الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات قلم -9-

عزالدين اللواج

2017 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


-1-
اللص الذي أنقذ مدينة الرباط
بعد سقوط نظام القذافي ، سيطر مجموعة من المواطنين الليبيين على السفارة الليبية في الرباط ، كان من بين أولئك المواطنون الصالح والطالح ، الفبرايري المحترم والفبرايري الانتهازي ، اللص وغير اللص ، وذات صباح اكتشف مواطن لص ، وجود خزانة كبيرة في الطابق الأسفل الذي كانت معظم غرفه مخصصة في عهد القذافي لرجال الأمن والمخابرات ، فقرر أن يفتح الخزانة التي كان يجزم أنها مليئة بالمال ، وعندما جاء في المساء ليفتحها صحبة شخص متخصص في فتح مثل ذلك النوع من الخزائن ، لم يجد بها درهم واحد ، فلقد كانت الخزانة تحتوي على مكونات صلبة غريبة ، ترك ذلك المواطن اللص والتقني الذي كان معه الخزانة ، وخرجا من السفارة ، وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم التالي اكتشف بعض المواطنين الذين كانوا في السفارة ، أن الخزانة مفتوحة ، وبدأوا يتساءلون عن سبب فتحها ، واتفق معظمهم على أن دافع السرقة والاعتقاد بوجود المال هو السبب وراء فتح تلك الخزانة .
انتشر الخبر بين أوساط الجالية الليبية المقيمة في المغرب ، وبين الليبيين المقيمين بشكل مؤقت ،وعندما وصل لضابط مخابرات ، كان يعمل في مقر القنصلية الليبية بحي الليمون ، سارع للاتصال بالخارجية الليبية وأخبرهم بأن موضوع الخزانة يتعلق بمكونات قنبلة ، لكن الوزارة التي كانت تمر بحالة فوضى عارمة ، لم تقنعه بالرد ، فبادر للاتصال بوسائل الإعلام المغربية وغير المغربية، وأخبر الصحفيون بأن مواد القنبلة تم تجميعها في فترة قرر فيها القذافي اغتيال الملك عبدالله في المغرب، وأنها الآن في وضعية تشكل خطراً على سكان المدينة ،وعلى حد وصفه بإمكان موادها في حالة العبث بها من قبل المواطنون الذين يسيطرون على السفارة ،أن تكنس الرباط أكثر من مرة.
نشرت العديد من وسائل الإعلام الخبر، ولم تنم منذ تلك اللحظة أجهزة الأمن المغربية ، حتى تلك اللحظة التي قام خبراء أمن مغاربة بالتعامل مع مكونات القنبلة ، وإنقاذ العاصمة من خطرها ، تحية من صميم القلب لأهم لص في تاريخ لصوص
ليبيا ، اللص الذي أنقذ عاصمة مغربنا الكبير والجميل ."التوقيع - دبلوماسي سابق ".
-2-
كلاب بشرية
في أحد مقاهي بنغازي ، قال لي بين شوطي مباراة جمعت بين الأهلي المصري والفيصلي ، أن أخطر أنواع الكلاب الموجودة في ليبيا ، هي تلك الكلاب البشرية المتورطة عملياً في الفساد المالي ،وفي حراسة منطق سيرورة أوكاره النتنة ، وأنه كمثقف عايش مرحلة ماقبل السابع عشر من فبراير 2011 وما بعدها ، لايلفت انتباهه في هذه الفترة ، إلا تلك العلاقة الغامضة التي تجمع بين بعض لصوص الكلمة ، وبين أباطرة الفساد المالي ، فهذا لص مقالات شهير في عهد القذافي أصبح بعد الحدث الفبرايري مسؤولاً كبيراً في مكتب وزير فاسد ، وذاك أستاذ جامعي ورئيس قسم علمي قام بالسطو على رسالة علمية ، وجعلها مقرر دراسي لطلابه بعد أن كتب عليها بكل وقاحة اسمه ،يتولى حالياً منصباً وزارياً هاماً في إحدى أبرز وزارات نهب المال العام .
تركت صديقي المثقف ، يكمل كلامه وقلت له :- بمناسبة أجواء المباراة ،على رأي الأشقاء في مصر "لسه ياما حانشوف"



-3-
وحدة
في البداية يوحدهم شيطان سياسي أو غير سياسي ما في تحالف أو ائتلاف ما ، تحت شعار إنقاذ الوطن ،فينجحون نسبياً في إزاحة ذلك الشيطان ، ثم بعد ذلك يعودون من جديد للتناحر مرة أخرى ،فيصفق لهم شيطان سياسي أو غير سياسي آخر، يدخل على خط الصراع ليزيد من وطأة تأزمه ،هم هكذا للأسف ، يبنون تحالفاتهم وائتلافاتهم على مبدأ عدم الاستفادة من دروس الماضي ، تلك الدروس التي من أهمها ذلك الدرس الذي مضمونه أن تكامل المشهد السياسي الذي يرمي لإنقاذ الوطن لايقوم على وهم المفهوم الميتافيزيقي للوحدة ، أو على نكتة صراع الأضداد الذي سينجم عنه تحالف أو ائتلاف ينقذ الوطن ، بل يقوم على مساريتسم بلا خطية وتعثر ، يتم تجاوزهما ، من خلال منظومة سلوك سياسي منفتحة ،قائمة على مراجعات فكرية تنتمي للموضوع العلمي ،وليس لموضوع التنازلات السياسوية المؤقتة ، فمن شأن تلك المراجعات ،وتلك المنظومة السلوكية ،أن تساعد على القطيعة مع وهم الانفراد الأبدي بكعكة البترول ،وتضمن وجود مشهد سياسي مبني على قبول التعارض والاختلاف.
.
-4-
السيد "شروط النسيب الكاره"

من الصعب أن تنجح لقاءات المصالحة الوطنية في ليبيا ،طالما أن السيد "شروط النسيب الكاره" منخرط في تلك اللقاءات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر