الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهر اللوز

نسرين السلامي

2017 / 8 / 8
الادب والفن


ان يتكرر اللحن قبل كل الحروف القادمة من مواسم الحمى ...
او ان يكون ليديك سطوة اشرس من خطاب عسكري مدجج بجماجم القتلى مسبقا ...
او ان يقف هذا الكأس بتلكئ غبي ..بين فراغ الوجع و ترنيمات صلاة على جفون اصابعك ..على بعد نوتتين لاغنية بعيدة تتراقص حول ازرار قميصك القاتل في بياضه ..حين يتوج اخر الليل بامتداد لبعض همهمات لاتينية من لغة تجيدها الخطوط العريضة للفلسفة ..للتنوير.. لشيء من الموسيقى التي تاتي مهرولة تقطع نفسا ..كدت ساقول قبله ..انه ثمة فلسفة ما في ان يمر سواد ساعة عبر نهاية القميص الابيض في معصمك ...
او انني لا اجيد لغة النساء في محاورة خطوط الموضة ...بطريقة تقليدية ..بتلك الطريقة نفسها التي تبث قنوات ما قبل الاحجيات اخبارا تتضمن ان احداهن لطخت فستانها ببقعة من عصير الكرز .وان احداهن وهي تقطع الممر تعثر الكعب العالي بامتداد فستانها فتعثرت ...وان ساعتك السوداء التي يفتنني تالقها امام بياض قميصك و الازرار المشبعة بالحنين ..لا يهمني الى اي الماركات تنتمي ..يهمني فقط ان قطرة من عصير الكرز لم تقع على قميصك ..حين انحنى الاسود في معصمك على شفاه الارتباك في لمعان الكأس بين ثرثرات الاغاني اللاتينية وآهة متوهجة لام كلثوم ...
هم يرقصون هنا ...على جنبات الوجع في الاحرف المعقفة ...على نوتات سلم الشجن الشرقي ...حين يعبد الحزن كصلاة لكل وقت ...
ولا يتوقف قميصك في بياضه عن مناداة زهر اللوز باسمه الاكثر تشعبا ...او انك تعرف كيف تدعو امراة للرقص في حضرة الربيع ...
ينتشي زهر اللوز وهو يتقدم نوتات الكرنفالات القادمة من قصائد العشق العربية ..
واشك ان بقعة الكرز اليتيمة التي لم يصادفها الحظ في تقبيل قميصك ...اشك ان قصائد الغزل القديمة تعنيها ...ذلك ان المعلقات حين تغنت بجمال الشرقيات لم تكن تستند الى احمرار الكرز ...
كان هذا الجزء المجهول من العشق يوجد خلف مساحات موج وملح ...
-هل تسمحين برقصة ..
مع ابتسامة متعالية على البياض ..ونظرة تشهق كسواد الساعة ..
ربما اسمح باكثر من رقصة واحدة ..اسمح ببقع الكرز والخوخ والمشمش ..
تبدو اصابعك في هدوءها العائد من خيبات الكرز ...اقل تململا ...وابدو انا على مساحات من المرايا .نساء كثيرات ...
يقطع فستاني الاسود وبياض قميصك القاعة كترنيمة للحظة صاخبة ..
ويبدو حذائي الاحمر ممتعضا من سواد حذاءك ..حين يناوئ الكرز ..ويمتنع عن التصويت لزهر القرنفل حين تخطو ركبتك لترجعني الى الخلف ..
تسالني بهدوء ابيض : هل تحبين؟
اجيبك بصخب مشمشي .نعم احب ...
احب ان لا يتوقف نبض الوجع في اهة ام كلثوم ممزوجة بذلك البرود اللاتيني ..
نعم احب ان اجالس يديك في سباتهما القادم من مدن البرد ..اوزع حولهما بعض نقاط التتابع في اللغة التي تأخذ النون لتبدو احيانا ثقيلة ...وترسم تعرج الحاء على برود الثلج في كأسك ...
نعم احب المزج بين التناقضات ..
تبتسم ..بهدوء الثلج ..
ويهطل في القاعة مطر من زهور اللوز ..
ربيعك القادم من الانهار البعيدة ...
وصخب سعاد حسني وهي تضحك ملئ الخوخ ..لتغني في اذنك بلغة لا تفهمها ان الربيع على بعد حفنتين من الزهر ...
ندور في القاعة كإكليل زهور برية ...
تتمشى اصابعي على منعرجات الياسمين في قميصك ...
تسالني بابتسامة خجولة هل تحبينه؟
سيصدمك ان اقول لك ان بياض هذا القميص هو سبب افتناني ... وسيصدمك ان اقول انني احفظ مساحة البياض بين زر واخر اكثر مما احفظ شكل ابتسامتك ...
زهر اللوز لا يملك ترجمة لما اقول ..
ولا حتى بقع الكرز التي يفتنها بياض قميصك ..
دعني افاجئ الثلج في كأسك ..بهبة من الحمى ...
وان ارصف اكليل فل على امسيات التفرد اللاتيني ...
انا هنا لأراقب تفاصيلك ..بدهشة طفلة ...
اخط بضع كلمات على اوراق الفراغ ..لتبدو كل نسائي في امتداد الكلمات ناضجات بفوضى ...او مضرجات بتعنت المستحيل ...او مخضبات بالخوخ والمشمش حين تصبح بقع الكرز طقسا حتميا ...
انا هنا فقط ...لأكتب بين فراغات اصابعك نصا مخضبا بالفواكه ..معمدا بالاغاني..
متعرجا بالاحرف ..مصابا بلعنة البياض والسواد والكرز ...
انا هنا لأكتب نصا يمتلئ بي ...ويفرغني منك ...
لا تصدق انهن مسالمات ..
النساء اللاتي يتسلين بالوان الحبر على اصابعهن ...نساء قاتلات ...
Ness








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس