الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تنتظر حماس من المواطن الغزي؟

حسن جمال الداودي

2017 / 8 / 9
القضية الفلسطينية


تزامنًا مع الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية فيما أسمته اجراءات اضطرارية هدفها إنهاء الانقسام باستعادة قطاع غزة من حكم حماس والشروع سريعاً بجولة انتخابية شاملة، قامت حماس بدورها عبر منابرها الإعلامية المختلفة، مساجد، إذاعات، صحف … إلخ، بتسليط الضوء على تلك الإجراءات على أنها إجراءات ضد القطاع ككل، وليس ضد حماس وحدها كحزب حاكم للقطاع منذ 2007، وفي هذا الصدد دعت حماس مواطني القطاع للاحتشاد خلفها في معركة صمود طويلة الأمد ..

لذا وجب النظر في تلك الدعوة للمواطنين من منظور المواطن وبأقل قدر ممكن من الدسم السياسي، حيث يقول المثل: من يعمل السبت يجد الأحد. فما الذي قدمته حكومة حماس لهذا المواطن في سبتها حتى تتوقع أن تجد منه شيئًا في أحدها؟!

- نبذة تاريخية|

تقول الأسطورة إنه في عهد حماس تخرج شاب من الجامعة وبعد انتظار على سلم البطالة قرر أن يعمل سائق أجرة فمحبوبته لا يزوجها والدها لعاطل فاضطر للدَين؛ كي يشتري بالتقسيط سيارةً ضريبتها ضعف ثمنها الأصلي، وصارت ثمرة عمله مقسمة بين وقودها ومخالفات المرور المتنوعة حتى علم أن محبوبته أُجبرت على الزواج كزوجة ثالثة لرجل بعمر أبيها الذي تذرع بخوفه من العنوسة، فما كان من الشاب إلا الانتحار، ولم يذكر خبره في اليوم التالي في البرنامج الاذاعي اليومي لأن مقدم البرنامج معتقل على خلفية حديثه في حلقته السابقة عن أزمة الكهرباء.

– الأزمة الاقتصادية

تشخص الأبصار أمام الاحصائيات الاقتصادية المتعلقة بالقطاع فهو يحتل صدارة تصنيف البطالة بمعدل 60% وفي موقع حرج على سلم الفقر حيث يعيش حوالي 70 % من سكانه دون خط الفقر ويندرج 30 % منهم تحت بند الفقر المدقع،
وبالرغم من فشل حكومة حماس في إيقاف هذا السيل الجارف من الإحصاءات الكارثية، فإنها زادت من واقع مواطنيها تعقيدًا بمنظومة جبايتها التي فرضت ضرائب على كل شيء تقريبًا، بدءًا من دولارين على علبة السجائر، وليس انتهاءً بثلاثة آلاف دولار على بعض السيارات.

حتى وصل الأمر بأحد نواب حماس في اجتماع متلفز مع التجار المعترضين على الضرائب أن يقولها صريحة مجلجلة: المواطن هو المتضرر!

– الأزمة الاجتماعية

يقال: الاقتصاد الهش يفضي إلى مجتمع هش.
وفي البقعة الأعلى كثافة من حيث السكان بتعداد يناهز المليوني نسمة، شهدت حقبة حماس انتكاسات اجتماعية هائلة..
تبدأ بانهيار ملحوظ في بورصة الزواج مقابل ارتفاع مؤشرات الطلاق التي بلغت نسبة قياسية عام 2016 بأكثر من 3100 حالة طلاق!

كانت الأزمة الاقتصادية اللاعب الأبرز في مسبباتها؛ ولا تقف عند معدلات العنوسة غير المسبوقة في أوساط الفتيات الغزيات حيث أشارت الاحصائية الصادرة عام 2015 لوجود أكثر من 125 ألف فتاة يشملهن هذا البند!
وليس انتهاءً بظواهر غير مألوفة على المجتمع كالإقبال الكبير نسبيًا على المخدرات في وسط الشباب حيث تشير التقديرات لوجود حوالي مائة ألف مدمن في القطاع!

وعديد الظواهر السلبية الأخرى كظاهرة الانتحار وظاهرة الهجرة.

– أزمة الكهرباء

تكاد تكون الكهرباء علامة الجودة الأبرز في حقبة حماس حيث لا يكاد المواطن – العادي – يذكر يومًا تمتع به بتيار كهربائي متصل ل24 ساعة!
فقد تنوعت جداول التوزيع بين جدول الثماني ساعات (المثالي)، وجدول الساعات الست وصولًا لجداول الأربع والثلاث ساعات.
لكن أكثر ما يثير حفيظة الشارع الغزي أنه رغم تباين عدد ساعات الوصل وبغض النظر عن وجود ضريبة البلو من عدمها أو وجود منح خارجية تدعم وقود محطة التوليد من عدم وجود أي منحة، فإن الفاتورة المدفوعة تبقى ثابتة تقريبًا!
إضافةً إلى ظهور فئة من تجار الأزمات الذين يقدمون حلول الطاقة البديلة بتكاليف تثقل كاهل المواطن المثخن أصلًا!

– شماعة الأزمات

العلاقة بين المواطن والحاكم مبنية على حق المواطن في الاعتراض، أي أن الحاكم إن قام بواجبه فهو واجبه، ولا شكر على واجب!
وفي حال قصر في ناحية ما فحق المواطن الطبيعي يكفل له توجيه سهام الانتقاد…
أما حماس فأمام ما ذكر وما لم يذكر من أزمات كانت تجد شماعة ما لتعلق الفشل عليها، فتارة يكون الحصار وتارة تكون المؤامرة الخارجية أو الداخلية.
وهنا يتساءل المواطن، أليس من البديهي وجود بند العمل تحت الضغط في أي سيرة ذاتية يقدمها الانسان لشغل أي وظيفة، فكيف تغيب هذه الميزة عمن اختار معترك الحكم، فالأجدر بالحاكم التغلب على الضغوط أو التنحي لمن يستطيع حال عجزه!

- أردوغان نموذجًا!

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شخصية يألفها المواطن الغزي جيدًا، فصورته لم تغب عن ميادين وساحات القطاع طيلة هذه الحقبة، وهو صاحب القول الشهير لناخبيه في مدينة إسطنبول التي كان عمدتها لأربع سنوات: من لم تصله خدماتنا فلا ينتخبنا.
فطالما أن حماس تعرف وزنها الشعبي جيدًا فلتقل لمواطني القطاع بعد 10 سنوات في ظلها: من لم تصله خدماتنا فلا ينتخبنا أو لا يناصرنا.

ففي ظل هذا الواقع لن يلتفت المواطن لمعارك حزبية لا ناقة له فيها ولا جمل ولن يهتم المواطن لشخص من يحكمه وحزبه، بل إلى قدرته على انتشاله من وحل أزماته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه