الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: خطوة عملاقة نحو الدولة المدنية

حاتم بن رجيبة

2017 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية





استمع التونسيون اليوم 13 أوت 2017 إلى خطاب تاريخي من طرف رئيس الدولة الباجي قائد السبسي بمناسبة عيد المرأة. خطاب لم يتوقع أحد : لا من الحداثيين ولا من الأصوليين سماعه .

ما قاله الرئيس وما اقترحه يشابه إعلان ميثاق حقوق الإنسان إبان الثورة الفرنسية !

الباجي قائد السبسي يدعو بمناسبة عيد المرأة إلى المساواة في الإرث وإلى حق المسلمة بالزواج بغير المسلم !

زلزال ورجة رهيبة في مجتمع متصلب وورع ومحافظ حتى النخاع ! تسونامي حداثي على أرض جدباء وعقول متصحرة يحكمها رجال الدين، انفجار نووي يقض أركان الأصولية ونور باهر يضيء عتمة الفكر الديني المتخلف . بشرى للحداثة والدولة المدنية في تونس والعالم العربي عامة .

المحير لماذا هذه الدعوة الآن ؟ لماذا لم تكن إبان الثورة أو متزامنة مع إعلان مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956? لماذا الآن في زمن يسيطر فيه الإخوان على البرلمان وزمن يصم فيه الخطاب الديني الآذان ؟ في زمن يبنى فيه مسجد في كل شارع وزنقة ، زمن يندر فيه مشاهدة السافرات وسماع رأي حر . زمن اللحي و اللباس الأفغاني .

الباجي قائد السبسي معروف في تونس بدهائه السياسي وفطنته ومكره. حسب رأيي لم يقدم على هذه الخطوة العملاقة ويكمل ما بدأه الزعيم بورقيبة إلا لإدراكه مدى ضعف حركة النهضة فرع حركة الإخوان المسلمين في تونس . فحلفاء النهضة : قطر وتركيا في وضع لا يحسدان عليه أما حركة الإخوان الأم في مصر فقد اندثرت وامحت. أي اعتراض من جانبهم سيكون بمثابة الإنتحار السياسي والعزلة العالمية الحتمية والنهائية ،سيكون بمثابة إماطة اللثام عن الوجه القبيح الذي يحاولون بكل ما أوتوا من دهاء وحيلة إخفاءه عن العالم الغربي الحداثي. إماطة اللثام عن كنههم الظلامي والأصولي .

من يستطيع الآن الإقرار علنا معاداته للمساواة التامة بين الجنسين و لحقوق الإنسان الكونية دون الخوف من النبذ التام من الغرب صاحب القوة والحل والربط . لن يجرؤ على ذلك إلا المتهور والإنتحاري والغشيم أما النهضة بقيادة شيخها الماكر والمتمرس والمحنك فلن تجرؤ على ذلك أبدا ؛فهي مجبرة على المسايرة و الصمت وهاهي تعلن استعدادها للمشاركة في الحوار !!

هنيئا لتونس وللعالم العربي بهذا اليوم وهذا الخطاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لست متفائلا
Muwaffak Haddadin ( 2017 / 8 / 14 - 07:45 )
الاستاذ حاتم بورجيبة المحترم
اهنئكم على هذه المقالة التي تنم عن شجاعة كاتبها ولكنني لست متفائلا بالنتائج لكي يعم موقف الرئسي السيسي في العالم العربي
آن العقليات الرجعية المتاصلة منذ عدة قرون لن تنهزم الا بعد تغيير المناهج
المدرسية من بداية برامج الاطفال وتثقيفهم في البيت الى ما بعد التخرج من الجامعة وهذا يحتاج الى اجيال لترسيخ قبول الاخر
مع التحية والاجلال لفكرك النير
موفق حدادين
استاذ في الصيدلة
14 /8/2017 عمان /الاردن في


2 - تصحيح
Muwaffak Haddadin ( 2017 / 8 / 14 - 08:12 )
في تعليقي وردت كلمة السيسي خطا والصحيح السبسي
مع الاعتذار لهذا الخطا المطبعي
موفق حدادين


3 - هل هذا إنجاز؟
مدحت محمد بسلاما ( 2017 / 8 / 15 - 07:43 )
من المؤلم جدّا عندما نسمع بضرورة المساواة بين المرأة والرجل في العالم العربي والإسلامي، وكأنّ حواجز شاهقة قد هبطت و 1400 سنة قد اندثرت وثورة قد اندلعت حاصدة الأخضر واليابس. أين الظلم يا بني آدم أن تساوى البنت في الميراث بأخيها؟ هل نحن وحوش كاسرة نعيش في عالم آخر؟ ما فضل الذكر على الأنثى كي يفضّل عليها؟ ألا تهتمّ بأهلها وتضحي بحياتها من أجلهم؟ كفانا هراء ونفاقا يا أمّة الكذب والنفاق! والمجد لتونس الخضراء التي أنجبت الرئيس بورقيبة والرئيس السبسي


4 - تونس
نور الحرية ( 2017 / 8 / 15 - 20:41 )
تونس أنت القاطرة فالتسحبينا الى بر العلمانية والديمقراطية والمساوات ولتنقذي هذه الشعوب النصف الميتة

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ