الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الثالثة ومعركة القدس الاخيرة

جمال عبد الفتاح

2017 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الانتفاضة الثالثة ومعركة القدس الاخيرة



عادت انتفاضة " السكين " التى بدأت منذ عامين بمدينة القدس تستعيد حضورها القوى فى موجة جديدة ، بالعملية الفدائية المسلحة ضد قوات العدو الصهيونى داخل ساحات الاقصى . حيث تمكن الجبارين الثلاثة من قتل 2 من جنود الاحتلال واصابة 3 اصاباتهم خطيرة ، واستشهد فيها الفدائيين الثلاثة القادمين من ارض 48 . ولهذا جن جنون قيادة العصابات الصهيونية ، فكيف وصل ابناء ام الفحم الثلاثة باسلحتهم الى المسجد الاقصى دون ان يكتشفهم احد طوال الطريق ، وبرغم التحصينات القوية حول الاقصى وعبر بواباته ؟؟ وكانت النتيجة اغلاق الاقصى فى وجه المقدسيين وفلسطينى 48 والضفة ، و انتشار واسع لقوات العدو فى احياء وشوارع القدس مع حملة عنف واعتقالات واسعة لتركيع الفلسطينيين ، وتركيب بوابات الكترونية وكمرات لمزيد من السيطرة على الاقصى . . ولكن رد الشعب الفلسطينى الذى اذهل الجميع ـ وفى مقدمتهم العدو وسلطة اوسلو العميلة والعالم ـ لم يتأخر فى القدس والضفة ، واستمراره لاكثر من اسبوعين بزخم غير مسبوق ، حيث كان العدو الصهيونى يتصور ان الانتفاضة الثالثة قد خبت بسبب وحشيته المستمرة ، وتضييقاته الخانقة على حركة المقدسيين وفلسطينى الضفة الغربية ، فى ظل وحشية حروب الابادة فى سوريا والعراق واليمن وليبيا والارهاب الواسع فى مصر بالاضافة الى قمع العدو الصهيونى الذى لا يتوقف داخل وخارج ارض فلسطين المغتصبة . . ليصبح الاقصى والقدس من جديد ساحة الانتفاضة الفلسطينية الشعبية ، حيث لم تتوقف موجات عشرات الآلاف من الفلسطينين المحاصرة لقوات الاحتلال فى مواجهات لا تتوقف ، والاعتصامات المستمرة على مدى اكثر من اسبوعين برغم عنف الاحتلال وعشرات الشهداء والجرحى . . وما ذاد من وحشية الاحتلال وفقدانه لصوابه قيام احد الفلسطينيين بقتل 3 مستوطين بطعنهم بسكين فى اليوم التالى للعملية الفدائية المسلحة . .
عندها ادرك العدو ان جيلا جديدا لم تدجنه اوسلو ، ولا يخضع لتاثير قيادات فتح الاستسلام ، أوحماس التى تعيش وهم الهدنة الدائمة وحل الدولتين والامارة الاسلامية ، ولم تشوهه احلام معونات ووعود جنة المانحين الاستعماريين ، فانخرط فى الانتفاضة الثالثة دون وصاية من احد على عكس الانتفاضة الثانية عام 2000 . . ولم ينخدع فى دعوات عصابات اوسلو وقيادات حماس لانظمة الخيانة العربية ، اتباع امريكا والصهاينة فى التدخل لانقاذ الاقصى ، واعادته لما كان عليه قبل الاحداث لسيادة اردنية مزعومة !! ، كما هى عادتهم مع كل جريمة اعتداء صهيونى كبير ضد شعبنا الفلسطينى سواء فى الضفة او القطاع . ولم ينتظر المنتفضون اية جدوى من وراء الدعاية العنصرية الممجوجة للامة الاسلامية لنصرة الاقصى التى خبروها لعشرات السنين ؟؟ كما اثبت الواقع زيف كل تلك الدعاوى المعادية لنضال الشعب الفلسطينى وقضية تحرير ارضة سواء كانت اسلامية او عربية نظامية منافقة . فمجرد تأخر انعقاد مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية عمدا لاكثر من اسبوعين لبعد انتصار النضال الشعبى الفلسطينى فى هذه المعركة يفضح حقيقة عداء الانظمة العربية العميلة لقضة الشعب الفلسطينى ، ولاى نضال شعبى ضد العدو الصهيونى حليف تلك الانظمة ، كما فضح حقيقة الشرعية الاستعمارية الدولية ـ الامم المتحدة ـ حيث لم يجتمع " مجلس الامن " الا بعد تراجع قيادة الكيان الصهيونى امام موجة الانتفاضة العاتية ، ليخرج ببيان اكثر من هزيل لا يدين الاجرام والاستيطان الصهيونى فى القدس !!!. .
وقد بدأ وعى جيل الانتفاضة الراهنة بقضية تحرير كامل الارض الفلسطينية يتأكد من جديد ، بعد دمار خلفته حقبة " اوسلو الخيانة " وقياداتها لاكثر من عقدين مع اندلاع ثورة يناير والثورات العربية ، ورعب العدو الصهيونى والاستعمار الامريكى من تلك الثورات من بداياتها القوية ، الملهمة لجميع شعوب العالم ، والتى تهدد جميع الانظمة العميلة واسيادها الاستعماريين فى نفس الوقت ، وان انتصارها النهائى شرط لهزيمة الكيان الصهيونى ، فعندها يكون مبرر وجود الكيان العنصرى ووظيفته الاستعمارية فى حجز تطور المنطقة العربية والسيطرة على شعوبها قد سقط والى الابد ، فيصبح تحرير فلسطين على بعد خطوة . .
كما انفتح وعى هذه الانتفاضة على صفقة القرن المشبوهة ، بين الأنظمة العربية العميلة وعلى رأسها نظامى السيسى وسلمان ، وبين اسيادهم الاستعمار الامريكى والصهاينة لتصفية القضية الفلسطينية والى الابد . فقد اسدلت تلك الصفقة الستار على مسرحية " وهم حل الدولتين " ، ولكن جريمة القرن هذه المرة موجهة ضد الحقوق التاريخية للشعبين ، الفلسطينى والمصرى ، بالاجهاز على حق الشعب الفلسطينى فى العودة وحقه فى تحرير كامل ارضه . . بالحاق الضفة الغربية بشكل نهائى بالكيان الصهيونى ، وخلق دويلة فلسطينية بديلة على 1600 كم مربع مقتطعة من شمال سيناء وملاصقة لقطاع غزة ، تبدأ من العريش على ساحل البحر الابيض وحتى حدود فلسطين المغتصبة وبامتداد 40 كم داخل سيناء ، ويصبح لدولة فلسطين هذه علم ونشيد وميناء ومطار ، يهجر اليها جزء من فلسطينى الضفة وارض 48 لتخفيف العبئ على الكيان المغتصب ، مع حق عودة بقية من فلسطينى الشتات اليها ، بعد دمج اغلبيتهم وتعويضهم فى اماكن تواجدهم الراهنة بالاساس ، فى الاردن وسوريا ولبنان . بذلك يسدل الستار على فلسطين التاريخية والى الابد ؟؟ وبذلك يدفع تمن جريمة اغتصاب فلسطين الشعب المصرى من ارضه وامنه المهدد دائما لاستمرار الكيان الاستعمارى الصهيونى المسلح حتى الاسنان على حدودة الشرقية ؟؟ على ان يقوم حكم آل سعود بتمويل هذا المشروع الاستعمارى فى البنية التحتية والمساكن والمرافق العامة ، وربطه بطريق برى ينتهى بمكة والمدينة تسهيلا على الشعب الفلسطينى لتأدية فريضة الحج !!. وان تقوم الولايات المتحدة والدول الاوربية وآل سعود بتعويض نظام السيسى على خيانته الكبرى فى بيع ارض الشعب المصرى وبيع الجزر لتصبح ممرات تيران وصنافير دوليه تسيطر عليها مملكة الارهاب الوهابى لعل تلك التعويضات وحماية القوى الاستعمارية تطيل من عمره فى الحكم ؟؟
لكل ذلك كان العنف الصهيونى ضد الموجة الجديدة من الانتفاضة بهذا القدر من الوحشية والاتساع ، لكسر تلك الانتفاضة ، وفرض شروط جديدة لتغير الاوضاع داخل المسجد الاقصى وساحاته ، كحلقة مهمة فى تهويد القدس على طريق الاطاحة بما تبقى من وهم حل الدولتين لدى قيادات اوسلو وفتح وحماس واتمام جريمة القرن الكبرى . . وجاءت جمعة الغضب الفلسطينى على عكس ما يريد قادة العدو لتعمق من صمود واتساع دائرة المنتفضين فى القدس ، وكل مدن وقرى الضفة وغزة ، مما اربك حسابات قيادات العدو الصهيونى . فتراجع عن كل خطواته واجهزته لتهويد الاقصى ، التى كان يريدها المعركة الحاسمة فى تهويد كامل مدينة القدس على طريق تصفية القضية الفلسطينية ، فى لحظة تعانى فيها الشعوب العربية وثوراتها القتل والتهجير والتدمير ، فى حروب وحشية فرضت عليها مع بدايات الثورات ولم تتوقف حتى الآن .
ومازالت معركة القدس والاقصى مستمرة برغم انتصار الانتفاضة الفلسطينية فى هذه الجولة . والنتيجة لا ترضى العدو ، فاصر على اغراق احتفال الشعب الفلسطينى بنصره الحالى فى نهر من العنف الاجرامى ، ونزيف دم واصابات ، ومسلسل اعتقالات وهدم منازل لا يتوقف ، محاولا ادخال الانتفاضة فى مرحلة تكسير عظام ليستعيد ما تراجع عنه مؤقتا ، والحرب سجال . .
ولكن هذه المعركة من الانتفاضة الثالثة تزيدها صلابة ، وقد وسعت من مشاركة الجماهير الفلسطينية مع تملكها مزيد من الوعى الثورى ، حول ما انتهت اليه مرحلة اوسلو ورجالها من حالة مزرية من الخيانة والعمالة ، وقد كشفت حقيقة حماس وما وصلت اليه من محطة ليست ببعيد عن عباس وفتح . . بما يعنى مزيد من تحدد خندق الثورة الفلسطينية ، وخندق اعدائها بعد افلاس مرحلة اوسلو بكل رموزها . كما تملكت الانتفاضة اشكال واساليب جديدة للنضال تضفر بين النضال السياسى الشعبى وبين النضال المسلح بالبندقية والسكين وتطرح على نفسها بناء تنظيمها الثورى خارج الاطر القديمة من الفصائل ومنظمة التحرير . . وهذا محل رعب قيادة العدو الصهيونى وارتباكها وازمتها . . وفى النهاية لا بد من الاشارة لالهام تلك الايام المجيدة ودروسها على ارض القدس لقوى الثورة المصرية وقطاعات واسعة من الشعوب والثورات العربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة