الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع الجامعة الراهن بالمغرب والنضال ضد خوصصتها

خالد المغربي

2017 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يحاول النظام القائم خلال الفترة الحالية مستخدما كل اساليبه و وسائله التي سخرها لتكوين شبه حملة قوية للهجوم على مجانية التعليم بشكل عام و التعليم العالي على وجه الخصوص، هذا الاخير الذي اصبح عرضة للسخرية الاعلامية اليومية و الهجوم الاعلامي حتى يتم تمويه الرأي العام حوله و فرض العزلة التي تتيح للنظام القائم خوصصة ما تبقى من هذا القطاع، هذا الأخير الذي اصبح يعرف دق آخر المسامر في نعشه، و استكمال ما تبقى من الرتوشات الشكلية، لمنع ابناء المفقرين و المستغلين من الولوج اليه، ليصبح بقدرة البنك الدولي و عميله الاقليمي المتمثل في النظام الكومبرادوري القائم، تعليما خصوصيا لا يستفيد منه سوى ابناء الفئات العليا، ولا مكان لابناء و بنات الكادحين و الكادحات.
فعندما يكون جواب الطبقات المسيطرة و أبواقها عن سؤال: "هل التعليم الجامعي بالمغرب يوفر فرص شغل و مرتبط مع سوق الشغل؟" هو: "انه لا محل له من الاعراب و بعيد كل البعد عن التوجه الذي يسير فيه المغرب الان" فالمعنى الحقيقي لذلك هو انه لم يعد مجال للانتظار لتوجيه التعليم العالي نحو شبح الخوصصة.
فليس مهم في نظر تلك الطبقات الانتاج والتكوين المعرفي و العلمي للتعليم الذي يبقى بعيد كل البعد حقا عن منطق الربح. و بكلمة موجزة بمنطق الرأسمالية و القوى الامبريالية، التي اصبح يسيل لعابها و لعاب خدامها على ذلك القطاع، الذي يرون فيه العديد من الملايير الضائعة و المفقودة، التي ينهبون منها اقل مما يمكن و يجب نهبه في نظرهم، وذلك جراء اخراج تلك الدريهمات المنهوبة سلفا، من جيوب المغاربة من الضرائب و فواتير الكهرباء..، وصرفها مجددا على بعض من ابنائهم وبنات هؤلاء الكداح، عوض وضعها و تكديسها في بنوكهم بسويسرا و بنما..
من المعلوم ان الهجوم المسعور الذي يشنه النظام القائم كعميل مطيع لاسياده الامبرياليين على الجامعة و باوامر و تعليمات دقيقة منهم، له جذور تاريخية عديدة، و ذلك منذ اكتفائه بملئ الفراغ الاداري و التكنقراطي على مستوى الدولة الذي تركه المستعمر شاغرا عند خروجه الشكلي سنة 1956 بعد توقيع مؤامرة اكس ليبان الخيانية، الشيء الذي عبر عنه القرار المشؤوم لوزيره آنذاك بلعباس سنة 1965 الذي نص على ان من تجاوز سن 17 سنة ولايزال بالسلك الإعدادي لا يحق له المرور إلى السلك الثانوي ما يعني منع ابناء الطبقات الفقيرة الذي من المعلوم انهم هم من كانوا يعانون من مشكلة تحديد السن والتدقيق في سن الولادة، ما سيفجر انتفاضة الشعب المغربي الخالدة في نفس السنة "65" انتفاضة عبر عنها بدمائه الزكية عن رفضه لسياسة الخوصصة التي ينهجها النظام القائم.
في ذات السياق يبقى من المؤكد ان ذلك الهجوم السالف الذكر يشن بالتوازي على باقي حقول الصراع الطبقي ببلادنا، ولو اختلفت الاشكال و الدرجات، الا انه يولد سخطا جماهيريا اكيدا يتحول الى احتجاجات و صدامات تعبر عن التناقض الرئيسي بين الطبقات المسيطرة ببلادنا كطبقات عميلة و خادمة للقوى الامبريالية و الجماهير الشعبية بفئاتها و طبقاتها المهمشة و الفقيرة، و التي يشكل ان صح القول الطلاب جزءا صغيرا و متميزا منها، هذا الجزء الذي يستطيع المساهمة بفعل نضاله التحرري في مواجهة هذا الهجوم الذي يشنه النظام القائم بالضبط على الجامعة كجزء بسيط يلهم باقي ابناء الشعب المغربي لخوض مواجهتهم الحتمية في كافة الحقول و مستويات الصراع الطبقي.
وبالموازاة مع الواقع الذي يعرفه الصراع الطبقي بالمغرب حيث استمرار النضال باشكال وانماط مختلفة يكتسي جلها طابع العفوية في ظل غياب المعبر الحقيقي عن تطلعات ومصالح الشعب المغربي والمتمثل في الاداة الثورية، فان الحركة الطلابية بمنظمتها النقابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و بمناضليها ومثقفيها، تلقى كالعادة عليها مهمة الدفاع على ما تبقى من مجانية التعليم الحق المقدس لابناء العمال والفلاحين، حيث و كما واجهت منذ أمد بعيد وسطرت ملاحم تلو الاخرى ضد مخططات النظام القائم الهادفة لخوصصة التعليم (التخريب الجامعي، التقويم الهيكلي، الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المخطط الاستعجالي المخطط الاستراتيجي، الرؤية الاستراتيجية..) عبر خوض معاركها البطولية، فهي اليوم اكثر من اي وقت مضى لابد لها من حشد الجهود والدعاية المكثفة للتمسك والتشبث بالمكتسبات التاريخية التي حصنت لسنوات عديدة في الجامعات والتي اصبحت في مهب الريح الان. لقد بات من المؤكد السعي الخسيس للنظام القائم في اجتثاث كفاحية وثورية الحركة الطلابية وذلك سعيا منه لتمرير تلك المخططات الطبقية، عبر حملات القمع وقرون الاعتقال المنفذة عبر محاكمات صورية ومؤامرات مهيئة لتمويه الرأي العام.
ان مهمة المثقف اليوم تستوجب كما قلت التعريف بالدور التحرري للجامعة التي لعبته تاريخيا، والتثقيف و التوعية بضرورة الاستفادة من التعليم كحق لابناء وبنات شعبنا. بخلاف الصورة السوداء التي يسوقها النظام القائم على التعليم لرفع اليد عنه، و لفتح الباب بمصراعيه امام الشركات الخاصة لجعله ورديا في نظره، هناك صورة يجب اعطائها للجماهير و هي صورة تعليم يثقف و يكون ابناء الفقراء وان لم يكن بتلك المواصفات، وإن انعدمت فيه شروط ذلك، فيجب توفيرها بالنضال وتأكيدها بالدفاع عنه وتغييره في افق تعليم شعبي ديمقراطي علمي و موحد لا يمكن تحقيقه الا مع تحرر الوطن المنهوب و تدشين غد الحرية والانتعتاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل