الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس الكونيالية وتأرجح مابعدها

غاده عبد الستار عواد

2017 / 8 / 18
الادب والفن


بؤس الكونيالية وتأرجح مابعدها

مابين هيمنة وسيطرة الدول العظمى على أراضينا ،وسيطرة مايسمى بدول ليس لها أسم بل غير موجودة على خارطة العالم ،لتعلن دولتها على أرضنا كأنها دولة رأسمالية مزدهرة على حساب شعوبنا .
فالكونيالية Colonialism تعني الاستعمارية ،وقد ظهر هذا المصطلح بالتوازي مع ازدها الرأسمالية كقوة صاعدة في العالم الغربي . أما مابعدها post colonialism فهي مرتبطة بالبنية والهوية الثقافية والاجتماعية . لنلاحظ الكونسالية ومابعدها شأنها شأن كثير من المصطلحات ،كالحدتثة ومابعدها ،والبنيوية ومابعدها ، والعولمة ومابعدها .... وغيرها .
لقد ذكرنا سابقا مابعد الكونيالية وهي مرتبطة بالهوية والبنية الاجتماعية ، وعلاقة هذا المصطلح بالادب علاقة مهمة ومختلفة لما ساهمت في ازدهار الفكر الادبي و الثقافي في البلاد المستعمرة ،وذلك من خلال دورها في ترجمة الحالة الثقافية للشعوب وماوصلت اليه الذات والهوية من نهوض أو انحلال للفكر والاخلاق و الثقافة أومتأرجحين مابين الاثنين . بالرغم من أن ترجمة الحالة الثقافية للشعوب قد ينتج حالة من التعارض الحاد وربما تكون متناقضة للحالة الثقافية للشعوب المستعمرة .
أن مرد ذلك واضح من خلال مقتضيات الأصل من الآرث الثقافي والاجتماعي الزاخر والكبير ،والتأثير الأستعماري ومايقدمه من مغريات وأعتباره النموذج الاول والافضل . لذلك نجد أن هنالك من يبحث عن ذاته وهويته ومن يتأرجح مابينهما .
أن نظرية مابعد الكونيالية نهضت من أجل تفكيك أبنية فكرية وثقافية ،وإعادة التمركز من جديد وبناء ثقافة جديدة قائمة على مستوى العلاقات مابين الشرق والغرب ،أو مابين المركز والهامش . لكن أن الخطاب الأستعماري مهما فعل جاهداً فهو لم يحقق مسعاه على أرض أخذت غصباً ، أو على أرض رسمت خطابها من دماء شعوبها . إذ يكشف لنا المفكر ادورد سعيد التلاعبات الكونيالية بالهوية العرقية وتقويض الخصوصيات الثقافية المحلية لمصلحة ثقافة المركز . ليبقى السؤال المتأرجح في ذهنا : هل نجحت القوة الكونيالية في أسكات المستعمر ؟؟
بالفعل لقد نجحت منذ بداية الحرب العالمية على الأرهاب وبحجة الارهاب بدأت الغزوات واحدة تلو الاخرى لافغانسان والعراق ومابعدها من انتكاسات عربية كبرى ، كلها لمصلحة المركزية الامبراطورية . ادى ذلك الى استيقاظ التفكير الرجعي واثارة افكار للمقاومة والحركات المناهضة للاستعمار .
فالكونيالية فكر ماكر لتحقيق مساعي كبيرة وخصوصاً عندما تتحقق رغبتها ونشر بؤسها ومسعاها جاعلة الذات متأرجحة مابين البؤس ومابعده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي