الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممكنات الخروج من نفق الازمات والعبث السياسي

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2017 / 8 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


العبث السياسي اهم مظاهر وصور المسرح السياسي ليس باعتباره مسرحا وفق التعبير الفني للكلمة بل مجازا بالاشارة الى الواقع السياسي في اليمن -والعربي عامة - فالواقع السياسي بكل مظاهره العبثية من الفوضى والتدمير والقتل والكوليرا والتفريط بالسيادة والتدخل الخارجي كل ذلك وغيره لم تستطع معه الاحزاب السياسية المعلنة ان تواكب هكذا احداث ومخاطر وبلورة رؤى وتصورات سياسية تخرج البلد من هذا العبث بل ولم تستطع ان تشكل رؤى اولية للتعبير عما يجري في الساحة التي تشكل هذه الاحزاب واحدا من مظاهرها العبثية ..
وهذا ليس مستغربا في واقع الاحزاب حتى في مرحلة ما قبل 2011 فلم يكن لها دور حقيقي وفاعل بل كانت تتحرك وفق معطيات صانع الازمات ومخرجها (الزعيم وحلفائه). ومع ثورة الشباب تزايد بؤس التفكير لدى قيادات الاحزاب ولم يكن بمقدورهم الوصول الى فكرة جامعة او رؤية متكاملة تعبر عن مشروع التغيير وهذا الامر ناقشته بشكل مباشر مع ستة من قيادة المشترك في ندوة عقدت خصيصا لهذا الامر في مركز الدراسات وكنت المحاور الرئيسي لهم ..واليوم مع السنة الثالثة من الحرب والعبث والفوضى الشاملة لم يصل بعد هؤلاء (قيادات واحزاب) الى تصور حتى يشرح ما يدور في الساحة ولا تصور او رؤية لمابعد هذا العبث بل يتحركون وفقا لمجريات الاحداث الميدانية المتعددة والمتنوعة جنوبا وشمالا وفي اكثر من جبهة ميدانية ..
وللعلم حتى القيادات الجديدة التي ظهرت ميدانيا يتم الامساك بها من مراكز القوى التقليدية المتعددة وجعلها تدور في فلكها ففقد التغيير تشكل قيادات جديدة مستقلة ..بشكل عام لم تتشكل حتى اليوم تحالفات جديدة مع ان الواقع افرز تناقض في المصالح وتعدد في الرموز المحلية والحزبية والشبابية ناهيك عن حضور الخارج الاقليمي المتعدد والمتناقض مع بعضه تجاه الازمة في اليمن ..واذا كانت قوى الصف الجمهوري شبابا وشيوخا في فترة الستينات حسمت الامر بالانتصار للجمهورية مع تغيير في ترتيب اولويات البناء السياسي واحقية جماعات معينة بالمواقع والوظائف فان قوى الثورة اليوم حتى تعبير الجمهورية غاب عن خطابها واصبحت تتحدث عن تقسيم اليمن ...
اليمن اليوم يحتاج الى تصور متكامل لمرحلة مابعد العبث والفوضى وللخروج من نفقها المظلم كما هو في اللحظة الراهنة ..لأن اعادة البناء للدولة ومؤسساتها وللبنى التحتية هي ذاتها اعادة البناء للهوية السياسية الوطنية وتمركز الانتماءات الوطنية نحوها حصريا وهنا يكون تأهيل الانسان وتأهيل المجتمع ومرحلة الاعمار في مسار واحد كتعبير عن مشروع للنهضة والتغيير والبناء فهل تمتلك الاحزاب والشرعية هكذا تصور
سياسي ..الاكيد انها لاتمتلك ا اي فكرة متبلورة او حتى مسودة مشروع لان حساباتها جدميعا ترتبط بتوزيع الادوار والمواقع والامتيازات وهي ذات اهمية تشغل كل حواراتهم السرية والعلنية دونما ارتقاء لمستوى الوطن والشعب وتضحياته (ومعها في نفس المستوى سلطة صنعاء حيث الغنيمة اهم اولوياتها).ومن المؤكد ان حلا مستديما لليمن يتطلب حوامل بنيوية جديدة في فكرها وفلسفتها وقياداتها او على الاقل تغيرا عميقا في بنية الاحزاب الراهنة فكرا وخطابا وقيادات ..لان الحل لايجب ان يكون محاصصة بين مراكز القوى واطراف الصراع لانه لن يتعدى كونه هدنة مؤقتة يعاد معها مربع العنف والصراع مرة اخرى ..وفي حال غياب حزب قيادي جديد او تكتل سياسي جديد فان اطراف الصراع ومراكز القوى وهي ذاتها ادوات الخارج ووكلائه سيمسكون بمقاليد السلطة لان الحوار السياسي لن يكون الا حوارا على المحاصصة وتوزيع الادوار والمواقع كماهو حاليا ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ