الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كنتُ سندباد !!

عمر الداوودي

2017 / 8 / 14
الادب والفن


لو كنتُ سندباد ,لتمنيت ان اكون جاراً لمفيد عباس ,,
الكتابة هبة وموهبة , الكتابة هي مهنة صناعة العقد الفريد بحبات من الدر والحجر الكريم في نسق نضيد او قل منضود ,, مثلما هي احيانا سلاح الشيطان لمن ابتغاها للشر وسيلة وغاية ولا رثاء لمن جعل قلمه سلاح نارٍ وكلماته رصاصاً تقتل وتفتك فتك البنادق وفوهات المدافع , ولكن هؤلاء قلة وان بدا صوتهم عالياً للأسف في زمن عربدة الجهل في الارجاء ,,
صدقني , لبغداد سحرٌ نفاذ الى القلوب ,, سحر بغداد كامن في سكانها واهلها لا بين جدرانها التي تحفظ الكثير من بصمات متداخلة متشابكة متخالطة بعضها قديم وبعض حديث العهد ,, بصمات تحمل اثر عبق المسك وأخرى ملطخة ببقايا دم قديم وحديث ,, بيد ان الوجوه الباسمة المتبسمة التي تزرع الحياة في بغداد هي كلُ سحرها وهي كل عطرها ولونها الزاه الجميل التي تجعلك تنظر بعين الأمل والتفاؤل دوما اليها .
ومن هذه الوجوه الممتلئة روعة والمكتنزة جمالا والثرية بلمسات الروح الطيبة الوقادة الوهاجة الباعثة للأمل الحقيقي في النفوس وجه (مفيد عباس ) وقلم مفيد عباس ) وهالة (مفيد عباس) ,,هذا الكاتب العراقي الكبير والذكي الزكي الذي يزرع منذ سنوات طوال عبر نافذة -تبدو للوهلة صغيرة بيد انها واسعة سعة الأرض -ويرسم بواسطتها وعبرها الإبتسامة الحية على وجوه الآلاف بل ومئات الآلاف ان لم تكن ملايين من العراقيين الذين تمتلأ قلوبهم بشتى الوان الحزن ,, يكتب بالعامية العراقية البغدادية وان كتب بالفصحى فلا أخال احدا من الكتاب يشك بكونه قادم لتوه من عكاظ في رحلة زمنية لكنه ليس مثل الكثيرين من الكتاب ممن يفضلون مخاطبة النخبة بدل مخاطبة القلوب البسيطة التي تكره التركيب والتعقيد ,,هنا ارجوا منك ومنكِ اخي واختي القارئة ان لا تتهمانِ بأني اتهم نفسي بالإنتماء لرهط الكتاب المخاطبين للنخبة لأني لست منهم وما لجوئي للكتابة الفصحى إلا بسبب عدم تمكني من اللهجة العراقية العامية لأني كرديٌ ولي لغتي الخاصة لكني اعشق كل اللهجات العراقية وافهمها كما لو كنت قد ولدت في بغداد وكما لو اني عشت واعيش فيها دائما وان كانت اقامتي فيها لسبع سنين ايام التسعينات في ذلك العقد الذي اكلت فيها البقرات العجاف السبع السمان وكادت ان تأكلنا جميعا معها ,,
(لو الله خالقني) عربي لأحببت مفيد عباس بقدر حبي له الآن ,, و(لو الله خالقني تركي ,, أمان ربي أمان ,, ما نقص حبي واحترامي ل أبو الفود ابدا عما هو عليه الآن ,,(لو الله خالقني سندباد لتمنيت ان اكون جارا لمفيد عباس ),,,
(لو الله خالقني ) !! ,, هذه من اشهر عبارات (مفيد) الرائع ,,له عبارات شهيرة أخرى ,, يتعمد لإنتقاء كلمات قديمة يخاطب من خلالها العقول والقلوب ,,يلامس بها المس الجميل الناعم التاريخ والجغرافيا والدين والوطنية والفيزياء والأنكليزي وبقية المواد الأخرى ولا ننسى طبعاً كيمياء الحياة ,, تأليف كتاب عن هذا الكاتب الذي يترفع دائما عن الصغائر المنفرة ليسمو نحو سماوات اجتماع قواسم الجمال والطيبة لدى الجميع هو قليل بحقه ,,هو اصبح ايقونة ورمزا جميلا
من رموز الطيبة العراقية والغيرة العراقية الممزوجة بالذكاء الخارق النفاذ .
في تركيا برز (عزيز نسين ) ككاتب ساخر عالج بأسلوبه الفريد الكثير من مشاكل مجتمعه مثلما فعل الكثير من الكتاب الساخرون الآخرون في بلدانهم ,ومفيد هو عزيز نسين العراق بلا منازع .
صديقي العزيز ,, استمر كما انت ,, فكلماتك ليست طلاسم فحسب بل بلاسم تنقي الجروح وتضمدها وتطيبها ايما تطييب .
و(كلكم عيوني ) ,, وهذه ايضا من عباراته الجميلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة