الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد تحرير الموصل، كيف سيكون المشهد السياسي ؟ ح2

صبحي مبارك مال الله

2017 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مابعد تحرير الموصل، كيف سيكون المشهد السياسي ؟ ح2
ذكرنا في الحلقة الأولى من المقال بأنه بعد تحرير الموصل وبقية المناطق، سوف تبدأ مرحلة جديدة ستسمى مابعد تحرير الموصل والتي ستكون حُبلى بالأحداث والمتغيرات، فماهي أبرز الأحداث وسماتها السياسية؟ بداية عندما نريد الإنطلاق من واقع القوى السياسة المتنفذة منها وغير المتنفذة لابد إن يكون تقييمنا صحيح لها، فالقوى السياسية الآن في حالة تنظيم إصطفافاتها الجديدة وإعداد مشاريعها السياسية الخاصة، كما ستظهر كتل وأحزاب سياسية جديدة لديها إجنداتها وبرامجها الخاصة بها، وقد تنشأ كيانات سياسية جديدة وتختفي كيانات سياسية من الساحة العراقية، وسيكون هناك تشضي وتفكك لغرض إعادة التأسيس ولكن كل كيان سياسي سيعتمد على فلسفته السياسية والآديولجية التي يتبعها. وهذه المتغيرات التي ستحدث خصوصاً في الكيانات السياسية المتنفذة هو نتيجة الصراع السياسي وتراكمات سوء إدارة الدولة التي لم تُحدَد ملامحها بشكل واضح، نتيجة تداخل المصالح والتوجهات، وتراكمات الفساد وتأثيراته العميقة على مؤسسات الدولة وأسلوب عملها، كما إن منهج الدولة السياسي الآن هو منهج المحاصصة الطائفية والأثنية والقومية الذي تعمق في كيان الدولة،وأصبح السمة البارزة لها. فالمجتمع العراقي توجه في خطين متقاطعين خط المواطنة والهوية الوطنية والدولة المدنية والديمقراطية الحقيقية والخط الثاني الذي توجه نحو الدولة الطائفية الدينية والقومية وتحديد المواقع والمناصب عُرفياً بين مسميات الكيانات المجتمعية المذهبية والإثنية والقومية وبالتالي أنتج هذا الخط تقسيم واضح للشعب بعيداً عن وحدته الوطنية والإلتفاف حول المذهب والتسمية الدينية. كما سيبقى هذا الخط منتج للفرقة والإحتراب وفقدان الثقة. كما ستسود في الكيانات السياسية الكبيرة ظاهرة تعدد الأقطاب، فظاهرياً تكون موحدة ولكن في الحقيقة سيكون هناك صراع تناحري بين تلك الأقطاب حول المراكز والمناصب السياسية والحكومية فتنشأ أجواء غير سليمة للعمل السياسي. وبناء على ماتقدم، فأن الأسماء الطائفية أصبحت في الواجهة فهناك الأحزاب الإسلامية والكيانات السياسية الشيعية، والأحزاب الإسلامية والكيانات السياسية السنية، وكل كيان سياسي ديني موزع حسب المرجع أو المقَلد أوحسب المذهب هذا على مستوى الإسلام السياسي ، أما على المستوى القومي هناك كيانات سياسية قومية عربية، كوردية، وتركمانية التي تجعل التعصب القومي في المقدمة، وكيانات سياسية تمثل الأقليات الدينية وبعضها قومي ديني، مثل الأحزاب المسيحية والأزيدية وغيرها وهي محدودة التأثير. هكذا هو الواقع الذي أصبح مريراً ومعرقلاً لنمو دولة ديمقراطية عابرة للطائفية والمحاصصة. أخذ الشعب يدرك كيف أستيقظت الطائفية والتعصب الديني بعد التدخل الإقليمي والدولي في شؤون العراق بصورة علنية ومكشوفة، ولهذا نلاحظ إن مايجري الآن هو عملية ترتيب الأوراق والقبول بالدولةالطائفية حيث أصبحت التسميات غير الدستورية هي الغطاء للتحرك بشكل مشابه للتجربة اللبنانية في هذا المضمار . تابعنا فيما يخص المكون السني على إختلاف تفرعاته وتوجهاته، حيث عقد مؤتمر في بغداد في يوم الجمعة المصادف الرابع عشر من تموز، من خلال تحضيرات سابقة لعقده و بتشجيع من دول إقليمية وعربية ودولية، وبرئاسة شخصيات في النظام السياسي الحاكم منهم سليم الجبوري، وظافر العاني، إسامة النجيفي وصالح المطلك ومؤتمر أنعقد بنفس اليوم في أربيل تزامناً مع مؤتمر بغداد أشترك فيه قيادات سنية مطلوبين للعدالة وأنعقد قبل يوم أي الخميس مؤتمر للسنة بقيادة محمود المشهداني كان المؤمل إن تكون هذه المؤتمرات وطنية تشمل الجميع وبهوية عراقية بغض النظر عن الطائفة والقومية ، مستفيدين من التجربة السابقة التي فشلت فعلاً ولكن هل ستخدم نتائج هذه المؤتمرات الوحدة الوطنية للشعب العراقي أم تكرس الخلافات والتمزق ، بالمقابل عمل المكون الشيعي على توحيد كياناته السياسية ولكن الخلافات مستمرة . قد لانكون متفائلين كثيراً أذا قلنا إن الكتل المتنفذة قد إستفادت من التجارب والدروس الفاشلة تحت ظل نظام طائفي محاصصي. ولهذا ستكون المرحلة القادمة ناتجة عن الإنتخابات القادمة التي ستزيف فيه إرادة الشعب بوسائل عديدة وعن المتغيرات في الوضع الإقليمي والتطلعات المستقبلية، وستنشأ مشاكل التوسع من ناحية بناء القواعد العسكرية الأجنبية وعقد المعاهدات، كما ستنشأ علاقات دولية متغيرة .وسيزداد الصراع بين الحركة المدنية الوطنية والديمقراطية وكياناتها السياسية وبين الحركة الدينية السياسية حول منهجين مختلفين . ويبقى السؤال المهم ماهو السبيل لقطع الطريق أمام عودة داعش فكرياً وسياسياً وعسكرياً بتسميات أخرى ضمن الصراع والتناحر السياسي؟. (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات