الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القومية العربية المترنحة..!!

عادل مرزوق الجمري

2006 / 2 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


للأكراد حضورهم الإسلامي الوافر، ولإندماجهم في الإطار السياسي العربي تاريخ قار، لكن، ما معنى أن يناضل الأكراد طيلة السنوات الماضية للحصول على ما هو أشبه بـ "الدولة المفصولة" عن العراق فيما سمي سياسيا بالفيدرالية العراقية.
"الدارفوريون" كما يذهب الكاتب اللبناني "حازم صاغية" أخذوا ذات الإتجاه نحو تكوين ظاهرة "اكراد سودانيين"، وهم على ما يبدو، جادون في هذا الخيار، وهو شبه الإنفصال السياسي عن السودان.
"البربر" في الجزائر، يطالبون بحضور لغتهم الأم، كما أن حراكهم الثقافي النشط ملحوظ، أخر إعتراضاتهم على "عربة الجزائر" هو إسم البلاد نفسه، يقول أحدهم "ما معنى "الجزائر"؟؟ هل نقطن بلدا معنى أسمه "مجموع جزر..!!".
ثمة نزوح نحو مزيد من التقسيم، والإستقلالية الشرعية، الغريب أن القوميين لا زالوا مصرين على إيجاد تخريجة ما للبقاء في الأفق، ولعل الأفق قصير، حد تلعثم الرئيس العراقي "طالباني" في إنتاج جملة سياسية واحدة باللغة العربية السليمة!!.
في مقابل الإصرار على البقاء في التاريخ والحلم، يفرز الواقع خلاف المأمول، فأجد انه لابد للقومية العربية أن تحاول تصغيير بعض طموحاتها الكبرى، على أن الحلم "مشروع" فلكل منا أن يعيش الحلم، شرط أن لا نزيد معاناة احد ما، على شاكلة ما عاناه الذين ذاقوا ويلات المد الناصري، إبان عنجهية السلاح، تارة بإسم العروبة والوحدة، وبإسم المقاومة، وصوت المعركة تارة أخرى!!
إلا أن الأمر لابد أن يكون له منحى إيجابي في المطلق، فمهما كانت هذه القومية وأبجدياتها السياسية فإنها تنطلق من متحدات إجتماعية محددة، هو الدين، اللغة، العرق، أو أي شيء يبيح تحديد "المجموعة" الأشرف والأكمل والأقدر على حمل مهمة التاريخ التي لم تنطلق بعد. في هذه اللحظات التاريخية فلتنعم القومية العربية بتقطيع زوائدها، والمسرح كبير، وأي عملية بتر ستجد تخريجة سياسية أو ثقافية مقنعة!!.
الأكراد أولا وأخيراً "ليسو عرب"، والدارفوريون "مسيحيون" ، والبربر لا يحتاجون أكثر من أصولهم"البربرية" للإقتناع بضرورة خروجهم من المنظومة العربية. وما بين المزيد من التفكك للحلم القومي، والمزيد من التبرير، يقف البعض، ومنهم أنا، في موقع "الشماتة"، إلا أن لهذه الشماتة تخريججتها "المحفوظة" عند القوميين لساعتها المناسبة.
لا أنكر عجزي عن فهم ظاهرة ما، ورغم محاولاتي المستميتة في نبش شتى تاريخ النظم القومية الإنسانية، فقد إستعصى علي إيجاد تخريجة مقنعة لهذه الظاهرة، ألا تلاحظون أن أكثر دعاة القومية العربية اليوم هم "عرب مستعربة"، وأن أصولهم"ليست عربية"..!!
من وجهة نظر قومية عربية بحتة، أعتقد أن الأسماء "المستعربة" داخل القوميين العرب هي متهمة بأنها متآمرة على المشروع القومي العربي، ولعلها مؤامرة كبرى من أجل النيل من الفكر القومي، لأن الغرب يدرك كما تذهب الأفلام والمسلسلات العربية أن خطورة العرب هي في تجمعهم، لذلك كانت الخطة الإستكبارية هي سرقة المشروع القومي من العرب وإلصاقه بعملاء للغرب يدعون العروبة..وهذه التقنية الحديثة وما تفعل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات