الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سانت لييغو والصخونة

حكمة اقبال

2017 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لابد من الاقرار ، ان من اقترح نسبة 1,9 حسب نظام سانت لييغو لتعديل قانون الانتخابات ، بذكائه الحاد ، وفطنته العالية ، وتفكيره العميق ، ودرايته الفكرية المتشعبة ، وحسن تقديره للواقع الحالي والمستقبلي ، وسعة صلاته مع أصحاب الشأن ، وتشعب صلاته مع الجيران ، وايمانه الديني الراسخ ، وحصانة موقفه المالي والقانوني أيضاً .

يقال انه عندما طرح الفكرة على بعضهم ، كان متأكدأ انها ستحظى بالترحيب والتبني وسرعة موافقة بعض الآخرين عليها ، وفعلاً تم له ذلك ، وجرى التصويت على الفقرة بسرعة قبل التصويت على الفقرات الاخرى في القانون المقترح . يقال أيضاً ، انه شرح لهم فوائدها بالتفصيل وبالأرقام ، ولاحظ الفرح على وجوههم ، ولكنه كان صريحاً معهم أيضاً فيما قد تتسبب بردود افعال ، من أقلية ستعارض هذه الفكرة ، ولكنها أقلية مقدور عليها ، رغم علو صوتها .

عندما وضع عالم الرياضيات الفرنسي أندرية سانت لييغو نظام فرز الأصوات الانتخابية ، لم يكن يخطر بباله ان يأتي برلمان العراق ويتلاعب بطريقة تقسيم الأصوات ، لو ظهر الآن ما تراه يقول لأعضاء برلمان العراق الذين حولوا التقسيم من 1، 3، 5، 7 الى 1,9 ، وبهذا قاموا بتغيير جوهر فكرة نظامه الحسابي الذي كان يريد به ان يمنح كل الكتل والقوائم ، كبيرها وصغيرها حق التمثيل ، معتبراً ان هذا حق طبيعي للناخبين ان يجدوا من انتخبوهم في موقع سلطة القرار ، على اختلاف اعدادهم .
جماعة برلمان العراق اختاروا التعديل لمنع أي كتلة ، غير الكتل والقوائم الكبيرة والمتحاصصة بينها ، من أنم تفوز حتى ولو بمقعد واحد يتيم . يريدون ان تكون كل المقاعد لهم ، يتقاسمون المناصب والغنائم بينهم ، ويتسترون بعضهم على بعض .

المثل الشعبي المعروف " اللي يشوف الموت يقبل بالصخونة " هو اساس من اقترح على البرلمان فكرة التعديل الى نسبة 1,9 ، مستنداً الى خبرة مجتمعية عميقة . فقد انطلقت اصوات معارضة كبيرة من داخل البرلمان ، ومن خارج البرلمان في ساحة التحرير في بغداد وساحات بعض المحافظات ، وستجري ، كما خطط لها ، مراجعة للقانون وتعديله الى نسبة أقل مثل 1,7 أو 1,6 أو حتى 1,4 ، وبذلك يعتقدون ، وربما هذا ما سيحصل ، ان اصوات معارضة القانون ستخمد ، وسيقبلون بالتعديل الجديد . وهنا الخطر الكبير .

الأصوات المعارضة للتعديل يجب ان لاتقبل بالصخونة التي سيقدمها البرلمان ، يجب ان لاتقبل بتعديل نظام سانت لييغو الانتخابي بأي نسبة كانت .
ليس بجديد القول ان الصراع كبير ومهم ، فاذا ما مُرر التعديل الحالي ، فسيتكرر في قانون الانتخابات البرلمانية في العام القادم .

لاشيء مفرح في العراق ، ولا أمل يرتجى ، في المدى القريب على الأقل ، وربما فكرة مقاطعة الانتخابات ليست غير ذات جدوى ، فهي تعبير عن رأي أيضاً ، ورفض واضح لنظام انتخابي جائر وغير اخلاقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة