الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم نجح الربيع العربي !!

ماهر رزوق

2017 / 8 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




واجبنا كشباب مثقف في العالم العربي ، أن نكون الأقل انقياداً للعواطف و الأكثر إعمالاً للحكم العقلاني و الموضوعي ...
واجبنا أن نبحث حيثيات أي موضوع و آثاره العميقة في النفوس و أن نستشعر نتائجه البعيدة المدى ، و أن لا نقع في خطأ شيطنة الأفعال و الأحداث ، فقط بسبب بعض النتائج السلبية و بعض الكوارث و الخسارات البشرية ...

فالحروب كانت و ما زالت تقوم حتى يومنا هذا ... و الضحايا مازالوا يتكاثرون حتى اليوم ... لكن أن نقيس حدثاً هاماً كالثورات العربية ، بحسب عدد الضحايا و عدد المغتصبات و اليتامى ... فهذا للأسف قد يوصف بالمراهقة الثقافية و التسرع العاطفي ، دون البحث بموضوعية و شفافية في عمق الأثر و أبعاده الاجتماعية و السياسية و الدينية !!

هل نجحت الثورات العربية ؟؟

ربما لم تنجح كلها سياسياً ، كما حصل في تونس ... لكنها تمتعت بنتائج عظيمة على المستوى الاجتماعي و الديني .. فقد زادت من الوعي بخطر التعصب الديني و الطائفية ... و زادت من جرأة العديد المثقفين و النقاد الخاملين بفعل الاستبداد السياسي و الديني ... كما أنتجت هذه الثورات جرأة عالية في التعبير عن الخواطر المحرمة و ساهمت إلى حد كبير في ظهور موجة الالحاد و اللا دينية إلى العلن .. تلك الموجه التي كانت جمراً تحت الرماد و التي أفصحت عن رغباتها بشكل موسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي و المؤتمرات و الندوات التي تقام في البلدان الغربية و الاوربية التي تحتوي هؤلاء الهاربين من سطوة الدين و السلطة !!

ربما تكبدنا خسائر لا تحصى ، و أصبح الموت مجرد آلة حاسبة تحصي أعداد القتلى بدم بارد و عدم اكتراث .. لكن الثورات كما ذكرت سابقاً ، لا تقاس بعدد الضحايا و الفتيات المغتصبات ... و لكنها تقاس بالتغيرات البطيئة و الشديدة الأثر في بنية المجتمع الذي اهتز من داخله و تعرضت ثوابته و محرماته و ممنوعاته للخلل و الشك و التقييم بفضل هذه الثورات !!

كلنا كبشر عاطفيين نتمنى لو أن كل ذلك لم يحصل .. و لم نخرج من منازلنا و نبتعد عن أهلنا و نفقد كل عزيز و غالي ... و ربما لو قدر لنا أن نعرف الثمن منذ البداية ، لما كنا سنقوم بأي حراك أو ثورة !!

لكننا كمثقفين ، مطالبين و بشدة أن نقاوم العاطفة و نعمل العقل في كل ما يحدث حولنا ... فالاستسلام للعواطف أثناء الكتابة عن حدث هام كالثورات العربية ، ربما يعتبر من الأخطاء الكبرى و القاتلة !!

و في النهاية لابد لي من رثاء كل قتيل و منزل مهدّم و يتيم و امرأة ضعيفة تعرضت للاعتداء ... و أتمنى فعلاً لو أن تلك الثورات لم يكن لها ذلك الثمن الباهظ ... لكنني لن أقول يوماً بأننا أخطأنا بالقيام بها .. و أن الحال كان ليصبح أفضل بدونها ... لأنها لم تكن لتقم أساساً لو كنا بأفضل حال !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -