحية ، ويكشف النص عن مساءات في غيب الكلمات ، في تماهيات حوار مع مداد الكلمات وقد ألت إلى سجن سرمدي على مسرح الحقيقة وضمادة لجرح رمادي خانق :
. بُنَيَّتي ..!!
لا تسأليني
واكتمي إنَّ الإجابات ِ الحزينة َ قد توقف َ حبرُها
وغدت هناكَ حبيسةً بينَ الشفاه ِ
لعلها أمست تضمِّد ُ جرحَ خيبتها
وترفقُ مع خضابِ الموتِ
زيتاً كي يطهِّرَ من خطيئتها
النكوصَ المستباح َ ولحظةَ العار ِ المروِّع ِ
والهزيمة َ واندفاعَ الوحل ِ فوق َ جبهتها
المسطَّرِ في ثناياها
المواتْ...

ويمتطي النص زمامه في حدة المواجهة مع الحقيقة الحاضرة الغائية في لغة الواقع المنهكة والمنسحبة عن عزة الجسد وكرامة الروح وإباء الأجداد ، حيث تشكلها ( الأنا ) الساكنة في روح إبهامان ( أين ) :

بُنَيَّتي !!...
لا تسأليني
أينَ سيفُ ابن ِ العمومة ِ والخؤولة ِ والجوار ِ
وأينَ سيفُ الله ِ والخيل ِ المحجَّل ِ
صوتُها الهدَّارُ أقوى من شظايا النار ِ
والرعدِ المدوي حينما هبَّت إلينا

حيث تتشكل هنا عوالم الحقيقة في تماهيات ( أين ) على مسرح الأمنيات الحالمة في أن يتحقق المستحيل ولو حلما على مداد الكلمات الجريحة

في الطريق ِ ، الرعدُ قادم ُ يستشفُّ من الغبار ِ
الناشرِ الظلَّ على سحب ِ الدخان ِ
إذا تغشَّاها الرعاشُ وحطها السيلُ المدوي من علٍ
فوقَ انتشاراتِ التتار ِ
تردُّ عنكِ دويُّ قصفِ الغاربات ِ
وتنحني كي تصلحَ الشقَّ الطويلَ بظهرك ِ المستقبـِل ِ اليومَ

وتتفتح أستار النص عن حوار متماهي مع القاتل المتجسد في قانون العدالة وسيمفونيات الحرية المخدرة ، حيث يعلن على لسانه المبهم شعارات الحرية والسلام ، في الآن الذي يقتل به الطفولة ويعيث فسادا في بساتيننا ويمارس الدمار على أجسادنا في لغة سادية تتلذذ بموت الضحية ألف مرة على مسرح الفناء المطلق :
بُنَيَّتي..!
لا تسأليني
ما جرى بينَ السطورِ ودفة ِ المخطوطة ِ الحبلى
بألف ِ قصيدة ٍ وموشَّح ٍ ومقام ِ
مَنْ أخفى الوجوهَ وزيَّف َ اللونَ وسجَّل كلَّ ذكرى
ضدَّ مجهول ٍ يقيمُ على سفوح ِ الوهم ِ
والكذب ِ الرخيص ِ على الغيارى
والثكالى المعدمينَ من الوعود ِ القادم ِ
اليومَ كتابُ طلاقها العذريِّ أجلى
من خيوطِ الدَّم ِ في جسد ِ الضحيَّة ِ
والعذابات ِ الحيارى
في المداراتِ الحزينة
وتتعالى صرخات الألم في النص في لغة الحوار المتماهي مع ( الأنا ) الضحية والأنا الجسد والأنا الوطن في الآن ذاته في سؤال الذات للذات وحالة التسامي والارتقاء الطاهر نحو السماء صعودا على موكب المسيح من جديد حيث ينغرس القلب جذرا في الأرض والولاء وتحلق الروح نورسا في بساتين الشهداء على بساط السماء ، حيث التلاقي الحاضر الغائب ، في معارج قدسية طاهرة ، وهنا تتولد بلورة تماهي متصاعدة نورانية في النص ، فتنسدل الحقيقة عند اشراقاتها المتماهية وكنه جوابها الأخير في رفض متتاليات أجوبة مبهمة متناثرة في الفراغات الخاوية ، وانطلاقات أصوات موحشة في الدمار تبحث عن قطع ( أنا ) الوطن المتشرذمة في الأرض ، في حضور مشتت للجسد وتصاعد معراج الروح تساميا مطلقا في عليين الفناءات في أتون اللحظات التي تدق أجراسها من على نورانية سلام الأرواح ، فلا يعد هناك مضمون لأدمية حروف الدنيا ، وصيحاتها الباردة ، فليس هناك إلا أجواء السماء الطاهرة ، والتقاء الأرواح في مصاعد الميلاد الحر والعشق السرمدي في التماهي مع دماء الشهداء واشراقات اللامرئ في تصاعدات الأرواح إلى عليين الحياة في كنه الحياة ، فهناك يشرق على محيا السماء الخالد وردة الحرية في يوم حالم ما ، ولحظة منتشية ربما هي غيمة مكفهرة اليوم وبسمة مرتسمة على محيا الغد المرتقب ، وإشراقة حرية بلا حدود ، وعرسا خالدا في تذكار الشهداء وانتعاش الأباء ، الشادية مع كل تفتحات روح تولد على ارض معارج الأطهار وبساتين الشهداء ومجد الاعتلاء ، وقبلات الإياب على أعتاب قداسة أبواب الحرية الحمراء . والتقاء أرواح الشهداء

لكي تلاقي جثتينا في التراب ِ
المستعدِ إلى احتضان ِ جراحكَ
القدسية َ النورِ الذي لن ينتظرها في السماءِ
جوابَ أسئلتي ولا خبرَ ارتقائكَ
فلتدعهم ينبشونَ يفتشون َ
هنا عظاميَ واحتراقيَ
والبعيدةَ في الشقوق ِ هناكَ
بعدَ عامين ِ ربما وصلوا إليها
وانبرى أحدٌ يصيحُ : ها قد وجدنا أذرعكْ
والوصيَّة ُ سوفَ تبقى من جراحاتي الجليلة ِ لا أريدُ
جوابَها ، دعها على نقش ِ التراب ِ هناكَ تحفرُ صمتها
وتعالَ خذني في ذراعيكَ
البعيدة ِ أرتدي قبلتين ِ وأعتلي مجدي معكْ.....

وفي تلك التماهيات البلورية الحمراء يسدل النص نهاياته المؤلمة الحالمة معا ، في حرارة الوجدان ، وعذوبة الأنسياب في روح النص ، وجمال مواكب أخيلته الشفافه ، وإبداعية روح التماهيات في الحوارات الصامتة المعلنة ، في كنه المتضادات ، والأمنيات الحالمة .

وانطلاقا من النصوص السابقة الذكر فنحن أمام حدث مؤلم دامي ، صاغه تضادات الواقع في استبدادية القاتل وساديته واستباحة الضحية البريئة في ظلال ثورة الأعلام المرئي حيث غدت الصورة عبر الكاميرا مشهدا متواترا لواقع متواتر في السلبية والاستباحة ، وفي ظل رمادية ذلك الواقع المستلب تنطلق شرارات الإبداع واشراقاته التي تنمو في ظل ذلك الأستلاب والتضادات فتصنع النص الإبداعي الخلاق بلوغا لنجمة مستلهمة يمتدد عرشها في السماء ، تحكي أسطورة تغيير حالمة مشرقة ماسية في عيون الأدباء والشعراء لرسم وهوية وجغرافيا وتاريخ اسمه الواقع بعينه ، إذ انه الحلم الحاضر الغائب الساكن في الأنا اللاشعورية التي تسكن في أعماق الأديب والفنان وتعبر عن عوالم تضادات لواقع مرير لاينتهي ، وتنطلق منها طاقات كامنة متسامية ترسم لنا لوحة اشرقات تشكل إبداعات لاتنتهي على السطور .

الخاتمة :
تستخلص الباحثة من الدراسة السابقة الذكر النتائج الأتية :
ـ تلعب الإبداعية الأدبية دورا بالغاً في بذل محاولات مستميتة لتغيير الواقع عبر إحساس المبدع المرهف .
ـ يشكل الأعلام أزمة المبدع في واقعنا المعاصر ومصدر مضخم لتراكمات متناقضات الواقع في أعماقه ، وفي تناثرات اللاشعور على أوراقه الإبداعية ، ويبلغ حد استفزاز المبدع ، الذي يترتب عليه حالة التسامي الإبداعي
ـ يشكل المشهد الإعلامي الصامت بلا رسالة ، مصدرا للانشطارية الإبداعية في المشهد الثقافي الأدبي ، في أوج صورة في لغة الرفض والبحث عن رحلة التغيير
ـ تتلاقى الإبداعية الأدبية في رسالة التغيير وان اختلفت ايدلوجياتها الفكرية وماهية إبداعها على النص في صياغة الفكرة وتصاعدات انفعالاتها الوجدانية ة و طبيعة مواكب اخيلتها الشفافة .
ـ إبراز أبعاد ما وراء المعرفة في لغات التفكير عند المبدع عبر شهادة نصه الأدبي وتناثرات اللاشعور في وثيقته الأدبية عبر رحلة ابداعيتها التي ترنو إلى عالم حالم في الملائكية وشفافية التغيير .
......................
1-وهبة ، مراد ، وابو سنة ، منى: ( 1997 ) . مفستو الأبداع في التعليم ،دار القباء للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة
2- http://www.alhaqaeq.net/
3- http://www.alshamsi.net/sh3r/ashmawee/poem5.html
4- اللبدي ، ايمن : ( 2003) انتفاضيات 3/ 133ـ 136 ، مطبعة اليازجي ، دمشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة